لم يكن جاكسون سعيداً بقرار مشاهدة فلم الرعب. هو يكره أفلام الرعب، لكنه إختار مشاهدته من أجل مارك. نظر إلى جينيونغ وجيبوم، رأى أن الإثنان مختبئان خلف الوسائد. عندما نظر إلى مارك، لاحظ أنه يركز على الفلم بشكل ملحوظ."كيف لك أن لا تكون خائفاً؟" سأله جاكسون، وتجمّد عندما صرخت الفتاة التي في الشاشة.
"شاهدتُ أفلام رعب طوال حياتي لذا أنا معتاد عليها. هذا لا شيء بالنسبة لي" همس مارك يهز كتفيه بلا مبالاة، يلعق شفتيّه بإبتسامة خبيثة عندما سحب أحد ما الفتاة التي في الشاشة إلى الظلام.
رمش جاكسون على الأشقر قبل أن يعود لمشاهدة الفلم. إنتظر لبضع دقائق قبل أن يفقد تحمله ومد يده لإغلاق الفلم. فتح المصابيح ونظر إلى أصدقائه. تنهد جيبوم وجينيونغ براحة وأزالوا الوسائد من أمام أوجههم بينما يبدو مارك منزعجاً لأن الفلم إنتهى.
"أنتم حقاً سيئون مع أفلام الرعب" قال مارك، يضحك بصوت خفيف قبل أن يقف ويمشي إلى مطبخ جاكسون.
أصلح جينيونغ نفسه ونظر إلى مدخل المطبخ قبل أن ينظر إلى جاكسون. فتح فمه ليقول شيئاً لكن رفع جاكسون يده ليوقفه.
"لا تقل شيئاً، جينيونغ. أن يحب أفلام الرعب لا يعني شيئاً" قال جاكسون ودخل المطبخ.
نظر إلى حيث يقف مارك، لاحظ جاكسون بأنه يلتقط سكين المطبخ. عض على شفته وأكمل يشاهده قبل أن يقترب منه.
"ماذا تفعل؟" سأله جاكسون، يميل على المنضدة.
"فقط أردتُ تقطيع بعض الجبن. إذا كنتَ تمانع لمس أشيائك، فأنا آسف" قال مارك، وجهه الفارغ من التعابير تحول لتعابير الأسف.
"لا، لا مانع لديّ. إستخدم أي شيء تريده" قال جاكسون ضاحكاً بلطف.
غادر جاكسون المطبخ، عائداً إلى غرفة المعيشة ليجلس بجانب جينيونغ وجيبوم. تكتك بلسانه وأدار رأسه للتلفاز، قرر أن يبحث عن شيء أقل إخافة لمشاهدته.
عاد مارك للغرفة بعد لحظة، يأكل الجبن الذي قام بتقطيعه. جلس بين جينيونغ وجاكسون، إبتسامة خبيثة على وجهه. تحرّك جينيونغ مبتعداً عنه ومقترباً من جيبوم، ثم إستدار لمارك وبإبتسامة مترددة تحدّث.
"إذاً، مارك. هل يمكنك التحدث عن نفسك؟" سأل جينيونغ، يريد أن يرى مارك يتحدّث أكثر بدلاً من الصمت المخيف.
أدار مارك رأسه ليعطي جينيونغ نظرة فولاذية، يدرس الفتى أمامه بصمت. سعل جينيونغ بتوتر، لا يشعر بالراحة إتجاه الوضع.
"حسناً، ليس هناك الكثير لأقوله حقاً، بما أنني لستُ شخصاً مثيراً للإهتمام على الإطلاق. أنا في الثانية والعشرون من عمري وأحب القراءة بعض الأوقات. كما سمعتم ربما من الناس عني، تصرفتُ بنيّة الدفاع عن نفسي وقتلتُ والديّ عندما كنتُ صغيراً. لم أتعمّد قتلهما، لكنهم قاموا بتعذيبي كثيراً لدرجة لم أعرف ماذا عليّ أن أفعل لأنجو بنفسي" قال مارك، وتعابير الألم المفاجئة ظهرت على وجهه بينما نظر للأسفل.
الثلاثة الآخرون، فجأة شعروا بالسوء إتجاه مارك، خاصةً جينيونغ وجيبوم لأنهما لطالما إعتقدوا أن مارك شرير بالكامل.
"أنا آسف جداً لأنه كان عليك أن تمر بكل ذلك، مارك" همس جينيونغ، لأنه دائماً لديه مكان خاص في قلبه للناس عندما يتألمون.
"أنا بخير. لقد رحلوا والآن أنا بخير" قال مارك، مبتسماً.
إبتسم جاكسون على المشهد أمامه، سعيد أن أربعتهم بدأوا بالتقرب من بعضهم. ثم خرج من قطار أفكاره فجأة عندما وقف جيبوم.
"نحن الإثنان لدينا عمل في الصباح، لذا علينا العودة. آمل أن نقضي وقتاً أكثر معك مجدداً، مارك" قال جيبوم.
"بالتأكيد" همهم مارك، وجهه فارغ من التعابير مجدداً بينما نظر إلى جينيونغ، يومئ له بصمت.
مشى جاكسون إلى الباب وفتحه، يساهد الإثنان يرحلان. ثم عاد إلى الغرفة وجلس مواجهاً مارك مع إبتسامة عريضة.
"إذاً، هل أعجبك الإثنان؟" سأل جاكسون، يتأمل مارك للحظة.
"أجل. فقط، أنني أعرف أنهما لا يحبانني. لا أفهم لماذا يعتقد الكثير من الناس أنني مجنون نفسيّ" همهم مارك، يبدو حزيناً.
"إنهم لا يعتقدون ذلك، خاصةً أنا. لماذا لا نذهب إلى مكانٍ ما معاً في الغد لكي لا تقلق كثيراً حول تفكير الناس عنك؟ ماذا عن الذهاب إلى المجمع التجاري؟" عرض عليه جاكسون، يرغب في قضاء وقت أكثر مع مارك.
كان مارك هادئاً للحظة، فقط ينظر إلى جاكسون قبل أن أبتسم ببطء وأومأ موافقاً.
"حسناً، ذلك يبدو ممتعاً" قال مارك، ثم وقف وأصلح قميصه.
فتح جاكسون الباب له وشاهده حتى وصل لمنزله. إبتسم ثم إستدار وعاد إلى غرفة المعيشة، ينظف المكان.
لم يكن يفهم لماذا، لكنه يشعر بأنه حقاً بدأ يُعجَب بمارك. كلما يقضي وقتاً أكثر معه، كلما بدأ يحصل على مشاعر أقوى إتجاه الأشقر. لم يكن الأمر يزعجه، أن يختار الإعجاب بمارك من بعيد قبل إخباره.
تثاءب بلطف، أصلح جاكسون من نفسه قبل أن يغلق عينيّه ويسقط في النوم، أفكار الغد تتبخر.
**#**
هل تعتقدون أن الجميع سيثقوا بمارك؟
أنت تقرأ
Ominous (Markson)/ Arabic ver.
Fanficانتقل جاكسون إلى حيّ جديد وبنى بعض الصداقات، بالإضافة إلى تطور إعجابه بمارك. مارك الذي لا يتحدث كثيراً ويجعلك تشعر بالذعر والخوف من تصرفاته. تجاهل جاكسون تحذيرات أصدقائه حول مارك. وربما سيكون متأخراً جداً عندما يدرك القرار الذي اتخذه.