البَارت الثاني عَشر:"ثم لم يبق لي أحد"

337 157 154
                                    

.. ضغَط زِرّ التّشغيل لتظهر شاشة بيضاء تتَوسَّطُها أحرفٌ لاتينيّة باللّون الأحمر القان "RS" ... مَاهي إِلّا لحظات حتّی إنطَلق صوتٌ مُعدّل بِطريقة آلية لِعدم التّعرّف علی الشّخص..

RS:" لَقد جمعتكُم اليوم من أجل القَضيّة التّي تَشغَلُنا كُلّنا وَ البَعضُ مِنكم يستَيقِظ مَذعُوراً مِن نَومِه بسَبب كَابُوس رَاوده عَن المُقنّع .. أليسَ هَذا صحيحًا ؟؟ "

أَنهَی جُملتَه بسُؤال واَفقهُ فيه الجَميع .. ثُم أَضَاف قائِلاً :

"لِذا قَرّرت وَضعَ حَدّ له كَي نُزيحه عن طَريقِنا فهُو آخر ما يَنقصُنا حَاليّا ... لَقد فَكّرت بحَفر حُفرةٍ عَميقة يقَعُ فيهَا٬ لَيس ذَلِك فقط بل تَكُون مُوحِلة تُغرقُه ... "

نَظر كلّ واحد لشريكِه بإستفهام .. حَتّی تَكلّم مُجدّدا :

"سنتّهِمه بِجريمة قتل "

بَدتَ عَلامات الإعجَاب واضِحة عَلی وُجوهِهم فلم يَجرأ أحد علَی الإعتِراض أَو إبداء رأيِه .. فأَظهَروا مُوافقتهم وبِذلِك إنتَهی الإجتِماع السّريّ.

جَلست بِقُرابة نَهر الهَان .. قرْفصَت قَدَمَيها وضمّتهُما إلَی صَدرها .. أَشلاء مَشاعِرها لم تَستَطع لملَمتَها بَعد فَجُرحُها لاَ يزاَل يَقطُر دماً رغم مُرور سنين عِدّة عَلی مَاضِيها إلاّ أنّ الأيّام لاَ تَكفي لتُخمدَ نِيران آلامِها .. ولا حتّی لو إجتَمعَت بِحار ومُحيطات العَالم لَما إستطاعت إِخمَادَها .. نِيرانُها أَوقَدتها شُعلة الإنتقام والرّغبة في الثّأر التّي تلبّستها لِإكثر من عشر سنواتٍ أو أكثَر ولازالَت مُشتعلة بل مُلتَهبَة ...
لكن لَو حدثَ معَها مِثل ما حدثَ البَارحة حينَها باتت عَاجزة ولم تَستطِع القِيام بشيء .. تِلك الرّغبة تَلاشت في لحظَات لتَترك فراغًا هائلاً دَاخلها فهِي بعد كلّ شيء قد أَلفته كَمَا ألِفت شُرب قهوتها المرّة صباحاً وكما ألِفت ذلِك الكابُوس الذّي يُراودها كلّ ليلة .. ماذا عَساها ستَفعل إن إنتُزعت منها تلك الأشياء وألقِيت علی ساحل الضّياع لتسحبها أمواجُ النّسيان معها بعيداً حيثُ تكمن بَقيّة الذّكريّات التّي تخلّی عنها أصحابُها في أَعماق المَاضي... لهُ شيء مؤسف أن تخسَر ما قَد إرتَبطت به لأعوام ..

في هذِه الأحيان .. أطلق هَاتِفُها هَزّات بجيب سُترتِها فتَجاهلته فحسب .. تعاَودت الكَرّات ولَكنّها تأْبی الإجابة، فلاَ مِزاج لَها لمُحادثة أيّ شخص .
بعد مُدّة .. كَانت قد سئِمت من إزعاجه فقرّرت إطفاءه كُلّيا .. سحبتهُ من جيبِها وإذا بها تفاجأ لرؤية إسم المُتّصل

IVEN POV:"
ماذاَ عَساه رَابمون يُريد مِنّي؟؟ .. لاَ بُدّ وأنّه أمر مُهم .. سأُعاود الإتّصال به

END POV"

طَلبَت رقمه ليرنّ مَرة واحدة فقَط فَيجيب

RM:
"إيفان .. أين أنتي ياَ فتاة كُنت أُحاول الإتّصال بك ولكِنّك لا تجيبين ؟؟"

أمسكني ان إستطعت ..🎯.. [Catch Me If You Can ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن