البارت ٢٤ : انا منك ومعك ....أكون او لا أكون. أنا الحــب .... والحــب أنا ....
أنا قلبـــك .... الـذي بيــن ضلــوعــك ....
أنا نفسك .... الـذي يسكـن شهقـاتـك و زفـراتـك ....
أنا نبضـات .... تسـري بـأوصــالك ....
أنا واقـــع .... يحــقق أحـلامـك .... ويبـدد آلامـك .... ويجـدد آمـالك ....
وأنا أنفــــاس .... سكــنت نفســك ....
فلــن تهــرب مــن روحـــي .... التــي طــوقـت وجــدانـك ....
الحــب هـو بعضــي و بعضــك .... فـي خــلايا روحــي و روحــك ....
فقــد كــنت لـك .... قبـــل أن أكــون لنـفســي ....
فــأنا أنــت .... وأنــت أنــا ....
أنا لســـت بعـض منـــك ....
ولكنـي كلـك .... وأنــت كــلي...... ...................................................................................................................... الساعة الثانية صباحاً في بيت الهمام في الجناح الذي يشغله بسام وفاطمة بعد انتقالهما للسكن مع حسناء والورد وبيت حيدرة لتبقى فاطمة تحت رعايتهم عندما يكون في أوقات العمل ....رِن هاتف بسام اكثر من مره فصحا هو وفاطمة من عز نومهم وهو متأفف" منو المزعج اللي يتصل بهيج وقت" ... رفع الهاتف ورأى الاسم ففتح الخط " ألو بالله ما تگولي يا مزعج هذا وقت اتصال ...توني تركتك بالعرس لحكت تشتاقلي ...فارس الو فارس جاوب شبيك .....اها دريت انت وين هسه اوكي انا ربع ساعه ويمك والا اكولك روح لشقتي واخذ نسخه المفتاح من خليل الحارس هو يعرفك ...يله مسافة الطريق " رفعت فاطمه رأسها حيث كانت نصف نائمة " شنو بسام طالع ....شبيه فارس ". اجابها وهو يغير ثيابه " اي ياعمري طالع شويه وارجع رايح لشقتنا ...الظاهر فارس متلاغي شويه ويه محمد ...اروح اشوفه وخلي يبات بالشقة احسن من ما يروح بالليل لطريق المزرعة ... نامي انتِ ولا تفكرين" وقبلها على خدها قبل ان يخرج نادته فاطمة " بسام اذا شفته تعبان ومحتاجك أبقى يمه ولا تفكر بيه أنا زينه وعلمود انا اطمئن ما تطلع بالليل " ابتسم لها وأرسل لها قبلة بالهواء وقال " يسلملي المتفهم "........... في طريقه الى الشقة رن هاتفه رفع الخط وقال " الو نعم ". قالت التي على الخط وهي بقمة توترها....ام فارس " الو بسام يا بني انا اسفه اتصل بيك بهيج وقت بس مضطرة " قاطعها " لا ام حسن ما صارشي ولا تهتمين ...واذا على فارس انا هسه رايحله هو بشقتي ارجوج لا تقلقين وأحاول وياه اذا مو اليوم باجر يرجع للبيت آخذي راحتج " اغلق الهاتف معها ...أوقف سيارته جنب سيارة فارس وصعد للشقة فتحها وفتح الاضاءة وجده ممتد على احدى الأرائك واضع يد على عينيه ساله بسام " ادري ليش كاعد بالظلمة ...شبيك متعارك وتارك البيت ...أمك خطيه قلقة انت قبل سنين من صارت شغلة زواجك من فرح ما تعاركت وطلعت من البيت هسه بعد ما راح طك الأربعين فكرت ترجع تراهق ...