٢

4.3K 333 22
                                    

ما إن عبرت قدمه اليمنى مدخل المبيت حتى برزت شاشة وهمية أمام وجهه ؛ قامت بعض الأشعة بتفحص ملامح وجهه لتظهر على شاشتها صورته و هويته .

على الجانب الأيسر من المدخل كان هناك آلة صغيرة خرجت منها بطاقة ذهبية كتب عليها « مرحبا بك فريديريك غاليلو في آكادمية الفنون السحرية ، لقد حصلت على البطاقة الذهبية بفضل تفوقك و ستحصل بالمقابل على غرفة مميزة مع زميلك الجديد سيليڤان رانكر .. نتمنى لك دراسة موفقة »

ابتسم فريدي ابتسامة عريضة و ظهرت أمامه على الأرض أسهم مشعة قام بتتبعها الى أن وصل الى غرفة ذات باب ذهبي نقش عليه رقم الغرفة ٢٩ .

كاد أن يتساءل عن كيفية فتح الباب دون مفتاح لولا أن طارت البطاقة من يده و تحولت الى مفتاح بلوري ، دخلت في ثقب الباب و فتحته لتزداد ابتسامة فريدي اتساعا .

هذا المكان أفضل مما توقعت ، فكر و هو يجر حقيبته خلفه و يدخل المكان .

كان غاية في الفخامة ؛ رواق طويل ملأ بالتحف و الإطارات المعلقة على جانبيه ثم غرفة جلوس مريحة مع أثاث باهض الثمن و على اليسار كان هناك مدخل الى غرفتين . فتح الباب الأول ، ليجد فراشا إمتلأ بالثياب و أرضا فرشت عليها الكتب و الأوراق ثم دحرج عينيه الى حيث المكتب و هناك رأى جسد رجل وضع رأسه - أو ما يمكن وصفه بكتلة من الشعر الأحمر - على المكتب ، لعابه كان يسيل على لوحة المفاتيح و شخيره قوي لدرجة تصدع الأذان .

شعر فريدي ببعض الإحراج كونه لم يكلف نفسه عناء طرق الباب لذلك عاود إغلاقه و دلف الى حيث الغرفة الثانية التي كان من المؤكد أنها خاصته .

عندما أدار مقبض الباب ، فتح فمه بخليط من البهجة و الإعجاب ؛ كانت نظيفة جدا ، راقية جدا و منظمة لأبعد الحدود . توسطها فراش مستدير عليه غطاء أبيض ناصع ، و كذلك كان كل أثاث الغرفة يشع بياضا . على الجدران كان هناك لوحات زيتية جميلة موقعة من أشهر الرسامين . و الى جانب النافذة ، قبع حوض مستطيل الشكل امتلأ بأزهار الروديندرون .

لم يشعر فريدي بالبهجة في حياته كما فعل عندما دخل هذه الغرفة ؛ لقد كانت غرفة أحلامه .. غرفة لم يستطع الحصول عليها ابدا في موطنه لشدة فقر أبويه .

إقترب من النافذة ليشتم عبير الأزهار التي يحبها بشدة و لكن المظهر الذي رأه من خلال النافذة أذهب عقله .

كانت هناك بعض ملائكة الحب تطير في سماء الآكادمية ، تلهو فرحة كصفاء الأطفال ، تلون بريشاتها المرحة صورا مائية زرقتها زاهية و خضرتها ندية ، بينما تلعب البقية بأسهم العشق خاصتها تلقيها في الهواء أو في إتجاه التلاميذ لتنشر الحب في صدورهم .

نفى برأسه ضاحكا و عاد الى حقيبته يخرج منها كتبه و ثيابه لينظمها في مكانها . عندما انتهى من مهمته ، جلس الى مكتبه و أخذ ورقة ليكتب عليها كل ما حدث معه و كل ما شعر به منذ دخوله الى هذا المكان الخلاب .

آكادمية الفنون السحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن