(( الأخيـــره ))
في صباح اليوم التالي..
فتح اعينه بتمهل لينظر امامه للحظـات بذهن مشتت ، التفت لينظر اليهـا ليجدها نائمة في وضع الجنين ومنطويـة في جزء صغير بجانبه..
نظر امامه مجدداَ وهو يضم حاجبيه ثـم نظر جانباَ و نهض ليتجه الي المرحاض..
خرج كريـم بعد قليل ليتجه الي دولاب ملابسه و يخرج بدلته الداكنة ثم يرتديها و يعيد هندمة نفسه ثم يخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه ليذهب الي عملـه.. !
ما إن اغلق الباب حتي فتحت خلود اعينها ببطء ونظرت الي الفراغ امامها ، لحظات و استعانت بذراعيها لتنهض وتجلس علي حافة السرير وملامح وجهها عبارة عن وهن و ضعف شديد..
تحاملت علي نفسها لتنهض بالكامل ثم تتحرك مستندة علي الحائط لتمر امام المرآة فتلمح علامات علي رقبتها ، نظرت الي انعكاسها عبر المرآة لتجد علامات حمراء علي رقبتها واماكن متفرقة في جسدها..
اشاحت بوجهها بعيداَ ودموعها تتكون في اعينها لتكمل طريقها وتدلف الي المرحاض..
وقفت اسفل المياه المتدفقه واسندت رأسها علي الحائط خلفها لتنهمر المياه علي وجهها وجسدها بغزاره..
تذكرت ما حدث بالامس لتغمض اعينها بمرارة لتسقط عبرات اعينها فتأخذ نفساَ عميقاَ وتخرجه ببطء لتسيطر علي نفسهـا وتبتعد عن البكاء..
انهت حمامها ثم خرجت وارتدت ملابسها و وقفت امام المرآة..
تعمدت ان ترتدي ملابس طويلة لتخبأ تلك العلامات ، فإرتدت بلوزة ذات اكمام ورقبه طويله وبنطال طويلاَ فضفاض..
ثم مشطت شعرها و رفعته علي هيئة ذيل حصان ثم خرجت من الغرفة فارغة اليدين و ملامح وجهها تحولت من التألم و الأسي الـي الإصرار و الجمود..
هبطت الدرج علي عجل لتقابل المربية وهـي تنظف المكان بالأسفل لتتجه دون ان تنطق الي البـاب:
- علي فين يا خلود هانم كريـم بيه قالـي أ..
لتقاطعها خلود بإنفعال:
- انا مش هانم .. انا خلود وبـس .. وملكوش دعوه بخلود ، خلود مش عايزه تعرف كريم بيه قالك ايه.
ثم تابعت بلهجة مشابهة للهجته:
- خلود متطلعش بره البيت ، ان خرجت حسابكم معايا هيبقي عسير..
بدت نبرتها مليئة بالسخرية الشديده ولكن تابعت بطبيعيه:
- مش هو دا اللي قالهولك ؟؟
كانت ملامح المربية مندهشة بشدة ولكن اومأت برأسها لتصرخ خلود قائله:
- طـــــز !!
رفعت المربية حاجبيها بدهشة شديده فإلتفتت خلود وخرجت من الباب ثم صفعته بشدة خلفها وسلكت طريقهـا هاربة من عرين الـ "كريــم"..
********
وصلت الي منطقة عيشها اخيراَ ، كانت الدموع متحجرة في اعينها فأسرعت الخطي لتصل الي منزل والدها قبل هبوطها وفضح امرها امام الماره..
مرت امام منزل صديقتها لتجد صوتاَ يعلو هاتفاَ بإسمها في دهشه:
- خلــود ؟!
رفعت رأسها لتجدها كوثر تنظر اليها من شرفة الغرفه ثم عادت الي غرفتها و هبطت اليها:
- ايه دا انتي بتعملي ايه هنا؟
ثم تابعت بمزاح:
- اوعي تكوني سمعتي كلامي واطلقتي..
لم تجب فضمت كوثر حاجبيها وتفحصت وجهها لتقول بلهفة:
- خلود انتي بتعيطي؟؟
لم تستطع ان تجيب فجذبتها كوثر وادخلتها الي المنزل ثم اغلقت الباب خلفهما.. !
*********
وضعت كوثر كوب الشـاي امام خلود الشاردة لتفيق ثم تنظر اليه بصمت:
- ما تتكلمي يا خلود في ايه مالك؟؟
قالتها كوثر وهي تجلس بجانبها علي السرير فقالت خلود بهدوء:
- مفيش يا كوثر.. حصلت مشكلة بيني وبين كريم.
ضمت كوثر حاجبيها ثم قالت بشك:
- يعني انتي سبتي البيت ؟! .. مشكلة بسبب ايه طيب؟!
صمتت خلود للحظات ثم ابتلعت لعابها وقالت:
- بسبب دراستي..
- يعني ضربك..
ابتسم خلود بسخرية ثم قالت:
- لا زعقلي بس..
نظرت اليها كوثر بشك ثم قالت:
- خلـود .. يعني انتي هتسيبي البيت من وراه عشان زعقلك؟!
نظرت اليها خلود ثم قالت مغيرة مجري الحديث:
- انا هروح بيتنا تاني .. مش عايزه ارجعله تاني.. مش عايزه يا كوثر.
ظهر الضعف علي نبرة صوتها فربتت كوثر علي كتفها وهي تحيطها بذراعها وقالت بهدوء:
- يعني انتـي في الفتره دي .. يعني يا خلود مـآآ محبتهوش ؟؟
لم تجب ، مالت برأسها لتستند علي كتف صديقتها فقالت كوثر:
- مجاوبتيش يعني ! بتحبيـه يا بت ولا لأ ؟
صمتت خلود للحظات ثم قالت:
- هيفرق؟ انا كدا كدا بالنسبه ليه بنت العامل الغلبان..
ثم قالت بشرود وحزن:
- اللي يجرح فيهـا زي ما هو عايز..
لتقول خلود وهـي تربت علي كتفها:
- ايه الكلام الكبير دا يا خلود بس .. هو اكيد مدام اتجوزك ، يبقي عايزك و بيحبك..
صمتت خلود لوهلة ثم قالت:
- قفلي علي الموضوع..ممكن؟
لتقول كوثر بترحيب لفكرتها:
- يا سلام ممكن اوي .. قومي يلا نتغدي امي عمله صنية بطاطس بالفراخ المحمره انما ايـه.. كوفته.. !
قالتها بمزاح فقالت خلود بحرج:
- لا لا انا هقوم اروح البيت انا.
- انتي هتفضلي هنا معايا .. مستحيل اسيبك تفضلي هناك لوحدك..
ضمت خلود حاجبيها ثم قالت بإصرار:
- لا يا كوثر مينفعش .. وبعدين متخافيش مش هيحصلي حاجه.
صمتت كوثر قليلا ثم قالت:
- نفرض روحتي هناك ، كريم اكيد هيعرف انك هربتي وهيدور عليكى .. اول مكان هيدور فيه هو بيتك..
سكنت ملامح خلود لوهلة ثم قالت:
- آه صح .. طب و العمـل؟
امسكت كوثر بذراعها وجذبتها وهي تقول:
- تقومي زي الشاطرة وتاكلي فراخ محمره معايا.. !
********
في المساء خرجت الفتاتان الي شرفة الغرفه ليستمتعا بهواء الليـل العليـل..
نظرت خلود الي منزل والدها الموجود في نفس المنطقة التي تقطن بها صديقتها ، ارتشفت قليلا من الشــاي ثم قالت وهي مسلطة بصرها عليـه:
- تفتكري يا كوثر بابا لو كان عايش كريـم كان هيعمل كدا ؟
نظرت اليها كوثر ثم قالت:
- خليكي فاكره ان كريم اتجوزك و عم أشرف كان لسه عايش .. وبعدين الله اعلم مش يمكن انتي ظلماه..
لتبتسم خلود بسخرية ثم تتمتم:
- يمكن..
لتتابع كوثر بإنزعاج:
- وبعدين حد يهتم بتعليم مصر؟! .. يا بنتي دا انتي تدخلي عبقريه تطلعي متعرفيش الألف من عمود النور..