لك خطيه أمك وأبوك ترى بعده مريض ...." اجابه من غير أن يرفع يده عن عينه " انا لا طلعت من البيت ولا شي بس ما ردت يحتد النقاش بيني وبينه واكول أشياء أندم عليها بعدين .... بسام انا تعبان ...تعبان ... اريد احجي لان راح انفجر عمري كله كضيته وياهم الولد المطيع البار...اللي حامل كل المسوولية والهموم عمري ما عشت عمري ولا حسّيت بطفولتي دائما كنت اسمع انت رجال صغير .... ابوي لما شاف نفسه دلل امل وحسن لحد ما فشل ان يصلح من شخصياتهم ويخلصهم من الانانيه وحب الذات اللي عندهم ....التفت عليه وخلاني النقيض الاكستريم مالتهم نكران ذات ولازم على طول متحمل مسووليه واقرر عنهم واصلح اخطائهم لا وأتحمل عواقبها ....كل شي ما تمنيت بحياتي ...بس هي تمنيتها تدري اول دعاء باول صلاة صليتها بحياتي كانت هي طلبي من رب العالمين من ذاك الوقت الى حد الان ....اعرف تعبت انا وتعبتها هواي وخصوصا بالسنتين الاخيرة ....بس انت رجال مثلي وتجي اختك بنت أمك وأبوك وتحلفلك انها سمعتها بإذنها تگول ما عندي مشاعر تجاهه غايتي بس الانتقام ...لا تگلي أتأكد وتصير مثالي براسي انا اريد ردة فعلك كرجل شرقي انجرح من اعز مخلوق عنده اكيد راح تثور لجرحك وتقسى ... انا كنت اقسى على نفسي من اقسى عليها وخصوصا من اشوف نظرة العتب بعيونها ...صدك من ان نكشفت الحقيقة رغم خسارتي الجبيرة .. ..خسرتها ...وسقطت من عيني وگلبي اختي الجبيره بس كنت فرحان لان إحساسي بيها كان صادق كنت بلحظات الصراع بين قلبي وعقلي قلبي يگولي مستحيل بنتك اللي ربيتها على إيدك تسوي هيج ...مستحيل عيوني تغلط بقراءة عيونها .......وهسه جايين يردون يزيدون عليه العقوبه ......اللي غلطت وجذبت ما خسرت شي راحت ويه رجلها تعيش حياتها وانا اللي لازم اتعاقب لان صدكت باختي بنت امي وأبوي هاي عدالة الوالد الله يحفظه ....بس لا مستحيل اسكت لو اعرف هذا القرد انحره باب بيتهم اسويها بدون تردد .....بس اللي اريد اعرفه هو ليش راح لأبوي مو لعمي مظفر". اجابه بسام " انا أجاوبك .. مو من راح للولد حيدرة وخوانه علمود يطلبها گايليله على الوصية وانت المسؤول عنها واذا ماردتها لازم انت تنطي الموافقة ...الظاهر الاخ خايف يواجهك لجأ لوالدك " " اها هسه فهمت .... زين اهله يرضون يجون مشيه وهم ما مخذين الموافقة ...هذا اكيد ما مخبر اهله بشي جايبهم هيج على عماة عينهم .... رفع يده عن عينيه وجلس. بسام اريد معلومات عن عائلة القرد بسرعه وأريد اشوفه شلون يواجهني.....بسام عفيه اوكف وياي ولا تتخلى عني ....هاي معركتي الاخيره لو انتصر لو انتصر ماعندي خيار ثاني .. حتى لو اعرف اخطفها واشرد بيها بعيد عنهم " ضحك بسام وقال له بهدف الترفيه عنه " يا حلاوتك يا معلم اي هيج بس من تسبيلات روميو والبس قناع زوزو...ترى النسوان يموتن على الأكشن والفارس اللي يخطفها على حصانه الأبيض ...صحيح بنت اختي شخصيتها تختلف ...بس هم انثى وتحب تحس باللي تحبه يقاتل علمودها" ...........................................................................................................في صباح اليوم الثاني عاد فارس الى البيت وجد اهله على مائدة الافطار سلم عليهم " السلام عليكم" ردوا عليه وسألته امه ان يفطر معهم اجابها بانه قادم فقط يغسل يديه بعد عشر دقائق جاء مغير ثيابه ومعطر وانيقاً كعادته جلس مقابل لأبيه لم يوجه اي واحد منهم للاخر اي نظرة او اي كلمة فقط امه قالت له " الأولاد اول ماصحوا سالو عليك لان رايحين لغرفتك ما حصلوك عاد انا گلتلهم أبوكم طالع وهسه يجي .." وضع يده على يدها رفعها وقبلها " الله يخليج اللي والهم بدونج نضيع منو النا ....اي هسه مريت بغرفهم وخبرتهم يجهزون لان كنت متفق معهم يوم الجمعه أطلعهم اول مره لتدريب الخيل بعدين شوف وين يردون لذلك خلصت مشوار المقبرة على وقت " اجابته والدمعة تتللأ في عينها " يا قلبي يا بني الله لا يحرمهم منك .... انا اشهد انك ربيت هالأيتام احسن من لو كان ابوهم عايش الله يصبرك يا ابني ويعوضك " جاء الولدين قبلو يدين جدهم وجدتهم وجلسوا للافطار وكلهم حماس ويتحدثون عن ما يتوقعون بالنسبة ليومهم.....قاطع العم محمد الحديث الحماسي بان قال " سفرة دايمة هند گهوتي انا بالمكتب واذا اجت الورد خلي تدخل يمي " ما ان سمع فارس اسمها اغمض عينيه فهو يعلم ان أباه استدعاها ليخبرها او يقنعها بموضوع الخطبه لذلك قام من السفره وقال" دايمة ياله يا شباب خلصوا وتبعوني للسيارة انا انتظركم " خرج ونظرت هند الى محمد بعتب وهي تهز براسها دلاله على عدم رضاها لما يفعله بقلب هذا العاشق المسكين ....دخل محمد الى غرفة المكتب وقف خلال الشباك وأزح قليل من طرف الستارة رأى ابنه وهو جالس في سيارته منشغل بهاتفه بعمل ما ونظرة الحزن رفيقته ذاتها من قبل اكثر من عشر سنوات منذ ان اجبر على مجاراة الواقع الذي فرض عليه بالارتباط بابنة عمه حدثه محمد وكأنه يسمعه" لاتخاف ولا تحزن يا قرة عيني عمك الهمام گال سابقا اذا كانت من قسمتك تصير الك لو كل العالم وقفت بطريقك ... وانا مؤمن انها نخلقت من ضلعك وهي الك ...بس لازم أشد عليكم ...حتى تعرفون ان كل شي يهون امام الحب الكبير الصادق وتقدرون نعمة اللي عندكم ". .....................في ذات الوقت كان فارس ينشأ رسالة نصية كتب فيها " احبكِ في الْيَوْمَ ثلاثين عاماً واشعر أني اسابق عمري واشعر ان الزمان قليل عليكِ وان الدقائق تجري وإني وراء الدقائق اجري .... صباحكِ سكر اميرتي ". اعلن الهاتف تسلم الرسالة ...كانت للتو قد صحت بعد تعب ليلة البارحه خرجت من الحمام وهي تُمسح وجهها من قطرات الماء سمعت رنة تشير الى وصول رساله وهي تنظر من المرأة على الطاولة البيضاء الصدفيه القريبة على السرير حيث يقبع التلفون المحمول وبقربه الضوء المنضدي ( تيبلم ) لا تعلم لما دقات قلبها تسارعت مع نغمة الرنين هل يعقل ان هناك اتصال روحي يعلمك او ينبهك عندما يتصل او يرسل الحبيب .... اتجهت بخطوات ناعمة الى الطاولة رفعت الهاتف وفتحت الرساله المكتوبه لكنها لم تكن تقرأها بعينيها كانت تقرأ كل حرف بقلبها ...تسمع صدى صوته بإذنها وهو يردد ابيات نزار التي كتبها بهاتفه ......لكن الذي هز كيانها اكثر هي الكلمة الاخيرة " اميرتي" كانت تُمسح على مكان الكلمه من الشاشه تتحسسها كأنها تريد ان تصدق انها موجوده ...وأنها فعلا ما زالت اميرته ....هي شعرت بذلك فكل تصرفاته حتى شعوره بالجرح منها على فعل لم ترتكبه يدل على عمق محبته فالزعل يكون على قدر المحبه ....لذا يجب ان تعاقبه ان تعلمه ان حبهما خط احمر بعيد عن كل الشكوك والاتهامات ...لكنها لا تستطيع ان تراه يتالم ويحترق فعذابه يدمرها ....انها محتارة ولاتعرف اتطيل بالتجاهل والصد ....وهي لا تعلم بما يخبأ لها العم محمد بجعبته .................................نزلت الى الأسفل رأت الجميع مجتمع على سفرة واحده حتى العرسان لأنهم سيغادرون بعد الافطار مباشرة الى المطار لقضاء أسبوعين عسل لاغيرها ... بعد التبريكات وتبادل تحيات الصباح سالتها فاطمة " وردايه اليوم جمعه ما عندج شغل مو " رفعت عينيها ابتسمت وقالت " صدك من عاشر القوم صار منهم ...هاي النغمة مال كسران الخاطر اعرفها خالي يا ما بجاها كدامي ... كولي عمري ... انا ما عندي شي بس اوصل الولد ويه حيدرة للمطار بعدين اروح لعمي محمد طالبني بموضوع ... وبعدين تحت امرج كم ام شعبوله عدنا " نظر لها خالها ممثلاً التذمر " أنتم ما عدكم غير شكال خالي وشحط خالي وانوب درتو على مرتي الفقيرة ...وبعدين ابني تسمينه شعبوله .... لالا ما مقبولة منج أصلاً ابني برنس على اولادكم كلكم ادار وجهه لفاطمة شنو رايئج حبي نسميه أمير " ضحك حيدرة بخفه وهو يرى علامات الخجل على وجه فاطمة فاجاب " هذا إليّ الله قدرك عليه أمير .. ...ليش ما تسميه على اسم ابن اختك الجبيرة حيدرة يطلع الولد هيبة" فتح بسام عينيه ورد " ليش يمه ناقصين مفترسين واسمي عليك ابني ثمرة فوادي تريده يطلع مثلك " .......انتهت المساجلات بين اولاد الأخت وخالهم ودعوا العرسان في البيت وأخذوهم حيدرة والورد ليوصلوهم الى المطار ....وبعدها اتجهت الورد الى بيت العم محمد ....كانت هند با ستقبالها وأخذتها الى مكتب عمها حيث ينتظرها ...الذي وقف مرحباً بها وجلسا صمت وهو ينظر لها ويقول ترى كيف ستكون رده فعلها على ماسيقوله ...كانت تنظر الى ارجاء غرفة المكتب بابتسامة جميله وعينيها تشع فخراًسالها " اول مرة تشوفين غرفة المكتب يمكن صحيح أنتِ ما تحين دائما ...ولو أجيتي مثل الخطار...تعرفين هذا البيت تصميم منو " هزت رأسها وقالت " اَي اعرف هذا تصميم كان طلب خاص من كنت اشتغل بامريكا والصراحه هو تصميم إليّ قدمته كمشروع تخرج وسميته بيت أحلامي " تنهد العم محمد تنهيده كبيرة " وهذا اللي كان يتمناه إليّ بناه ان يقدمه ألج بيت أحلامك ...أغمضت عينيها وأنزلت رأسها لكي لأيرى عمها تأثرها ..... يالله انت تريد والله يفعل ما يريد ... المهم يا بنتي أنا الْيَوْمَ جبتج يمي علمود. أحجي وياج بموضوع مهم ....اكو شخص اتقدملج ....رفعت رأسها متعجبه من هذا الذي يجرأ الا يعرف انها تحت وصاية فارس ولن تستطيع الموافقة على اَي شخص مالم يتنازل هو عن حقه .وايظا هي لا تريد غيره ارادتالكلام لكنه قال ...... قبل لا تحجين يا بنتي أو تعترضين خليني اكمل ..انت تعرفين معزتج عندي وكرامتج من كرامتي ...ولاتهتمين لأي كلام حتى كلام فارس اذا رفض ويهدد انه يذبح ويسلخ ...اذا أنتِ موافقة على الشخص المتقدم محمد اله حق يعترض كافي إليا ضاع من عمرج...وإذا تكولين أنا ملتزمة بوصية أبوي .... أنا هم أبوج واللي حق عليج واكولج فكري يا بنتي أعطي لنفسج فرصة وطلعي من دايرة حياة فارس إللي طول عمره محاوطج شوفي شنو الأفضل ألج ....اوعدني انج تفكرين صح وتقريرين ...وانا راح أوكف وياج باي قرار ...الولد أنتِ تعرفيه دكتور سعد وانا سالت عنهم زينه وما شاء الله عليه وعلى عائلته ... ويريد يجي هو أهله مشية يتقدمون ويتعرفون وأنشوف شنو قرارج وكتلج مهما كان قرارج هو إللي يصير وهسه أكدر احدد موعد وره رجعة اخوانج بأسبوع لان عيب الولد ينتظر " إجابته بصوت متحشرج ونظرات دامعة " براحتك عمي عن إذنك " خرجت الورد من بيت عمها واتجهت الى شقة بسام حيث تنتظرها فاطمه ليحزموا بعض الأشياء التي تحتاجها ما ان اغلقت خلفها فاطمة الباب حتى انهارت كل دفاعاتها وجلست على الارض تبكي " يردون يأخذون مني حتى الحلم وحتى تمسكي بيه باخر خيط بوصية أبوي هم يردوني أتخلى عنها من باب يحبوني وعلمود كرامتي ...يردوني أعيش كائن بلا احساس بس علمود يرضون ضميرهم ويصلحون اخطائهم أزوج غيره وأجيب أطفال عمري ما تمنيتهم غير منه ....زين ليش ليش يحطمونا وهسه عناد بيه لازم يعقابونه بيه الى متى نظل احنه الضحيه " جلست فاطمة بقربها حضنتها وسألتها عن ما حدث روت الورد لها حديثها مع عمها بالكامل " شوفي الورد أنا أكول هاي فرصة والله جابها ألج علمود تعاقبيه وتشوفين غالتج عنده ...هل راح يستسلم أو يقاتل والولد الثاني هو اللي إجه برجله ماكر داعي تحسين بتعذيب الضمير أنتِ لا وعدتيه بشي ولاهو اللي سالج يالله كومي غسلي ...ومن وره هاي الرسالة مالت فارس شبعي رسائل ...أنا مريت بهاي الفترة وبه خالج بس حوامات صرت غبيه وما استغليتها صح سويت روحي كبريائي وكرامتي وانا اللي سامحته من اول رسالة اعتذار ومكالمة سمعته يبجي بيها بس حشاج غبيه خسرت سنين عمري وانا أعاقب نفسي مو أعاقبه ....لذلك أنا فاهمتج ". مرت الأيام كل يوم بسنه على قلب فارس وهو يفكر ماذا لو انها وافقت عنادا به ...ماذا لو انها لم تنطق بكلمة السماح قبل ان ياتون لزيارتهم عائلة الدكتور القرد فهو ملىء هاتفها برسائل الاعتذار ومكتبها وعرفتها في البيت بباقات الورود الجوري الذي تحبه لكنها لم ترد على اَي رسالة وها هو الْيَوْمَ الموعود للخطبة كان التوتر هو عنوان الْيَوْمَ بالنسبة لجميع الأطراف فارس كان ينتظر ان تحل ساعة الصفر فهو لا يملك اَي شي يخسره ....ذهب الى مكان عمل داليا وطلب منها ألمساعده قائلاً " شوفي داليا أنا جايلج اطلب مساعدتج مو لخاطري لخاطر صديقتج تعرفين إللي كاعد يصير ظلم الها قبل ان يكون اللي ....اريد منج توكفين وياها ومن يسألوها بالعقد خليج يمها وخلي تركز ..." ردت عليه داليا مذهوله" يا عقد مو اتفقوا بس خطبه وتعارف وبعدين يردون قرارها ...تردون تموتوها هي معذبها التفكير ....أوكي احاول والله إللي يستر ويجيب العواقب سليمه " الساعات تمضي لسرعه كأنها دقائق الكل يتحضر لدوره فيها في بيت الهمام الكل يتحضر لزيارة الغرباء وفِي أنفسهم يتمنون ان تتباعد المسافات ولا ياتون لأنهم يَرَوْن حالة الورد أمامهم كالمومياء تتحرك تلفت أعصابها من التفكير ماذا ستكون رده فعله لماذا الْيَوْمَ لم يرسل اَي رسالة أيعقل أن يكون استسلم منذ الصباح وعينيها لم تتوقف عن ذرف الدموع وقلبها يؤلمها وهاهي تتحضر استعداداً للقاء الضيوف دخلت عليها داليا وهي تحمل فستان طويل بلون الفيروز سمبل ذو أكمام من الديانتل المبطن ذونقشات على شكل فراشه وقماش الفستان من الفيزون ينزل مع انحناءات الجسم وفِي الخصر ايظا يكون من الدانتيل عليه ورده كبيرة بيضاء ينزل من شريطين فيروزين ومعه حذاء من نفس اللون قالت لها" شنو رايج بذوقي هذا جبته الج من إيطاليا يله كومي ما عدنا وقت يله ...يا عمري " نظرت اليها نظرة وأدارت وجهها " دلو وخري عني ...انت صدك بطرانه انا احس روحي راح تطلع وانت فستان وتعالي عدلي نفسج " ابتسمت لها دلو " يله ميخالف لخاطري يا يوم انت اجه احد وما كنتي. بكامل اناقتج ...حسبيهم ضيوف عاديين وجاين لبيتكم ...يله والله ان شاء الله يريح بالج ...طاوعيني ...قامت معها الورد مستسلمة ...عفيه بالحلوة عفيه بالعروس ". اما من جانب فارس وصل الى بيت اهل دكتور رعد قبل ان ينزل من السيارة رِن هاتفه رد " نعم بسام انا يم بيت اهل القرد لا وحدي شسوي باحد وياي ....القضيه قضية حياتي وانا اللي لازم احلها ما اريد احد شوف ساعه اقل الساعة واخابرك رِن جرس الباب ادخله الخادم الى الديوان الخارجي البيت وطلب فارس حضور رجال البيت أولهم الاب واعطى كارته للخادم ....بعد مرور دقائق دخل عليه رجل كبير مهيب أشيب الشعر ومعه أولاده التؤم احدهم عرفه انه دكتور رعد الذي ما ان رأى فارس حتى اصبح يبلع بريقه ..... رحب به والد الدكتور سعد وقال النا قسمة تشرب گهوتنا قبل لا نشرب كهوه عمامك واكيد انت موجود ... امر ياولدي والله اني كنت متمني اشوفك كثر ما اسمع عنك وعن كرم أخلاقك وشجاعتك وأفعالك بالمجالس صحيح انك حفيد رشاد المقداد الله يرحمه ". وضع فارس الفنجان على الطاولة امام الرجل من غير ان. يشربه دلاله على ان لديه طلب ثم اخرج من جنب حزامه مسدسه دلاله على انه هناك مشكلة بينهم .....فهم الرجل الدلاله من هذه الإشارات وقال "خير يا ابني شنو مشكلتلك وان شاء الله مقضيه " شرح له فارس ان الورد بحكم المخطوبه له منذ الصغر بتوصية من عمه وان الدكتور استغل معرفته بان هناك خلاف عائلي بينه وبين والده لكِ يخطب مع ان الاعراف تقول يجب ان يحلها فارس اولا او يؤخذ رأيه كان الاب كل ما ينطق فارس يخزر ابنه لانه أراد أخذهم بخطبه فتاة مخطوبة وكان سيحرجهم لأنهم لا يعرفون كل هذه التفاصيل قام الرجل ابو الدكتور " كوم ياولدي يا فارس الكهوه نشربها عند عمامك وانا اللي اخطبلك بنت عمك منهم وامسح سوء تصرف ابني بشيبات عمك ..،" قام فارس وصافح الرجل وتوجهوا الى بيت الهمام ابو سعد والدكتور سعد بسيارتهم وهو بسيارته اتصل. ببسام " الو نحلت بقى المعركة الحاسمة يمكم وانا جبت ابو الولد ويايه وخابرت العم سلمان صديق الوالد علمود ياثر عليه وانت هسه تطير تجيبلي سيخ سيد اي شي يعقد مهر. وبسرعه اريد السيد قبلي كاعد" وصل الجميع الى بيت الهمام لم يتفاجأ محمد بخطوة ابنه بل هذا ماكان يريده ويتوقعه وبعد اخذ ورد واعتذار اهل الدكتور رعد من قبل ابوه وتدخل صديق محمد سلمان وحديثة الإيجابي عن. فارس وأخلاقه ورجولته ...وانه الأحق والاوجب بابنة عمه وافق محمد الذي غمز لحيدرة المبتسم على خطبة فارس بشرط ان توافق هي ...قام فارس وقبل يد والده ويده عمه مظفر الذي لم تسعه السعاده ...طلب فارس ان يسمعوا جميع الحضور راي العروس عندما يسألها السيد ان وافقت فهذا غاية المنى...وان رفضت فهو سيحلها من الوصيه ...وافق الجميع ودخل حيدرة لياتي بأخته ان تجلس في الغرفة الملحقه بديوان الرجال .....كانت حزينه. ممليه بالأسى ...لأتعرف كيف الذين حولها يضحكون وهي تشعر بان روحها تسلب منها بمجرد انها ستنزل لتجلس مع عائلة الخاطب نزلت مع ريم المتوتره وداليا التي تريد ان تقول لصديقتها على الاتفاق ثم تتراجع فلقد وعدت فارس بالكتمان فلربما لم ينجح بإقناع والد الدكتور بأسبابه نزلت لم ترى اي احد غريب غير امها وخالتها والعمه هند التي ما ان رأتها حتى نزلت دموعها هي لم تستطيع ان تجلس بقربهن فذهبت الى أطراف الصالة ....دخل حيدرة رأى حال اخته قال بسره سامحيني يا الغاليه هسه ترجع ضحكتج وانا اخوج ....وشوش لامه وخالته والعمه هند. فتحول حالهن من حال الكدر الى الفرح لم تستطيع هند صبرا من غير ان تطلق هلهوله رفعت الورد رأسها وهي تائه لا تعرف ماذا يحصل فقدت الاحساس بالاشياء أوقفها حيدرة وقال" امشي ويايه يالورد الشيخ يريد سالج ...عندما سمعت اخر كلمة جرت يدها منه ورجعت للخلف ....لا تخافين ما يصير شي انتِ ما تردينه وخشمي يشم الهوا راح يسالج وانتبهي للاسم زين اذا قبلتي كان بها ما قبلتي يادار ما دخلج شر بس كومي لا تفشلين اعمامج الديوان متروس رجال ...مشيت معه وخلفها كل نسوه العائلة كالمحسوبة الى الإعدام كانت لحظات من الترقب بحيث تحس ان أصوات الانفاس محسوبة فتح حيدرة الباب الفاصل بين الديوان والغرفة الملحقة وقال تفضل شيخنا احنه مستعدين وضع بسام يده على يد فارس ليدعمه ويخفف توتره ....