1- البارت الأول : "متاعب كل يوم "

2K 252 154
                                    

    🌼🌼🌼ببسم الله نبتدئ 🌼🌼🌼
    _________________________________
    
       ** رواية "أمسكني إن إستطعت"

    " إشتد وثاق الصعاب علي حتى جَزَّء جسدي لأقسام متطرفة لكل جزء عُنوان فتمثلت في :
_ التّمرُّد ؛ الكِتمان ؛ البُؤس والقوة المُتمردة بالإضافة للصُّمود الثَّائر .. والبعض الآخر من هذه الأجزاء لازال بالتشكل قسمًا بقِسم حتى آخر شِبر في جَسدي و رُوحي " .

**إيفان مونغ
____________________________________

.. في 13 من نوفمبر ؛ 

      عَلی السّاعة الثّالثَة فجراً وبالتحديد فِي قسم الشُّرطة .. تَستوطِن تلك الفتاة الشقية زنِزانة للحَجز المؤقت .. القُضبان الحديدية الصدئة لم تعُد تسُبب لهَا القُشعريرة ولاَ حَتّی الشُّعور بالوَحدة أو رهاب السكون المحيط بها ؛ هي قد إعتادت علی ذلك وقد جعلت من خربشات - المعتقلين اليائسة على حائط الزنزانة الضيقة - لوحات فنية مميزة تتأملها في كل زيارة لمتحف الحبس .
'
'
      كَانت إيفَان - وهُو إسم تلك الشقية - تَتسَطّح عَلی كُرسي الزّنزانة المعدني الصّلب الذي بالكاد يحمل قامتها فتبقى قدماها الطويلتان خارج النِّطاق ، ومايزيد الأمر سوءًا هو رائحة الصَّدأ التي فاحَت منه والتي تسبب لتلك المعتُوهة حِكة طَفيفَة بأرنبَة أنفِها الحادَّة .. مع ذلك و رغم قساوته - التي تجعَل أضلاَعها تتنمّل وتكتسبُ اللّون المُزرق - إلا أنه سندها الوَحيد حاليًّا وربُّما حتى آخر يوم تتنفس فيه .
'
'
    صوت خبطات الأقدام الذي يتلوه فرقعات متتابعة لأصابع اليد كان كتمهيد لبدء حوار عقيم معها ..

خاطبَها الشُّرطي بِقلّة صبر وهُو يتحدّث بنبرة أقرَب إليها من التّرجّي :

" إيفَان!! .. ألن تَمَلّي مِن الحَجز كلّ يوم أو يومين.. هاه ْ.. ألن تَملّي؟؟ .. لوْ كنتُ مَكانك لكُنت قررت هاربا من البِلاد كلها كي لا أحجز مرة أخرى " .

قهقَهت بصوت عال ثمّ أجابت بإستخفاف :

"ههه .. إذاً لا تَحجزوني بكل بساطة حينها سأفكر بعرضك .. ولكنيّ أخشَى أن تَشتاقوا لي لذا آتي لزيارتكم كلّ مرة وأبيت أيضاً ودونما كلل أو ملل كخكخ .. أولست شخصا رائعا هه".

خلل أصابعه بين شعره فإنتهى المطاف به مشدودا بعنف وقنوط فأردفَ  المسكين قائلاً بيأس :

" سَأُجَن حقّا مِن تَصَرُّفاتكِ وعَدم اهتمَامكِ هَذا .. إن هَذا حقّا يُفقِدُني صَوابي .. لم أعد أتحمل رؤيتك أمامي أكثر بتي كملصق إشهاري مللت رؤيته في الشارع الرئيسي " .

سَطَرت الشقية شفتيها بخطّ مُستقيم ورقرقت عينيها الساحرتين كجرو صغير .. ثم رَفعت يديها باسطة كفيها بقلة حيلة قائلة :

"آسفة .. وَلكِن عليكَ تحَمّلي حَتّی تَنتَهي المُدّة المُحدّدة أو تُدفع الغَرامة كما تَعلم " .

أمسكني ان إستطعت ..🎯.. [Catch Me If You Can ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن