قبلة في السواد

211 28 12
                                    

الفصل الثاني

اليوم الأول

بين فيافي الظلام. غرقت في سحر نجمة أضاءت لي الحياة ، لأرى الجمال في مقلتيك.
سحرك يراوغ الغرور ، ليجعلني أقع.
مرارا و تكرارا.

#اليوم الأول
رنين هاتف مزعج يدوي في غرفته الساكنة ، صدى أنفاسه هو كل ما يسمع. أغلق الهاتف و أعاد دفن وجهه في وسادته.
دقائق و أبعد أغطيته مبعثرا إياها بقوة ، ابتسم بارتخاء و هو يتذكر أنفها المحمر و هي تعترف له.

FLASHBACK
تقف مكتفة ذراعيها كأنها تضم الهواء ، سونجي في العشرينيات من عمرها ، فتاة أنيقة دائما. جسدها ضئيل ، بشرتها بيضاء ، لكنها ليست كخاصة يونغي. كانت سكرتيرته في الشركة. هي فقط عملت هناك عن طريق الوساطة.
رافقته كثيرا في معظم تحركاته و اجتماعاته ، صحيح انه متقلب المزاج ، لكنه تمكن من أسر قلبها بسرعة فائقة ، تعذبت كثيرا حتى قررت في الأخير أن تعترف ، لم تعي بحالها إلا و هي تقف أمامه تفرك أصابعها في قمة التوتر و الخوف .
أنفها محمر بشدة. تتمتم بعبارات لم يفهم منها إلى الروابط. لكنه عرف مقاصدها بحنكته.
استقام من مكانه ، دنى منها ، قرب شفتاه من أذنها اليسرى ثم همس بصوت ناعس .
"أقبلك ضمن عالمي ، لكنكي لن تتحمليني "
اكتفت بالنظر جراء الصدمة.
~FLASHBACK END~

أخد أحد قمصانه الواسعة . و سروال ممزق عند الركبتين ، ليس هندامه الاعتيادي عند ذهابه للعمل .لكنه لا يخطط لهذا اليوم.
استقل سيارته السوداء. و اتجه ناحية شركته ، دخل بخطوات ثقيلة ناحية مكتبها. حيث كانت نائمة بوقت لا يسمح لهم فيه بذلك.
ابتسم لمنظرها. و استمر بالإقتراب منها قاصدا أذنيها.
تحت أنظار الجميع ، هم مصدومون بالفعل ، لم يرو مسبقا جانبا رومانسيا من رئيسهم. كما أن لباسه مختلف عن العادة. هذا مثير للإهتمام .
استمر بالإقتراب ، إلى أن وصل لوجهته ، الكل ينتظر. فجأة صرخ بصوت عالي "هل هذا مكان النوم"لتنتفض مرتعبة و هي لا تعلم ما حل بها. تطايرت خصلاتها القصيرة في الهواء.
أين من كان يظن أنه رومانسي قبل قليل؟
كبتَ ابتسامته لينبس من تحت أسنانه.
" اتبعيني أريدك بالمكتب "
استقامت و عدلت مظهرها الذي أفسده نومها العشوائي على مكتبها ، تبعته لمكتبه و أغلقت الباب خلفها.
" لما كنت نائمة ، هل أنت متعبة ؟"
" قليلا فقط ، آسفة لذلك. "
" حسنا اذهبي و ارتدي ملابس غير رسمية . سنخرج في موعد الليلة "
استقام من مكانه و تقدم نحوها بملامح فارغة نوعا ما. بخطوة خاطفة امسك يدها. كوب وجنتيها .و تحركت شفتيه معلنة أنه يهمس.
" كوني مثيرة "
افلتها لتفر من مكتبه ، و الخجل يكتسي أوصالها.
هربة ضحكة ساخرة من ثغره.
" درسنا الأول سيكون الليلة عزيزتي "

=="==
تقف بجانب الصخرة المشكلة على هيئة فارس
تنتظر فتاها الذي سيأخذها في موعدهم الأول. ترتدي تنورة بلون عصير الفراولة ، و كنزة صوفية مترهلة. بينما سمحت لخصلاتها بالتحرر بعشوائية حول منكبيها. الذي زين بوشاح رمادي خفيف. و حقيبتها التي بالكاد تسع هاتفها تدور حول جيدها واصلة لحدود خصرها. تبدو كفتاة في الثالثة عشر من عمرها.
سونجي اللطيفة تواعد مين . الرئيس الجليدي ، من سيصدق ذلك ، حتما يختفي أمر كبير وراء كل ذلك.
دقائق مرت و هي في نفس الوضيعة ، حركت عينيها بملل و أحنت رأسها بينما هي تنتشل هاتفها. يد أمسكت رسغها في غفلتها.
" أنت هنا ، ظننت أنك لن تأتي ؟ "
" القاعدة الأولى:عليك أن تعلمي أننا لا نمل من إنتظار من نحب "
و كما العادة أجوبته تلجمها و تمنعها عن الرد.
بينما هي تبحث عن إجابة مناسبة. خطى خطوات متزنة بينما لا يزال ممسكا بها لتتبعه في تناغم.
"إلى أين سنذهب ؟" سألته فور ما أدخلها سيارته و استقر بجانبها.
"انها مفاجأة عزيزتي . بالمناسبة طلبت منك أن تكوني مثيرة لا أن تتنكري بزي طفلة "
بحلقت به بتعجب. لينطلق دون أن يكثرت لنظراتها .
استمرت بالتحديق به لكن نظرات التعجب زالت لتحل محلها نظرات تأمل. لا زالت غير مصدقة لما يحدث. الرئيس مين قبل بمواعدتها. مع أنها فقط سكرتيرته. لازالت هناك العديد من الحدود قائمة في علاقتهم المتشابكة . هي قررت أن تعترف له و لا تعلم أصلا لما فعلت ذلك.
غاصت بالتفكير لتجد نفسها بعض لحظات منتصبة أمام باب خشبي منمق الزخرفة. يعود لمنزل ضخم بشكل رائع. تقف موالية لظهره بينما هو مشغول بإدخال الرقم السري لذلك الباب.
" مهلا. هل هذا منزلك ؟"
التفت و رفع نصف حاجبه الأيمن .
" أجل. هو كذلك "
" هل تأخدني لمنزلك في موعدنا الأول "
" القاعدة الثانية: علينا أن نثق بمن نحب "
و كالعادة إجاباته مبهمة. كقطع أحجية خلطتها عاصفة الحب الهوجاء.
" هلا أخبرتني باسم لائق أناديك به ؟"
" مين. ناديني مين "
" أليس رسميا ؟ أقصد نحن نتواعد لا داعي للحدود "
" القاعدة الثالثة : إزالة الحدود يدمر العلاقة بين الأحباء"
" كفانا قواعد. و كأننا نلعب الشطرنج "
" نحن فعلا داخل لعبة كبيرة ، لكنها أخطر من الشطرنج"
أغلق الباب بعد دخولها.
قلبت هي عينيها بضجر و كأنها تخبره أن يتوقف عن التصرف بحزم و جدية.

فجأة قرع الجرس. ليتجه هو ناحية الباب و هو يقلب قلادة ما بين أصابعه .
ماكان سوى عامل التوصيل ، انتشل صناديق الطعام من يده ، و أعطاه بقشيشا ، لينصرف بعلامات الفرح تعلو هالته المتعبة ، بينما هي لازالت تحدق بظهره بهدوء تام.

اتجه ناحية مائدة مستديرة و انتشل مقعدين ليضعهما في محاذات بعضهما. أحضر بعض الأدوات من المطبخ و أشار لها بالجلوس.
بينما كانت تعدل ملابسها مستعدة للإنضمام إلى جلسته ،لمحته يسترق النظر لساقيها البارزتين بابتسامة مستفزة.
" توقف عن النظر هكذا. أنت تحرجني "
أشاح بصره لصناديقه مجددا بينما انبسطت شفتاه و هي تعلن عن ابتسامة
"ما الذي يوجد في ذلك الكيس ؟"
"التحلية"
أجاب باختصار
أومأت بخفة و هي تنظر للطعام أمامها. حسنا هي تصبح إنسانا آخر بعيدا عن الرقة حين يأتي الطعام ، لكنها تمسك نفسها بشدة كي لا تحرج أمامه.
رائحة أفخاد الدجاج المقلية ملأت المكان. و لعابها اقترب من الخروج عن نطاق شفتيها. و بإيماءة صغيرة منه انطلقا في تناول الطعام.
لكن ما شد سونجي هو تركها للأكل بشراهة و استبدال هذا الحب العميق باستراق النظر لذلك الذي يستمر بحشر الطعام بفمه دون كلمة. تراقب كل حركة تنتج عنه. عيناه التي تختفي تماما و هو يقوم بالمضغ. غرته التي تتمايل مع حركاته. لسانه الذي يزيل بقايا الطعام عن شفتيه.
شفتيه ، توقفت هناك عندهما و ركزت على كل انش منهما كأنهما إيقونة من الكريستال .
شعرت بالحرارة في كل أنحاء جسدها حين رفع بصره إلى مرمى عيونها. اخفضت مستوى رأسها و الخجل يأكل وجنتيها ، ليشتعل قلبها و يشرع في دق معزوفات الألم الممتع.
بعد مدة قصيرة أنهو طعامهم ليستقيم هو و ينظف أطراف المائدة بنفسه .
وضع صحن التحلية أمامها و هي كانت عبارة عن كعكة التوت.
تعجبت لكل ذلك لكنها استمرت في الصمت. أنهتها بسرعة ثم قامت بالنهوض و هي تعدل مافسد من مظهرها . انتهى من ما كان يقوم به ، ليتجه نحوها بينما هي قد انشغلت مسبقا بهاتفها.
#سونجي#
كنت ألهو بهاتفي ريثما ينتهي ، أحسست بخطواته تقترب مني. أطفأ أنوار الغرفة ليحل الظلام فجأة. أنا لا أرى شيئا لكن أحس به يقترب أكثر فأكثر .
توقف صوت الخطوات لأستشعر أنفاسا تضرب رقبتي من الخلف. إنها دافئة و اللعنة. يده تخللت شعري لأحس بشيء بارد يتدلى منها بملمس معدني. إنها قلادة. لا أراها لكن جمالها ظاهر في ملمسها. همس بصوت ناعس أكاد أقسم أنه يذيبني.
" لا تنزعيها أبدا ، فهي و أنت ملكي الآن "

هسهست موافقة ، لأتصنم فور انقطاع أنفاسي. لقد حصلت أخيرا على قبلتي الأولى ، شوقا يقوم بتقبيلي بطريقة عجزت فيها عن تصديق ما يحدث ، ثواني أخدتها لأستوعب ماحولي. ثم بادلته بعدها.

قد تكون قبلتنا الأولى. ليست الأعمق لكني أظن أنها الأجمل
ذكرى طبعتها جرأتك يا فتاة. سترين مين شوقا الحقيقي من الآن فصاعدا
هذا ما ختم به شوقا أفعاله الغريبة لهذا اليوم. أول يوم في علاقة غريبة المبدأ و المنشأ

■■■


نهاية الفصل

what lovers do?  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن