9

3.7K 104 5
                                    


عادت خلود الي القصـر وهـي تظن انها اتت قبل ميعاده بكثير ، صدقت فـ معاد رجوعه لم يأن بعد ، دلفت من الباب لتجد الطابق السفلي هاديء تماماَ:
- الحمد لله الدادة مشت.
تمتمت براحة ثم اتجهت الي الدرج وصعدته ثم اتجهت الي غرفتهما ، دلفت من الباب لتجد الغرفة مظلمة تماماَ ، اغلقت الباب خلفها وهي تأمل ان تبدل ملابسها قبل رجوعه من عمله..
اتجهت الي مقبس الكهرباء لترفعه فتنير الغرفة ثم تلتفت لتصتدم بجسده لتصرخ بفزع وتتراجع بذعر من الصدمه:
- كنتي فين؟؟
قالها كريـم بهدوء شديد لترتبك خلود وتعجز عن النطق ولكن قالت فجأة لتتهرب منه:
- كنت تحت في الجنينه بتمشي فيـ.. !
قطع كلماتها بصفعة جعلت توازنها ينعدم لتسقط ارضاَ..
بالكاد استطاعت ان ترفع رأسها لتجده يجذبها من ذراعها لتقف امامه فأطلقت آهات متألمه من قبضته ليقول كريـم بغضب:
- كنتي فين انطقي؟
- ملكش دعوه بيـا..
قالتها وهي تحاول حجب دموعها فظهرت لمعة اعينها بسببها ، حاولت التحرر من قبضتيه فدفعته بقوة ولكن لم تستطع الفرار ، لم تسأم بل ظلت تتحرك حركات عشوائيه وتركله بقدمها ليدفعها نحو الحائط ويرفع ذراعيها عاليا ثم يثبتها بقبضة واحدة ويقول:
- عصتيني وروحتي مدرستك برده يا خلود .. مدرستك اللي فرحانه بيها دي انا ممكن اقفلهالك لو عايز..
حاولت التملص منـه بدون فائده فصرخـت بإنفعال والدموع متحجرة في مقلتيها:
- انت بتعمل كدا ليــه ؟؟ ، في ايه لما اكمل دراستي؟؟
- في انك مراتي دلوقتي ، مش هسمح ليكي تروحي تهزري وتتكلمي مع الشباب اللي هناك بحكـم الزماله .. وقلتلك قبل كدا انا مش فقير ومش هتحتاجي علامك دا في حاجه..
سقطت اول دمعة من عينها وهي تقول:
- بكرهك .. بكرهك وبكره اليوم اللي شوفتك فيـه..
لحظات ولانت ملامحه لتصبح هادئه فيفلتها ويتراجع ثم يقول:
- انا كمـان بكرهك يا خلود.
ثم خرج من الغرفة لتسرع هي بغلـق الباب خلفـه ثم جلست علي الارض وسمحت لدموعها بالنزول لتتعالى شهقات بكاءها..
كان ما يزال خلف الباب فإستمع لصوتها الباكي ليضم حاجبيه بإنزعاج ثم وبعد لحظات يتجه الي الدرج ويهبطه ليخرج من القصر بأكمله.. !
*******
لـم تخــرج من غرفتها طوال اليوم ، بل ظلت حبيستها الي ان عاد كريـم مجدداَ في المساء ليفتح الباب ثم يدلف ويغلقـه خلفه..
اصطنعت خلود النـوم لتجـده يصعد بجانبهـا علي السرير في هدوء وصمـت..
مر الوقت لتلتفت بهدوء وتنظر اليـه لتجد عيناه مغمضتان وهادئ جدا في نومـه ، وكعادته التي عرفتها منذ زواجهما انه يفضل النـوم عاري الصدر..
مرت لحظات وهي تراقبـه بحزن اثناء نومه الي ان فتح عينيه بهدوء ونظر اليها بصمـت..
اشاحت بوجهها للجانب الاخر بهدوء ثم جلست علي حافة السرير ونهضت ليمسك كريم بكف يدها سريعاَ ويقول:
- علـي فين ؟!
لتجيب بجمود:
- راحه اشرب..
انتصب جالساَ ثم اشار لهـا بأن تذهب ، تحركت خلود علي مضض لتخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها..
ظل كريـم جالساَ ينتظرها ولكن طال غيابها ليضم حاجبيه بشك ثم ينهض ويتجه الي الباب ليخرج من الغرفه..
هبط الدرج ليجدها تجلس علي الاريكة وتشاهد التلفاز متجاهلة اياه تماماَ..
رفع احد حاجبيه بتعجب ثم اتجه اليها وجلس بجانبها ثم لف ذراعه حول كتفيها وقال وهو يتابع التلفاز ايضاَ:
- مش قولتي هتشربي؟!
- شربت..
أجابت دون ان تنظر اليـه لينظر هو اليـها ويقول:
- ومرجعتيش الاوضه ليه؟
نظرت ليه هذه المرة و قالت وهي ترفع احد حاجبيها بعناد:
- هنام هنا..
رفع كريـم احد حاجبيه ثم قال:
- والله ؟!
لم تجب وعادت لتتابع التلفاز ، نظر اليها للحظات ثم جذبها برفق و وضع رأسها فوق صدره و احاطها بذراعيه ، حاولت الإبتعاد ولكن جذبها مجدداَ لتترك رأسها بإستسلام فوق قلبــه وتابع الاثنان التلفاز بذهن منشغل..
مرر كريم ابهامه فوق وجنتها برفق وهو يفكر في الحديث معها عما حدث ، ظل يمرر اصابعه علي وجنتها برفق شديد وهو يفكر ومتعجب ايضا من استسلامها للمساته ، مرر اصابعه علي كتفها بنعومة ثم تنهد و قال بتردد:
- خلود متزعليش مني.
لم تجب فصر علي اسنانه بغيظ ثم نظر الي وجهها ليجدها نائمة بعمق ، سكن قليلا ثم ابتسم ابتسامة عذبة ثم اطفأ التلفاز وحملها بحذر ثم نهض ليصعد الدرج ويدلف الي غرفتهما.. !
********
صباح اليوم التالي استيقظت خلود لتجد نفسها نائمة بين ذراعيه المحيطتين بها جيداَ ، نظرت الي وجهه للحظات ثم حاولت الابتعاد بحذر لتجده يفتح اعينه ويجذبها مجددا:
- علي فين ؟ ومتقوليش راحه تشربي.
ضمت حاجبيها لتقول بعدم وعي:
- هي الساعة كام؟
ابتسم كريم ثم اقترب بوجهه منها واقتنص قبلة من شفتيها ثم قال بتكاسل:
- الساعة 8:00..
اتسعت حدقة عينها بصدمة لتنهض فجأة وتهرول الي دولاب ملابسها وهي تقول:
- يالهوي .. اتأخرت جداَ..
انتصب كريم جالساَ ثم قال وهو يضم حاجبيه:
- اتأخرتي علي ايـه ؟!
توقفت خلود قليلا ثم نظرت اليـه وقالت وهي تهز كتفها بتعجب:
- المدرسـه اكيد..
ثم عادت لتبحث عن ملابسها مجدداَ ، عض كريـم علي شفتيه بضيـق شديد ثم زفر ونهض ليتجه اليها ثم يقف خلفها تماماَ ويقول:
- بدوري علي ايه؟!
لتجيب بإنزعاج دون ان تلتفت اليه:
- هدوم المدرسه..
ضم كريم حاجبيه ثم قـال و هو يفكـر مليا:
- الطقم الأزرق دا؟!
توقفت خلود مكانها للحظات وهي تضم حاجبيها ثم التفتت لتنظر اليه ونقول وهي تضيق حدقة عينيها:
- ايـوه هو..
نظر اليـها للحظات ثم ضحك ضحكة خفيفـه ثم استند بذراعيه علي الـ دولاب خلفها واقترب من وجهها بشدة ليقول بخفوت في اذنها:
- اكيد حبيبتي بتحب تساعد النـاس ومش هتضايق لما تعرف اني اتبرعت بالطقم والكتب للغلابه..
ثم قبل وجنتها مطولا برفق وابتعد لينظر الـي وجهها وحدقة عينيها المتسعة بصدمة اكبر..
لم تنطق بحرف واحد بل ظلت ترمقه بزهول وصدمه ، ابتلع كريـم لعابه بقلق ثم اخفض بصره وابتعد ليتجه الي خزانة ملابسه و يأخذ بدلته ثـم يتجـه الي المرحاض ويغلق الباب خلفه.. !
********
عاد كريـم في المساء من عمله ثم دلف الي القصر و دلف سريعاَ الـي غرفته ليطمأن عليهـا ، دلف ليجدها تمشط شعرها الاسود امام المرآة فإبتسم براحه ثم اتجـه اليهـا ومال بجزعـه ليحتضنها وينظر اليـها عبر المرآة بإبتسامة ثم يقول:
- عامله ايـه؟
رفعت حاجبها ثم قالت وهي تنظر اليه عبر المرآة:
- بخيــر و زي الفل.
ضحك كريم بخفـة وهو يرفع حاجبيه بتعجب ثم اعتدل في وقفتـه وقال:
- طيب .. كويس ! انا هروح اوضة المكتب لو احتجتيني..
- اوك..
تعجب كريـم من تصرفاتها و لكن تحرك من مكانه وخرج من الغرفة لتنظر خلود الي الباب بجمود ثم تبدأ بجمع خصلات شعرها..
********
اتجه كريم الي غرفة المكتب و يعلو وجهه ابتسامة صغيره ، فتح الباب ثم دلف بحسن نية واغلق الباب خلفه ثم التفت ليصتـدم بالمكان خلفه.. !
جميع اوراقـه ممزقة الي قطع صغيره و مبعثرة علي الارض ، الاريكة و حتـي المكتب !!
اسرع الي المكتب ثم فتح الدرج بلهفة ليجده فارغاَ ، جميع اوراقه مُزقت..
اتسعت حدقة عينيه بصـدمة لتتكون في ذهنه صورتها وهي تمشط شعرها ببرود..
" إن كيدهن عظيم "
وجد نفسـه بكل الغضـب الذي اجتمع بعقلـه يهتـف بقوة:
- خلــــــــــــود.. !
اسرع وخرج من الحجرة ليركض صاعداَ الدرج ثم يقتحم الغرفة والغضب يتطاير من عينيه لتقف هي وتنظر اليـه بثبات:
- انتـي ؟؟ انتي اللي عملتـي كدا صح؟؟
قالها بنفس لاهث من الغضب لتقول هي بعد لحظات:
- دا سـؤال ؟؟ .. ولا انت عارف؟!
- لا انا متأكد.
قالها ثم هجم عليها لتفلت وتركض ناحية الباب ليلتف كريـم ويصيح قائلا:
- عملتي كدا ليه؟؟
لتقول بهدوء لتستفزه:
- وانت منعني من دراستي ليـه؟
اتسعت حدقة عينيه اكثر ليقول بحسرة وغضب:
- هتساوي تعليم مصر بأوراق صفقات بالملايين ؟؟
لتقول خلود بإنفعـال:
- لا هساوي مستقبلي انا بملايين من ضفقاتك يا كريـم بيـه..
هجم عليها مجدداَ ليدفعها الي الحائط ويقبض علي ذراعيها بقبضة مؤلمه ثم يتمتم قائلا بغضب مرعب:
- لحسـن حظك الورق دا نسخة من بين نسخ كتير عندي في الشركه .. انـا مش عايز امد ايدي عليكي يا خلود ، ودا مش معناه اني مقدرش واظن انتي جربتيني ..
رفعت حاجبها ونظرت اليه بثبات رغم تألمها من قبضته لتمتم بإنفعال بسيط:
- و انت مفكر انك لما تمد ايدك عليا .. هتبقي راجل ؟
تسارعت انفاسه بغضب اكبر ليقول وهو يزيد من قوة قبضته المؤلمه:
- تحبي اعرفك معني الرجوله ؟؟
لتقول بنبرة مستفزة:
- متقدرش تعملي حاجه..
نقل بصره بين عينيها بغضب ، وفي لحظة إنفعاله حركها بعنف ليبعدها عن الحائط ثم دفعها نحو السرير لتسقط عليه وتتراجع مستعينة بمرفقيها وهي تنظر اليـه بقلق والخوف يقرع باب قلبها لتجده يشرع بفك ازرار قميصه وهو يتمتم بغضب اعمي:
- لا اقدر .. اقدر اوي يا خلود..  

غرورك انجب عنادىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن