البارت الثالث عشر : إيفان أم رايتشل؟

425 133 326
                                    

مرحبامجددا أعزائي الكرام .. أتمنى ان تكونوا بصحة جيدة وأحوال جيدة أيضا ....

قبل الشروع بالقراءة أتمنى منكم أن تضغطوا على النجمة ☆ وترك تعاليق جميلة ونقذ بناء بعد القراءة ... والآن لن أطيل عليكم 😊 إستمتعوا ❤❤
____________________________________

     تَتمشَّی وَسط مَدينة أنوارُها خافِتة .. أصواتُها كَحفيف أوراق الشّجر .. كُل شيء هَادئ وَساكن .. وحدَها من تسير وَسط الشَارع الذّي خَلی من أيّ نَفسٍ لبَشر أو لهاث حَيوان .. تَخطو ببُطئ تتبع ذلِك الخَطّ الأبيض المُستمِر إلی ما نِهاية .. نَظرت حَولها فَلاشيء مفهُوم كُل ذي مَعنی مُبهَم .. الصّقيع بدأ يغَلّف الواجِهات الزُّجاجية والمَرايا .. رِياح لا شَرقيّة ولا غربيّة تَتدافع نحوها لتمنَع تَقدّمَها وكأنّها بطريقة أو بأخری تُحاول حِمايتَها من شيء ما  .. شيء غَامض وغير مَعلوم .. تحدّت الرّياح والأعاصير وشقّت طَريقَها نحو ذلك النُّور الخَافت .. فجأة وَجدت نَفسها قُرب منزل أحاطت به سياّرات الشُّرطة من كُل فجّ .. جُموع بدت عَليها الصّدمة .. تَخطتها بمَشقّة فَأرادت الدُّخول وإذا بطِفلة لا تَتجاز العَاشرة تُمسك بطَرف سُترتِها .. إنحنت هِي إليها فَفاجأتها الأخری بعِناق قَويّ وصَادق .. إقتَربت الصّغيرة من أذنها فقَالت لها بمَلامح تحمل كُل ذَرّة من الفَزع والخوف :

-"أهرُبي ... أهربي !!! .. سيأتون للنّيل منكِ .. إنّه دورك .. أهرُبي الآن ..."

إتَسّعت عينا الأخری فتَحرّك صَدرُهَا صُعودًا وهُبوطًا .. تنَمّلت أطرافُها وتَيبّست أنامِلها .. بَاتت شفتيها بلون أزرق داكن .. أنفاسها تَتضارب بعُنف .
إستَقامت من مكانِها فَور إضمِحلال كُلّ شيء حَولها .. حَتّی الطّفلة مَلامحها باتت مُلبّدة حَتی إختفت كُلّيا .
جَرت نحو اللامكان دون وِجهة أو هَدف .. فَقط قَدماها تتراطمان مع الإسمنت الصّلب القاتِم .. حَشرَجة أنفَاسها باتت تَرتَد إليها كالصّدی .. نظَرت للوَراء فَكانت خَلفها كَسَحابة لم تَر بسَوادها مثيلا .. كانت تكبر وتكبُر فتَبتَلعُ أروَاح الحَاقدين والنَّاقمين .. الذين إرتَشفوا من كأس النِّذالة وغمسوا خُبزهم بصحن الدَّناءة فإمتلؤوا حَدّ التُّخمة من الحَقارة والبؤس .. تُراها هل ستكُون بينهم ؟ .. هل سيستَرطها ذلك السّواد فيتَمخّضُها والبَقيّة كأشلاء من بُغض فتأبی الأرض إحتِضانهُم بعُمقها فيظلّون طَعَاما للغِربان الضّائعات في صَحاري الشَّر ...

غَمرت جُحريها مَوجة مالحَة فنَادت ونادت فمامِن مُجيب .. شَعرت بثقل سَاقيها فنظرت تحتَها وإذا بها تَغوص في بركَة مُوحلة من زِفت .. تغرق شيئًا فشيئًا ولكن ببُطئ .. شيء أسود كالح لزج يجعل جزءها السفلي يغطِس .. الفَزع سكَن ملامِحها والدّمع يُواسي جُموح قلبِها فهو عنيد لا يخضَع .. ألأنّه لا يزال يحمِل تلك الذُّرة بداخله .. أجل ذُرّة الخَير والأمل .. تمثّلت في بُقعة صافية لَبنيّة أبت إرتداء ثّوب الحِداد الأسود كَما فعلت مثيلاتها حين سَمحن للرّغبة في الإنتِقام أن تكون خيّاطتها فتُلبِسها ماشاءت ووقتما شاءت وبأي لون شاءت وَرضيت ...
وَصل الوَحل لأعلی صَدرها حينها أحَسّت بأيادٍ ماقِتة ناقِمة تجذبها للأسفل نحو الجَحيم والزّمهَرير ... تَشبّتت بأناملها الطّويلة بما سلِم من الإسمنت الصّلب .. السّحب بات أقوی وهَاهي ذي تغرز أظافِرها فيه حَتّی كادت تنقلع .. تَصبّغت بالأحمر فكان اللون المُغاير الوحيد آنذاك .. لم تيأس ولكنّها تَعبت من المُقاومة .. لم تَضعف ولكنّها لم تَجد المَخرج .. فماذا عَساهی تفعل ؟؟ ...

أمسكني ان إستطعت ..🎯.. [Catch Me If You Can ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن