البارت ١٥: ها قد غاب أبي

4.6K 459 37
                                    

البارت ١٥. هاقد غاب ابي. 💬 أبي....أبي...أبي ....أناديك فلا تسمع .... اين انت يا ابي ...ألم يصلك صوتي يناديك وقد غلبه نشيج المدمع ....أبي ...أبي ...انا طفلتك التي لم تكبر يوما وهي في ظلك ... ما زلت ابحث عنك في أشيائك وإماكنك ...في حنانك ولمساتك على خدي تطمئنني ان نامي يا حلوتي ...فابوكِ حارسك ِ الاول ... معلمك الأوحد ....وعاشقك المتيم .....أبي ...أبي مازلت احتاج دفى انفاسك عندما تعانقني ... لتقنعني ان لا اشباح تحيطني ما دمت معي .... ابي اين انت الان ....لازالت احتاج الى صدرك الواسع اماني ...والى يديك لترفعني الى غمام السماء ..... والى ظهرك سوري وحصني من غدر الزمان ....ابي وردتك من بعدك نبتة صبار بوجه صقيع الحياة ....ابي لبؤتك انا عنقائك المغرورة ...غروري وكبريائي ليس الا منك وبك ....ابي اي آهات ساعيشها بعدك ....💬 بعد مرور سنه ونصف ....في دبي مستشفى الزهراء ...قسم إنعاش القلب للأطفال تجلس هند وبجانبها بسام وهم ينتظرون خروج فارس من غرفة الانعاش ......صدقت هند وأغلقت القران وكفكفت دموعها انتبه لها بسام وقال " صدك جذب خالة احنه نريدج تشدين من عزم فارس مو تزيدين همه ... هي طفلة حتى عمرها بعدها ما صار سنه وإذا الله أخذ امانته راحة الها شنو عيشتها وهي طول عمرها من ولدت ليهسه مربوطة على الأجهزه أخذت من أمها مرضها وأنوب زيادة عليه شلل دماغي وتطور بطيء بالنمو ...الله يسامح أمها ". إجابته هند. " الله لا يسامحها ..استغفر الله ربي وأتوب اليه الميت ماتجوز عليه بس الرحمة ...عذبت ابني وهي عايشه وهي ميتة ....المصيبه يا بسام هو يعرف ان مصير الطفلة على اَي ساعه ربك يأخذ امانته بس هو تعلق بيها هواي صارت له مثل النسمة صيف بعز الهجير اللي عايشه فديتها رغم مرضها بس هي اسم على مسمى جوري ...والله مرات من تفتح عينها وتبتسم أنا احس الدنيا ابتسمتلي ...شلون هو يا بعد روح أمه ". خرج فارس من الغرفة وهو يرفع الكمامة عن وجهه ويتنهد بالم وهو يرى صغيرته تذوي يوما بعد يوما وهو لا حيلة ولاقوة سألته امه " ها يا فارس بشر شلونها اليوم" أجابها " برحمة الله اليوم احسن من البارحة فتحت عينها لحظات ...كومي يا امي خلي الممرضة تجهزهج ودخلي شوفيها ...علمود ترجعين للبيت يم ابوي والأولاد ما اريد يبقون ويه الخدم ...كافي انا مشغول عنهم" ذهبت امه باتجاه غرفة الممرضات ....جلس بجنب بسام ...ابتسم بسام بوجهه وهو يربت على كتفه وقال " الله كريم يا اخوي ....ربك فرجه قريب والطب يوميه يطور عسى ولعل نلكه حل وانا اتصلت بحيدرة وگال في جراح ببريطانيا متخصص بجراحة قلب الاطفال خصوصا اللي انخلقوا بعيب ولادي ...ويريد بس تقارير الحاله ويگول عملياته اغلبها ناجحه ". " نضحك على روحنا يا بسام لا والله موقانط من رحمة رب العالمين ...بس ربك عرفوا بالعقل ما شافوا بالعين بنتي ما تتحمل نقل من البيت للمستشفى ولا بنج ولا حتى علاج ...المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ...وانا صابر ان شاء الله ...تدري مرات ادعي من ربي يريحها بسرعه من كد ما احس بالمها ...الله يرحمك يا عمي حزم شلون عاش وتحمل وهو يشوف فلذة كبده تموت يوميه ...وصدك بعد ما توفت المرحومة ماطول للاربعين وربك اخذ امانته ...هو انا ليش جبت اهلي واجيت لدبي وتركت البحرين حسّيت امي وأبوي اذا بقوا هناك يصير بيهم شي ....اخذنا الكلام عن مشاكلي اللي ماتخلص ونسيت أسالك شيويت بسفرتك للعراق ان شاء الله كلهم بخير ...ورجعت فاطمة لو لا " اجابه " اي رجعتها قبل ما تخلص العده ...