كانت الورد تحدث نفسها " لا لا متاكده هسه يجي ويوكف هاي المهزلة ...مستحيل يتركني. ..لم تسمع لما قاله الشيخ اول مرة فأعاد كلامه وقالت لها داليا بصوت هامس " الورد انتبهي طلعي من الصفنه سمعي الاسم زين وأمسكت بيدها فأعاد الشيخ الكلام " يا الورد بنت الهمام أترضين انتِ البكر .......ب فارس ابن محمد زوجا لك ....اذا قبلتي قولي نعم وانت وكيلي " صقعت عندما سمعت الاسم لم تستطع تصديق سمعها لذلك ضغطت على يد داليا ورفعت عينيها لكل الذين حولها أولهم اخوها الواقف قرب الباب الذي ما ان التقت عينيها بعينيه حتى هز لها راسه كانه يقول لها نعم الاسم صحيح أعاد الشيخ لعشر مرات وهي لم تتجاوز صدمتها في المره الحادية عشر لم تستطيع ان تخرج صوتها لكنه خرج في المرة الثانية عشر متحشرجاً مضطربا قالت نعم لتسقط اول دمعة فرح من عينها ومن عين الذي يجلس على نار في الجانب الثاني من الغرفة ليتم العقد على خير وبركة ومباركة الجميع .....رجعن النساء بصحبة العروس الى صالة البيت بانتظار دخول العريس ....كانت ترجف من فرحتها لكن عيونها كانت تلمع وما احلى طعم الفرح وحلاوته بعد مرارة الصبر واليإس عدلت داليا من مكياجها وشعرها .... دخل رجال العائلة الى البيت للمباركة وكان اول المباركين عمها محمد " تلف مبروك يا بنتي مبروك علينا كلنا الحمد لله احس بروح ابوج معنا ...وآسف اذا آذيتج بالتفكير ذيج الايام ...بس كان لازم اهزه هزه معدلة واخليه ينتفض قبلها على رأسها" ثم من بعده عمها مظفر " مبروك يا حبيبة عمج الحمد لله هسه اذا رحت يم ابوج اروح مأمن ومرتاح الله يسعدج " بعدها بسام " اووف واخير شلعتوا گلوبنا مبروك يا وردتنا كل السعادة ياعمري ...لو تشوفين كلب خالج شلون راد يوكف وابو الفوارس راح وحده لبيت القرد...." لم يدعه حيدرة يكمل أزاحه " دوخر منا شكد تلغي يا ابو شعبوله هسه وقت سوالفك خلينا ناخذ حضن جماعي انا واخواني لأحلى عروس لان العريس هسه يخرطنا بالمسدس اللي عنده " اقتربوا منها اخوتها الثلاثة وحضنوها ثلاثتهم سويه كانت دموعها هي التعبير الوحيد عن سعادتها قبلوها وخرجوا فقط حيدرة بقى وقال لفارس...." اقترب يا فارس واستلم امانتك" ....تركهم وخرج كانت النظرات هي الشي الوحيد الذي يصدر صوت بينهم نعم فللغة العيون لها صوت ابلغ من وقع كلمات اللسان تنهد وهو يحمد الله في سره لم يعد يفصلهم سوى خطوتين او واحده سقطت دمعه مو عينيها مد يده ليمسحها فأغمت عينها عندما لامس إصبعه خدها قال " لا تسدين عيونج خليني اشبع شوف منهم ...اقترب منها فاخذ نفس طويل من عطرها فاخذ وجهها بين يديها قرب شفته من رأسها مقبلاً وهو يقول " الله يا ريحة الجنه" ........لم يتبقى الكثير ونطوي صفحات عشق الفارس والورد .....قراءة ممتعة
أنت تقرأ
الفارس والورد
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن قصة حب بدأت من الصغر وكيف للاقدار ان تلعب بمصائر البشر وكيف للمشاعر السامية ان تعيش وتنتصر رغم الكبرياء والغرور