نظرت اليها خلود بطرف عينها ثم تمتمت:
- اسمها الألف من كوز الدره علي فكرة.
ثم نظرت امامها مجددا لترتجف اطرافها ويسقط كوب الشاي من يدها وهي تنظر امامها بحدقة متسعه..
انتفضت كوثر ونظرت اليها بدهشة لتحول بصرها الي حيث تنظر خلود لتجد كريــم يهبط من سيارته ويصفع الباب خلفه ثم يتجه بخطي سريعة الي منزل والدها:
- كوثر دخليني يا كوثر هيشوفني..
قالتها خلود بخوف وكأنها شلت عن الحراك فجذبتها كوثر ودلفتا لتجلس خلود علي حافة السرير وتحتضن جسدها بينما كوثر تتابعه من النافذة..
مر الوقت لتعود كوثر اليها فتنظر اليها خلود وتتمتم:
- مشي؟
أومأت كوثر برأسها ثم قالت:
- حاول يفتح الباب معرفش فكسر القفل ودخل وبعدين خرج و ركب عربيته ومشي..
صمتت قليلاَ ثم تابعت:
- شكله تعبان و قلقان اوي يا خلود.. صدقيني شكله بيحبك.
صمتت خلود قليلا ثم قالت :
- هو كدا اكيد مش هيرجع يدور هنا تاني.. انا هرجع بكره بيت بابا..
- خلود انـ..
لتقاطعها خلود بإصرار:
- كوثر .. انا هرجع بيتنا خلاص .. انا عايزه اعيش في بيت بابا..
لتصمت كوثر علي مضض وتنظر اليها بترقب للغد..
********
تثاقلت انفاسها وتباطأت خفقات قلبها ، نظرت حولها بأعين زائغة تتلألأ بها الدموع..
بيوت صغيرة مكونة من غرفة واحدة منيرة للبعض ، ومخيفة مظلمة للكثير..
انها مقابر عائلتها ، تقدمت بخطوات بطيئة نحو قبر والدها..
المكان تملأه الشجيرات المختلفة في احجامها واوراقها كثيفة كانت او قليله..
وقفت خلود امام قبر والدها ، شيء معاكس تماما لإسمها إذا اخذناه بمعني الخلود .. ؛ فكل كائن قدره الفنــاء..
سقطت الدموع من اعينها وهي تقرأ اسـم والدها المزخرف علي صخر قبره ، شعرت بخدر في ارجلها لتجلس علي الرمال بجانب القبر ثم تضع كف يدها علي صخره وشهقات بكاءها تتزايد وتتعالى:
- شوفت بنتك حصلها ايه ؟؟ .. خلود بتتعذب يا بابا وتعبانه .. انت سبتها لوحدها وبقت من غير ضهر و لا سند تتحامى فيـه..
ثم تمتمت بضعف:
- ارجع..
وتابعت صارخة بإنهيار:
- ارجع ملقتش حد حنين عليا غيرك..
********
في مساء ذلك اليوم اختفي القمر لتظلم شوارع تلك المنطقة تماماَ..
وقفت كوثر في شرفة غرفتها تتأمل السماء المظلمة ثم اخفضت بصرها لتنظر الي الساعة لتجدها الواحدة بعد منتصف الـليل..
نظر الي منزل خلود لتضم حاجبيها وتنهض فجأة عندما رأت طيف احدهم يحوم حوله وكأنه لــص !
لطمت علي خدها بفزع وهي تتمتم بهلع:
- يالهوي يالهوي البت لوحدها مين دا..
ثم دلفت سريعا الي غرفتها لتتابع بهلع:
- قفل الباب بتاعها مكسور يالهوي اعمل ايه انا دلوقتـي..
ثم خرجت مجدداَ لتتفقد الاوضاع لتجده يفتح الباب بخفة ويدلف ثم يغلقه خلفه بهدوء..
خفق قلبها بهلع لتلتف حول محورها وهي تقول:
- اعمل ايه اعمل اييه ؟؟
ليس بيدها شيء تفعله فهي تعيش مع والدتها فقط وليس لديها أشقاء ، بالإضافة الي انها لن تتمكن من انقاذها بنفسها..
تذكرت ذلك الكارت الذي اخذته من كريـم عند اول مقابلة لهم في النادي لتهرول الي حقيبتها تبحث عنه بهيستيريا الي ان وجدته لتأخذه بسرعة وتسرع لتخرج من الغرفه..
*******
سمعت خلود صوتاَ ما يأتي من خارج غرفتها لتفتح عينيها فجأة وتضم حاجبيها بشدة وهي تنظر الي الباب..
بدأت الامطار بالسقوط بغزارة لتنقطع الأنوار فتشهق خلود وتنهض من مكانها لتسكن الاصـوات بالخارج فجــأة..
وقفت خلود مكانها للحظات برعب الي ان أضاء البرق للحظات لتلمح ظل احدهم علي الحائط و يقترب من غرفتها..
اسرعت بوضع كفها علي فاها لتكتم صوت شهيقها رعباَ ثم تراجعت بخوف في الظلام الي ان التصقت بالحائط لتلمس يدها عصاَ حديدية مصنوعة لوضع الستـائر علي النوافذ وتثبيتها جيداَ..
امسكت بها بأيدي مرتجفة لتسمع صوت خطوات اقدام يتجه لغرفة الإستقبال..
أضاء البرق مجدداَ يصاحبه صديقه الحميم ذو الصوت المرعب وهو الرعد لينتفض جسدها ثم و بعد ان أظلم المكان مجدداَ تحركت بخوف وهي تشد قبضتها علي العصا ثم تخرج من الغرفة بحذر..
اكملت طريقها وخفقات قلبها تتزايد من هدوء المكان المفاجيء ، الأمر غريب..
أضاء البرق مجدداَ لتنظر حولها بسرعة فلم تجد شيئاَ ، اظلم المكان مجدداَ فاخفضت العصا وهي تضم حاجبيها بتعجب وفجــــأة .. مدت يد من الظلام لتكممها وتجذبها نحو ذلك الجسد المعتم..
********
وصل كريـم اخيراَ الي المنزل وكوثر تتبعه باكية ليهتف بها كريم بقلق:
- خليكي هنا..
توقفت كوثر امام الباب ليدلف كريم بسرعة الي الداخل..
سمع صوت انينها يصدر قريبا منه فهتف بقلق:
- خلــود..
لم تجب بل سكنت للحظات ثم زاد انينها فكاد كريم ان ينطق ليفاجأ بضربة علي رأسه ولكن لحركته اصابت كتفه..
التفت كريم سريعاَ ليواجه الجسد المعتم فأسرع اللص بلكمه ليبتعد كريم قبل ان يصاب ثم يلكمه بقوة لكمات متتالية قبل ان يتمكن من المواجهة ليتراجع اللص ويحرك رأسه ليعيد تركيزه ثم اخرج سكيناَ حاداَ ظهر لمعانها عندما أضاء البرق مجدداَ..
نظر الاثنان الي بعضهما للحظات كل منهما ينتظر الأخر ان يبدأ الهجوم ، هجم اللص فجأة فإبتعد كريم ولكن استطاعت السكين ان تصيب ذراعه ، اسرع كريم بإمساك ذراع اللـص ليلويها خلف ظهره ثم يضرب برأسه جبين اللص مرة ثم مرة فـمره ليسقط اللص علي الارض..
اسرع كريم الي خلود التي ظهرت في ركن ما مكبلة اليدين و مكممة الفم ليجثو امامها ثم يحررها وهو يتفحصها بقلق شديد:
- انتي كويسه ؟ عملك حاجه؟؟
حركت رأسها نافية وهي تبكي ثم وبدون مقدمات اسرعت نحوه لتختبأ في احضانـه..
سكن كريم لوهلة ثم جلس علي الارض وضمها اليه بقوة وهو يتمتم براحه:
- الحمـد لله..
ثم اغمض عينيه وقال بخفوت وهو يدفن اصابعه بين خصلات شعرها :
- حرام عليـكي عـ اللي عملتيه فيا..
لمس كف يدها ذراعه فشعرت بشيء ساخن لتبتعد وتقول بهلع:
- ايـه دا ؟؟ دا دم..
- متخافيش دا جرح سطحي..
ثم ابتسم وقال وهو يلف ذراعيه حول خصرها:
- خايفه عليا؟!
اخفضت بصرها ليضع كريم اصابعه اسفل ذقنها ثم يرفعه برفق لتنظر اليـه..
استندت كوثر بكتفها علي الباب وهي تنظر اليهما بإبتسامة صغيره..
أضاء البرق ليظهر الاثنان وهما ينظران لبعضهما البعض بصمت..
أضاء البرق مجددا ليظهر كريم وهو يقترب بوجهه منها..
أضاء البرق مجددا ليظهر كريم وهو يقبلها بشـوق ونهـم..
التفتت كوثر وعلي وجهها ابتسامة خبيثة لتجد سيارات الشرطة تأتي من بعيد لتضحك وتقول بمرح:
- طب دول هيجوا ياخدو الحرامي ؟! .. ولا هياخدوا الحبيبه دول ؟!
ثم اطلقت ضحكة اخري وتابعت طريقها الي منزلها..
عادت الكهرباء مجدداَ لتبتعد خلود وتنظر اليه بخجل لتجد دماءا تنزف من رأسه لتقول بهلع:
- ايــه دا يا كريم ؟؟
نظر اليها كريم ثم قال بضجر:
- يعني ماسك الحرامي من ساعتها ضرب بدماغي هتنزل ايه يعني .. فراوله؟!.
لتقول خلود بعد لحظات بندم وتردد:
- كريـم .. أناآآآ.. انا آسفـ..
وضع كريم ابهامه علي شفتيها ثم قال:
- ششش..
ثم تابع وهو يبتسم و ينظر اليها:
- انتي بتحبيني..
ابتسمت خلود بخجل ليقول كريم:
- ان جينا لحكاية الاسف .. فأنا اللي المفروض يعتذر ، يعني من اللي حصل امبارح و آآآ..
لتضع خلود ابهامها علي شفتيه وتقول وهي تعود لأحضانه:
- انا بحبـك..
**********
عادت برفقة زوجها الي قصره ، بــل قصرهمـا سوياَ..
جلس كريم خلف مكتبه وامسك بأوراق بين يديه ليهتف بعد لحظات:
- القهــوه يا خلــود..
دلفت خلود الي الغرفة بعد لحظات وهي تحمل في يدها قدح القهوة لتتقدم نحوه وتضعه بجانبه فوق المكتب ثم تلتفت وتقف بجانبه وتقول وهي تحيط رقبته:
- اساعدك في حاجه؟؟
ابتسم كريم ثم قال وهو يرفع احد حاجبيه:
- علي اساس انك هتفهمي شغلي؟
نظرت اليه خلود ثم نظرت الي الاوراق واقتربت من المكتب لتمسك بها فإصتدم ذراعها بقدح القهوة ليسقط علي سطح المكتب ويبـلل الاوراق..
نظرت خلود الي سطح المكتب بدهشة ثم نظرت بتمهل الي وجه كريم لتجده يصر علي اسنانه ويقول بخفوت وهو يكظم غيظه:
- انتي زي ما انتي ..صغرتي كبرتي هتدلقي القهوة عليا وعلى ورقي يا خلود..
خرجت من الغرفة راكضة و هي تصرخ بمرح و هو يركض خلفها الي ان حاصرها في ركن من اركان الغرفة لتقول برجاء وهي تضحك:
- خلاص يا كريم والله غصب عني بوقعها..
- ابداَ لازم تاخدي عقابك..
رفعت حاجبيها بدهشة ثم قالت:
- حرام عليك يا كريم عقاب ايه؟؟
سكن كريم للحظات وهو ينظر اليها ثم اقترب منها بتمهل و عانق شفتيها بشفتيه و ما هي الا لحظات حتي التفت اذرعها حول رقبته ليذوب الاثنان في عالمهما الخاص وتصبح هي لـه .. لـه فقط..