الموت على قيد الحياة

114 6 0
                                    


ثم ترى الحياة بوجهة نظر تختلف عن الباقي من البشر، حتى تعتقد أنك سيدهم، هذا هوا الكبرياء كيف يكون السجود لأحد سواي. اهكذا يتكبرون على الإله، افلم ينظرون للسماء كيف شيدت دون أن تسقط على الأرض، أفلم يدركون أنها تدور في محور سابت، أليس يكون آلكون، دائرة كبيرة تدور في محاور سابته، توازنها داخل مدارها في المجموعة الشمسية، وماذا إذا لم يخلق حولنا فضاء، وكنا نعيش بدون قوانين او ديانات.

الرب، يتطلع لكل التحركات لا يغفو ولا يغفل له جفن.
تضيع كل، مجهودات البشر في صنع شيء يفوق ذكاء الأنسان، او الرب، أين البشر من جميع الأكوان، ومن انتم هل ستحاسبكم، الطبيعة، لمجرد انكم أنكرتم الرب وعبدتم الطبيعة هل هذا جزاء ربكم، اليست الصناعات كثيرة والخالق واحد، أفلم يزرع في قلوبكم وعقولكم حكمة.

الطوائف الفتنة الزبح والقتل وترويج المخدرات بأنواع شتى.
ماذا سننتظر من عالم جعل الرزيلة تفوق العفة والقتل هواية للبعض، والزبح تمارين يتمرن عليها هواة القتل والتعزيب كا الديب ويب والدرك ويب الأنتر نت المظلم.

كل ذلك وأكثر دار في عقل عبد الحميد في صباح ذلك اليوم، أمطرت السماء لرحيل صديقه، 'حسام' لا يعلم عنه الكثير لكن كان معه صريح، وهنا الصراحة تصبح دليل عن أخلاقه.
***

دخلت مهرولة ذات الجمال البالغ، تلقي بمفتاح سيارتها، لشخص يقف أمام المشفى، ركضت تجاه الأستقبال تسأل عن حالة تم أستقبالها، أخبروها برقم الغرفة.
وقفت أمام حراس الغرفة الذين كانو يحققون في قضية مقتل أخيها، ظهر عبد الحميد من أمامها لتطول نظرتهم ثم تصيح.
-أكيد أنت اللي قتلته، أنا مكنتش مرتحالك من الأول.
-يا فندم أهدي دا إللي جاب أخوكي المستشفى.
-بس مش معنا كدة أنكم تفتكرو انه ميعملهاش، حضراتكم حققتم معاه؟
-لا يا فندم! بس مش معنى كدة انك تتدخلي في شغلنا.
وأنها حديثه لمواجهة عبد الحميد ليقول:
-أنت منين معاك كرت تحقيق شخصيتك؟
-لا.
-معاك ايه يسبت معلوماتك.
-معاية بطاقة تحقيق شخصية.
-دي إيه دي؟
-حضرتك معيش حاجة تسبت إني موجود أساساً؟
-ليه إرهابي؟
-لا حضرتك، إرهابي إيه؟
-تعالى معاية في القسم عشان نعرف قصتك إيه؟
-قسم قسم إيه حضرتك...
***

-يابني متغالبنيش قولي ملتك إيه ؟
-يا فندم انا قلتلك مش هتصدقني.
-أصلك مقلتش حاجة تتعقل، ماضي إيه و ملك فاروق إيه، يا أحمد خد المجنون دا أعرضة على طبيب نفسي و خليه يشوف شغله...
-حاضر يا فندم.
-أل ماضي أل هنستعبط على بعض...

سمع هوا الحديث ولم ينطق ببنت شفاه.

دخل عبد الحميد غرفة مغلفة بالزجاج الذي يرا ذاته فيه، امامه منضدة خشبية وكرسي خشبي.
جلس على الكرسي، ليسرح بماضيه ليجد.
في الماضي، وهوا كان يجتمع بعد العمل، مع أصدقائه.

كان دائماً يتجمع معظم أصدقائه في مراهقتهم، أمام أحد البيوت المضيئة ليلا، يضحكون ومن يدخن يدخن، ومن يلعب يلعب وكانت علاقتهم وثيقة، لا يستطيع احد العبور من امامهم إلا وأن يلقى بسلام او تحيات لبعض الأصدقاء، الجميع متسامح، حتى يقارن عبد الحميد بالماضي الذي إذا كان يمشي في مكان ما في منطقة ما، ويجد أمرأة عجوز، تريد عبور الطريق او فتاة تريد المساعدة، فلا يتأخر! أما الأن وفي حياته المستقبلية، الفتاة هيا التى تروض له عن جسدها، والأشخاص لم يجد منهم سوا صديق واحد ماذا يفعل المسكين في حال، أن يتغلب الشر القابع من أنفس مجهولة مثل هؤلاء عبدة الشيطان، والماسونية والبشر؟

الواقع الأن في وجهة نظر عبد الحميد مريض، متبدل الأحوال، وما هذا الذي سيعيد الحياة كسابق عهدها أيام الملك فاروق الذي عاش حياة الملوك لا مهانة لأحد.
قطع شرودة شخص جميل الهيئة شعر عبد الحميد بارتياح عندما دخل عليه ليحدثه:
-أنا دكتور خالد الصاوي، متخصص في علم النفس الحديث، هعرض عليك بعض الأسأله اللي حضرتك هتجاوبني عاليها وصدقني انا موجود هنا عشان اساعدك.
***

داخل المشفى وبين تأوهات المرضى يقول أحدهم لشقيقة حسام.
-أتفضلي يا فندم الحاجات دي اخو حضرتك وصانا نديهالك قبل ما يموت.
-حاجات ايه ؟
-معرفش؟
-طيب ماشي تقدر تتفضل.
ثم فتحت الحامل البلاستيكي لتجد، سوار اخيها يضيئ باللون الأزرق، وهذا مؤشر ان هناك رسالة لم تحفظ بعد، ومن ثم ضغطت على زر أعلى السوار لتنبسق نوافذ عدا اشياء كثيرة ومقتطفات عن حيات اخيها حتى وجدت كم من المشكلات التي مر بها اخيها لتتوقف عند اخر ڤديو لتجد كل ما مر به اخيها مع عبد الحميد ثم تفاجئ بأنها تسرعت بحكمها عليه.
***

وهنا ذهد عبد الحميد الحياة لم يجد ما يقول للطبيب من انت؟ فيجيبه أنسان! فيقول وماذا تريد؟ وما أتى بك هنا؟ لماذا لا تتحدث! وظل عبد الحميد يلتزم الصمت حتى دعاه رئيس القسم ليفرج عنه، وشعر عبد الحميد بلا مبالاة بالغة.

-أتفضل أقعد.
نظر عبد الحميد له ولشقيقة حسام ثم دخل ليحدث ذاته، أين سيكون المراس؟ هل سأعود لعامي أم أني هكذا بقيت، هل سيحدث أسوأ من ذلك؟ أم ان الأسوء لم يأتي بعد!.
قطعه صوت شقيقة حسام.
-هتفضل سرحان كدة كتير.
فقال رئيس القسم:
-يا أستاذ عبدة أحنا أسفين جداً على اللي حصل، و دا سوء تفاهم من الأنسة و هيا جات عشان تعتذرلك، و بالنسبة للي قتلو حسام زمانهم في السكة انا طلعت قرار بالقبض عاليهم.

ديستوبيا أرض الضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن