🔷🔷🔷
__________________________________أَدارَت رَقَبَتَها ببُطئ وإذَا بِهَا تُفاجئ بكلبٍ بدَا وكأّنّه مسعور فأطلَقت العِنان لسُرعَة ساقَيهَا ما إن رأت توهج عينيه الجامحتين وأنيابه الشرسة التي تقطر لعابا .. الآن هِي مَذعُورة ومرتعبة وكأنّها لم تكن تُقاتِل مُجرِمًا مُسَلّحًا وحاقدا للتَّو بِبُرودة أعصَاب وطمأنينة تامة ؛ قَطعًا إما أنها ليست نَفس الشّخص أَو أنها ربما تُعانِي من إنفِصام شَخصيّة عسير .. رَكَضت الشقية بكُلّ ما تبقّی لهَا من قُوة لينتهي بها الحال متسلّقة شَجرة باسقة الأوراق فَكانت وَسيلَة النجاة الوحيدة أمامها فجافاها النوم بينما كاَنت تُحاوِل إبعَاد الكَلب الذي أراد منها أن تكون مبراة قواطعه .
بَزَغَت عَروسُ الصّباح لِتعكِس أَشِعّتهَا الدافئة عَلی خُصلات إيفَان الذّهبيّة وتَحتضِن بَشرتَها البيضاء الصّافية فشَعرت هذه الأَخيرة بالإنزعاج مَمّا جَعلَهَا تستَيقِظ بفزع ما إن إسترجعت ذاكرتها أحداث الأمس فهرعت تبحَث بعينيهَا عن الكَلب ، إطمأنّ فُؤادُها حين أيقَنت أمان المُحيط وخلوه من أي تهديد .
بهدوء تَسلّلت بخُطی يائسة عبر رواق المنزل الضيق مُحاولةً قدرَ المُستطَاع عدَم إحداث ضجّة ولو طفيفة خشية الوقوع في قبضة العدالة _جَدتُها _ الصارمة .
فَجأة ودون سابق إنذار أتَاهَا أمرٌ بالوُقوف مكانِها و بنبرة هادئة ولكن غاضبة .. أغمضت قليلة الحظ عينيهَا بحسرةٍ عَلی نفسهِا وحالها الميؤوس منه فإلتفتت لجدتها العطوف وإصطنَعت إبتسامَة زائفة متملصة لم تكد تُخفي إرتجاف مقلتيها .. ثمّ قالت على عجل مُبرّرة :
"سأشرَح لكِ كُلّ شيء جَدّتي .. أرجوك أمهليني وقتا أشرح لكِ ، سأشرح أقسم لك".
كَتّفت الجدّة مِعصميهَا إلى صدرها في حِين تتّخذ وضعِيّة وقوف صارِمة زادت المرتعشة أمامها إرتجافا فقالت بإعتبار ما سيكون منتظرة آخر إصدارات حجج إيفان:
" كلي آذان صاغية .. هَاتِ ما لَديك" .
إرتبكَت الأخرَی وتنحنحت بينَما تُقلّب طَيّات عَقلِها بحثًا عن تَبرير يُنجيهَا من مُصيبتِها ولكن لسوء حظها المُبرّرات قد سبَق ونَفِذت من رفوف كتب الأكاذيب البيضاء وحتى الملونة الخاصة بها لأنّهَا وبالفعل قد إستَخدَمتها كُلّها و لم يعُد ينفعُ قول * أنني بتّ عند صَديقتي أو عَملت لساعَات إضافيّة وغيرها من الحُجج التّي حَفِظتهَا الجَدّة عن ظهر قلب .
لم يتبقى لها سوی قولِ الحَقيقة والتي لم تكن بالنسبة لها سوى كعثرة طفيفة في بساط الحمام قد إعتادت عليها في كل صباح إلا أنه بالنسبة للجدة المسكينة أمر هائل الخطورة ؛ إفتتحت إيفان كلامها بتلويحة نفي ، قائلة :"جَدّتي لا تغضبي .. لقد ضَربتُ شابّا حقيرًا حاول الإعتداء علي فأُحتُجزت في حجز قسم الشرطة المجاور وذلك لأني لم أكن أملكُ دَليلًا كافيا يظهر براءتي ليس وكأن مجرد كوني فتاة يكفي ليكون دليلا قاطعا فلا أحتاج للتبرير! حمقى مغفلين وعديمي مسؤولية .. أما بالنسبة للشهود فلحسن حظي العاثر إتضح أنهم أصدقاءه أقصد أصدقاء الوغد الحثَالی الذين يشبهونه وكما تعلمين أنه كان من المستحيل أن يشهدوا ضد صديقهم الوضيع ، كتلة حمقى مكانهم الحقيقي .. ماكان إسمها !! همم أجل حاوية النفايات " .
أنت تقرأ
أمسكني ان إستطعت ..🎯.. [Catch Me If You Can ]
Macera[ قد لا تناسب الأحداث جميع الأعمار وكذلك ذوي القلوب المرهفة ] ➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖ " حين تلتهِمك الشُّرور فيَتبنَّاك الحِقد و تُؤوِيك الكَراهِية .. حِينها تَتمَخَّضُك الآلام من رَحِم الإنتِقام .. فَهل سيبصِر قَلبُك نُور الخَير من جَديد ؟ .. ~~ مونغ إي...