بس هي بعدها قافلة والهمام اخذ مني وعد ما اجبرها ليمته ما هي رادت ترجع ....والظاهر ان انتظاري راح يطول .....والشيء اللي مخوفني شلون اذا ما اقتنعت تطلع من العراق ويه بيت الهمام ....ولو هو لحد الان ما حدد وين وجهته لان قدم للورد بعده جامعات بامريكا وألمانيا وين ما يطلع قبولها يستقرون وياها ...وهاي ام راس اليابس كاتلتها الوطنية وعناد بيه لان سمعتني اكول لهمام لازم تطلع وياكم ...". انزل فارس راسه الى الارض وهو يحرك رجله متوتراً والسؤال يصل الى طرف لسانه ويرجع فهو لم يسال عنها اي شخص مباشرة بالاسم لكنه حريص على معرفة اخبارها اليوميه من سائق بيت الهمام يتلقى منه تقرير يومي عن الورد وعن عمه خصوصا بعد ان عرف بتهديدات سالم المنصور له(الهمام) بعد ان سلم الهمام مجموعه وثائق اشتراها من عصابة تهريب التي يتعامل معها المنصور الى الشرطة ...التي ألقت القبض على سالم المنصور لكن بسبب علاقته والرشاوي التي قدمها استطاع الخروج بكفالة على ذمة التحقيق - كل هذه الاحداث علم بها فارس البارحه بعز أزمة ابنته الصحيه وهو حاير لا يعرف كيف يتصرف إيترك بنته في هذه الحالة ويسافر للعراق ليقنع عمه بمغادرته او يطلع والده الذي هده المرض والحزن على ما فقد .... خرج السوال منه بغير أرادة او وعي منه لبسام " وشلونها؟؟؟" اجابه " منو ...الورد ..زينه تنتظر قبول الجامعه ... سألتني عنك وعن جوري ...وكانت حابه تشوفها وعاتبتني لان ماخذتلها صورة ...هاي اي صح همزين اذكرت أرسل لها صورتها على الايميل ...ثم غمز له لو انت تتوكل بهاي المهمه ترى ايميلها مثل ماهو ما غيرته ...هههههه غير خال نذل انا" ضحك فارس معه " همزين ...عرفت نفسك ". في مساء نفس اليوم استلمت الورد رسالة عن طريق البريد الالكتروني ..لم تصدق عينيها عندما رأت اسمه يظهر من نافذة الرسائل المستلمة ...كان فيها صورتين لطفلة الصوره الاولى كانت الطفلة رغم نحافتها لكنها جميله ذات عيون كعيون ابيها تضحك للذي يلتقط لها الصوره وفِي الصوره الثانيه مريضه والأسلاك تحيط بها من كل مكان وكتب تحت الصورتين " هذه جوريتي ...ادعيلها " امتلت عيون الورد بالدموع وهي تتساقط واحده خلف الاخرى وتقول " والله يوميه. ادعيلها وادعيلك بالصبر". في ذات الوقت بلندن كان مظفر الذي انتقل هو وسناء للعيش هناك لرعاية حفيده ( ابن حيدرة وندى) حيث بعد ولادته بشهرين أضطرت امه العوده الى مقاعد الدراسيه مما استوجب قدوم اهلها والعناية بصغيرها....اغلق سماعة الهاتف بعد ان أنهى حديث طويل مع أخيه الهمام سألته سناء "ها بشر شنو الاخبار". أجابها " الحمد لله طلع قبول الورد بجامعه اوستن للمعمار بولاية تكساس " إجابته سناء باستغراب " اويلي بامريكا بعيده كل ظني يجون هنا لندن ونجتمع مرة لخ". " هاي من ارقى الجامعات بالعالم المتخصصه بمجال الهندسة المعمارية ....عمي بس خلي يطلعون عسى لو لموزمبيق ....گلبي ما مرتاح يا سناء وما راح ارتاح الا من يخابرني ويكولي وصلت عمان ....هذا ابن المنصور مراح يعديها سلامات". إجابته " فأل الله ولا فالك ...ان شاء الله ماكو شي ...وبعدين لاتحجي هيج كدام الولد اخاف يسمعون ويكولون هسه نرجع ..وهم عندهم دراسة وامتحانات ". كما هو معتاد من مظفر في هكذا نقاش يغضب بسرعه " احد گايلج انا غبي ...احنه ما صدكنا طلعناها انوب انطيهم الحجه بيدي يرجعون ...بس ادعي يا سناء الله يستر علينا ويطلعون بسرعه....هو تقريبا صفى كل شي بقت بس المزرعة والبيوت راح يامنها عند دكتور فؤاد لحد ما نكدر نتصرف...... اهم شي خلص الجوزات والتأشيرات للورد وأم شمخي هو وحسناء بس يطلعون من العراق يستخدمون جوارهم االبريطاني ...بقى بس حجز الطيارة ياكدوه لعكب باجر " ....................................................................................................................في اليوم الثاني قبل اليوم المحدد لسفرهم تحديداً الساعه الثانية ظهراً وصلت سيارة الهمام ...فيها الهمام وحسناء والورد جاءوا من مشوار خاص بتجهيزات السفر طلب من حسناء و الورد النزول وفتح باب الكراج لادخال السيارة نزلن فتحت الورد الباب دخلت امها الى داخل بالحديقة متجه الى باب المطبخ والورد تمسك بإحدى جهات الباب حتى لا يرتد حيث كانت الأجواء بهواء عاصف محمل بالتراب والسماء حمراء كلون الدم ...كانت هناك سيارة تترقب و تترصد بسيارة الهمام ما ان ادخل السيارة وأشار للورد ان تدخل وهو يغلق الباب خلفة تحركت الورد باتجاه البيت حسب امر ابيها ....لم تصل الى باب المطبخ بعد ....سمعت عدة إطلاقات نارية قريبة كأنها في داخل كراج بيتهم استدارت وهي تسمع السيارة التي اطلق منها الرصاص تحاول الهروب بسرعه وشخص لم تشاهد وجهه ...فقط سمعت صوته يقول هاي هديه سالم باشا الك يا ابن المقداد وهو مستمر بالاطلاقات لم تستوعب ما حدث كانه حدث يحدث في فلم سينمائي هوليودي طوله ٣ ساعات لكنه بالواقع لم يستمر سوا لدقائق لينخر جسم والدها بالرصاص من فوق الى تحت ليسقط أرضاً وهو ينادي بصوت ضعيف " الورد دخلي جوه" لم تشعر كيف وصلت قربه ووضعت راسه في حجرها وكيف صرخت وتجمع الجيران أولهم العم فؤاد الذي خرج منذ ان سمع صوت الرصاص وأطلق على سيارة المعتدين لكنه لم يصبها فهربوا خرجت حسناء ....مصقوعة وأم شمخي وكل العاملين بالبيت والجيران اقترب فؤاد من الورد التي تحضن جسد ابيها الذي وافاه الأجل في لحظة وصولها اليه كانت اخر عين يرى هي عيونها وآخر اسم يلفظ هو اسمها "الووور....لكنه لم يستطيع ان يكمل ...حاول فؤادابعادها عنه ليفحص ان كان هناك نبض لكن للأسف فقدوا الهمام ...اغمض عينيه ما ان رأت حسناء هذه الحركة حتى سقطت مغمي عليها ....ادخلوها نساء الجيران الى البيت محاولين افاقتها اتصلوا بالشرطة والإسعاف والورد تحتضن راس ابيها وتنود حتى الدموع عصت عليها تجلس بقربها داليا محاولة إقناعها بترك الجثة والدخول داخلا ...لكنها كانت متشبثة به بشكل عجيب ولاتحس بكل ما حولها ...لاتسمع سوى صوت الطلقات الثمانية التي اخترقت جسده وهي تصيح بعلو صوتها وكل الواقفين رجال وشباب ونساء الحي يبكون عليها وعلى ذاك الجار الشهم الطيب (الهمام) "يابه .....وين تاركني...ورايح منو اللي بعدك ...شلون تترك وردتك وحدها....يابه شلون تموت وحيد ....لا اخوك ولا اولادك ...عمي مظفر...حيدرة...الباسل...الليث..... بسام الهمام راح ...غمض عيونه وراح ...تركنا وحدنا وراح ....نظرت باتجاه داليا ....دلو ولج دلو ابوووي دلو گتلوا ابوي ....دلو ما كالوا بنته خطيه ...دلو اخذوا أبويه مني ... " في هذا الوقت جاء رجال الشرطة والإسعاف رفعو الجثة من عليها وأخذوها الى الثلاجة للحين كشف ملابسات والتحقيق بالجريمة ......ما ان حاولت داليا رفعها من على الارض ومشت بها باتجاه البيت خطوتين حتى سقطت (الورد) مغمي عليها .................. فقدت العائلة راس الحكمه وكبيرهم الاب الحنون والاخ والصديق ....ترى كيف ستكون حياة اسرتك من بعدك يا ابا الأسود ... وللحكاية بقيه ...ماكدر اكول قراءه ممتعه اعرف راح تتاذون بس هذا الحدث مطلوب ... ما اكدرت أتعمق اكثر بالمشهد اعرف اكو هواي مفجوعين بهيج مشاهد وأكثر من هذا إيلام ...سامحوني ....

الفارس والورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن