البارت الحادي عشر:"وحش الإنتقام"

398 160 92
                                    

تجلت الشمس ببهائها فوق الأفق فانقشع دجى الليل ومعها تبددت ضبابة الإبكار المحملة بذرّات النّدی .. صحصحت صغار العصافير لتبدأ صباحها بصياح الخوى لتلبي الأم واجبها .. تدفق الضياء إلى داخل الغرفة الساكنة مرورا بزجاج النافذة المزخرفة بزركشات ملونة أضفت إشراقة بهية لتلك الغرفة الحنطية الجدران لتخطف منها الأنظار تلك الأرضية الرخامية الملمعية، ما إن تنعكس عليها الخيوط الذهبية حتى تنتشر في الأرجاء وتتسلط على كل أثاثة لتبدأ مسابقة التباهي لإظهار أجمل حلة فتلك الخزانة من خشب الماهوجني الافريقي الصلب بولنها الأحمر الهندي تجعلك تأبى النظر لغيرها إلا أن السرير باطاره من نفس الخامة واغطيته المطرزة بأشكال هندسية باللون الأزرق الهادئ .. ناهيك عن اللوحات الجدارية بماركة إنساين تحتوي زهور بنفسج بديعة المنظر زادت المكان رونقا وجاذبية .. الثرية رغم بساطتها إلا أنها تخطف الأنظار دون جهد ...

استيقظت هي من سباتها ؛رغم كونها نشيطة إلا أنها لا تستطيع تحمل جاذبية الفراش والوسادة خاصة ..
نقلت بصرها للمحيط لتتنهد بعمق ثم حطت قدميها لتلامس بنانها الرخام البارد فسرت قشعريرة في كامل جسمها .

قد مر ثلاثة ايام على خروج إيفان من منزل بيكهيون بالفعل .

نزلت السلالم ببطئ فهي لم تعتد على المنزل وصاحبه بعد .. جلست على الكرسي بقرب طاولة المطبخ ، حال رؤيتها استرسل الآخر بابتسامة عريضة ثم قال ببشاشة :

" صباح الخير إيفان .. كيف كان نومك؟؟ هل ارتحتي؟ "

"لا تقلق ، فأنا أستطيع النوم براحة في أي مكان كما تعلم فنومي ثقيل"
حركت حاجبيها ثم وضعت معصميها على الطاولة الرخامية .

"سعيد لسماع ذلك .. والآن مالذي ترغبين به على الفطور؟؟"
خط إبتسامة لتختفي عينيه بسبب ذلك .. ثم وضع يديه على خاصرته منتظرا إجابتها.

قالت دون تفكير فهذا شيء مفروغ منه بالنسبة إليها :

"قهوة سوداء مرة .. مع قليل من الخبز المحمص فقط "

"فقط !! .. رغم بقاءك هنا لثلاثة أيام إلا أنني لم أنتبه لما تتناوله صباحا "

"هذا لأنك كنت تغادر المنزل حتى قبل أن أستيقظ "

وضع إبريق القهوة الزجاجي على حامل فوق الطاولة بعدما كان قد أعدها (القهوة ) في ماكينتها الخاصة .. حين كانت ستمد يدها لتسكب القهوة مد يده هو أيضا لتتلامس أناملهما_ النحيلة وخاصته القصيرة _معا فارتبك هو ليبعد يده بسرعة اما بالنسبة لها فلم تقم بأية ردة فعل بل اكتفت بسكب قهوتها وإحاطة الكوب بيديها الصغيرتين لسحب الدفئ منه .. تحمحمت قليلا قبل البدء بالكلام:

"أنا سأخرج هذا المساء وقد أعود متأخرة وربما لا أعود حتى الغد "

رفعت كوبها ترتشف ببطئ تنتظر جوابه

أمسكني ان إستطعت ..🎯.. [Catch Me If You Can ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن