بداية لصداقة حقيقة

117 7 0
                                    

دخل ذو الجسد الرياضي، يرتدي بنطال چينز، وقميص أبيض، وسترة من الجلد شعر مجعد بطريقة الكيرلي، صيحة قديمة وقتها، دخل على مجموعة من الأشخاص بقامة منفردا، وعينين خضراء، ليقول:
-أهلا يا شباب، مين عليه الليلة النهردة؟
ليجيب أحد الجالسون على أريكة يكسوها الجلد الأسود ليقول:
-المفروض أنك أنت إللي جمعتنا، هيطلع منك إيه؟
-هيا بقت كدة، ماشي كل واحد يطلع 15بيتكوين عشان نجيب ستروكس.
-15بيتكوين بس، سهلة يا حسام، يلا يا جماعة كله يطلع.
أخذ الجمع يخرج سوار من تحت سترته
ليحولو له عملة البيتكوين، على سواره، الإلكتروني المتميز بتقنية 3D، حتى يأتي لهم بمخدر الأستروكس، مهدء الثيران، ولكن ذو مفعول سحري.
بعد تحويل عملة البيتكوين، فتح باب الغرفة الذي بها الجميع ليقول لذاته
-ومفكرين نفسكم بتفهمو، أنا حسام الجندي دحكت عليكم.
وأغلق الباب خلفه ومضى في محاولة الخروج من المنزل، وقف أمام المنزل واللفتة التى تحمل أسم حى الشيطان أمامه ببضع خطوات وكان هناك شجار بين صديق له، تقدم بأنسيابية لمعرفت من الذي يتشاجر، وجد چوو صديقة الذي يلهث و جوايرية الفتاة من عبدة الشيطان، وشخص جديد في الرواق صاحب هيئة قديمة التراز وبدلة قديمة وكأنه أتى من عالم أخر، ويتبادلان الشجار وهذا يقع وذاك فوقه ويتشاجران بعنفوان و جوايرية تقف بعيدا تتابع الشجار وتنتظر لترى من سينتصر على الأخر، حتى دخل حسام سريعاً لينهي الشجار بشجاعة فتلاقى لكمة من صديقه چوو، تدايق حتى أوقفه ثم تشاجر معه هوا الأخر لأنه يبغض ان يمس أحد وجهه، حتى أنتهيا منه، تركوه مالقي على الأرض الشاسعة الحجرية.
****

دخل عبد الحميد الغرفة بعد أن، سمح له ليقول الآخر :
-أتفضل أقعد، نسيت أعرفك بنفسي أنا حسام الجندي.
-متشكر جداً على وقفتك جنبي في المشكلة دي، يا أستاذ حسام.
-يا عم أنا مش أستاذ ولا حاجة، مقولتليش أسمك إيه؟
-أسمي عبد الحميد الصاوي، أسمحلي أنا أتوكل على الله.
نظر حسام له وهو يلفلف نبات الميرجوانة ويقول:
-هتروح فين يا عم أقعد..أقعد، أنا قاعد هنا لوحدي مفيش غير أختي ومبتجيش دلوقتي، ذي ما تقول مقطوع من شجرة مليش حد غير أختي.
نظر عبد الحميد له بعد وقوفه، ينظر له وهو مضطرب ويقول:
-والله منا عارف أنا رايح فين شكلي كدة هنام في الشارع.
-لا...تعالى هنا أنت حكايتك إيه، خد بس ولع وإحكيلي.
-أولع إيه؟ هوا دا إيه أصلاً، وبعدين لو أنت حبيت تسمع مش هتصدقني!
نظر له ليسحب يده بالسيكارة ليشعلها، ثم يظفر به دخان الميرجوانة ليقول:
-أحكي..أحكي...
***

-ياه يا عبد الحميد، أنتا عارف لو مكنتش لابس البدلة القديمة دي مكنتش صدقتك.
-أنا قلتلك مش هتصدقني، المهم أيه حي الشيطان ده، والناس هنا غريبة كدة ليه.
نظر له حسام، ليظفر دخان الميرجوانة، بعينيه التي كادت تنغلق من أثر التخدير ليقول:
-بص يا سيدي، أفتح الشباك دا وبص منه هتلاقي حاجة ذي معبد...
وقف عبد الحميد ليمشي بضع خطوات، بجانبيه طرقات تؤدي إلى غرف النوم، وقف امام الشباك فتحه وجد المنازل من فوق تعدت الخمسون طابق وأقلها خمسة وثلاثين طابق، مقسومة لأربعة أبراج على اليمين و ستة على اليسار ومصفوفة بشكل دائري وفي المنتصف معبد الشيطان، تهيئ على شكل من أشكال الكنائس، مقدمته موضوع عليها رموز الماسونية وتمثال لكبش الذي يرمز له عبدة الشيطان بألاه الشهوة، وعين الماسونية، ويقول عنها عبدة الشيطان بأنها العين التي ترى كل شيء، كان هناك عام من الأعوام تقريباً عام 2017 كان هناك حفلة في مدينة التجمع الخامس للمثليين، وتم  رفع اول علم للمثليين وحدث وقتها ضجة كبيرة وأصبحو موضوع للشبهات، هناك من قال بأنهم، عبدة الشيطان ومن أستضاف احدهم في برامج التلفزيون، وهناك ذلك الذي يقول بأنه المسيح الدجال، ومن يدعو للشرك بأي اله، وهناك من ينكر وجود الآله.
نظر عبد الحميد لحسام وهوا يردف.
-شفت معبد الشيطان؟
-إيه؟ معبد الشيطان!
-أنت مستغرب ليه يا عبد الحميد! أيوة معبد الشيطان! 
-طيب ودا حكايته إيه ؟ وإذاي يتبنى في دولة أسلامية؟
-بص يا سيدي كان زمان في واحد أسمه (كراولي)، كراولي دا بيقولو أنه كان من أسرة متوسطة الحال، اتخرج في جمعة كامبردج في بريطانيا، بدا انه يتبع عبادات أستغرب لها الناس وأتبع السحر الأسود و بدا يدافع عن الشهوات الجنسية و في سنة1966 أنشأ مجموعة سماها العهد الذهبي، و كان فيها كتير من الشعراء ومنهم مؤلف رواية دراكولة، وبعد كدة ظهر (انطوان لاڤي)، بعد موت كراولي، اسس لاڤي معبد سماه كنيسة الشيطان، وقال يا سيدي بالنص (أنه بزوغ عصراً جديد، عصر يتراقص فيه الجسد مع الروح، دون أي كبح أو كبت لغريزته أنه مولد معبد الشيطان).
نظر عبد الحميد تجاه عيني حسام بترنح، وألتفت ليلقي النظر على معبد الشيطان ليقول وهو يزفر.
-يعني إيه الكلام دا، دا ربنا قال في القرأن بالنص في سورة يوسف (يا أيه الذين أمنو لا تتبعو خطوات الشيطان أنه كان لكم عدواً مبين) صدق الله تعاليت عن ما يصنعون.
-أمم انت شكلك عندك خلفيه عن الدين!
-أيوة اومال مسلم إذاي! وأنت بقى يا حسام رأيك إيه في الناس دي؟
-مبدئيا، دي حرية شخصية...
نظر له عبد الحميد بلا مبالاة.
-بس انا الصراحة مكنتش أرجح حاجة ذي دي تحصل هنا في مصر، وإيه اللي خلا معبد ذي دا يتبنى هنا؟ الموضوع بما فيه، أن دا هيعود على الأقتصاد المصري، بفوايد، رقم واحد هيذود السياحة، لأن في اصناف كتير من عبدة الشيطان بيجو مخصوص عشان المعبد دا، تعرف ان في مطربين في أمريكا بيغنو بس عشان يحرضو الشباب اللي بيطلع جديد على الحرية المطلقة، ذي مثلاً يا سيدي الجنس المباح وبجميع أشكاله القزرة، ومن ضمن مطربين الراب (كيشا) اللي باعت روحها للشيطان و في معظم أغانيها بتقول كدة، و دايما في فيديوهات ليها بتشرب فيها الدم، و سموها الدميةالتي رقصت مع الشيطان.
-طيب دا الموضوع بقى عادي أوي ايام زمان كانت جميلة بقى.
وبدأ عبد الحميد ينظر إلى القمر والليل الذي اضاف على كنيسة الشيطان الرعب لتضيف القبض من الحياة في قلبه.
-أيه ياعم عبدة، سرحان في إيه؟
ألتفت عبد الحميد له، ليمشي بضع خطاوي، يجلس على كرسي الأنتريه، الأسود، يخلع الطربوش من رأسه، ويضعه أمامه، ينظر لحسام بحيرة.
-والله منا عارف مقولتليش، حكايتك إيه يا حسام؟
***

ديستوبيا أرض الضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن