| وردة سوداء وشخص مجهول |

2.4K 135 7
                                    

"لطالما شعرت بأننى لا أنتمى لهذا المكان، وبأنه ليس المكان المناسب لي. لطالما شعرت بالغربة وسط عائلتى. هذا ليس مكاني وهذا ليس عالمي. أنا فقط مُجبرة على البقاء.."

أغلقت كيت هاتفها متنهدة بقوة، وهى تحاول السيطرة على دموعها. هذا هو حالها منذ سنواتٍ طويلة. نظرت كيت لتلك الصورة الموضوعة على الطاولة بجانب سريرها، لتبتسم بحُزن على تلك الأيام. كانت تلك صورتها المفضلة، هى بجانب أختها الصغيرة كولينز وخلفهما والدها تشارلز وأمها إينولا. كانت تشعر بالسعادة حينها والتى أصبحت تفتقدها الأن. الأمر برمته يكمن بوالديها ومشكلاتهم التى لا تنتهى، لذا ها هى هنا مع أختها بولاية فلوريدا بعيدة كل البعد عنهم وعن مشكلاتهم..

مسحت كيت دموعها بعنف، لتلقى هاتفها على السرير بإهمال قبل أن تتجه نحو الحمام. غسلت وجهها بالماء البارد، لتطالع نفسها فى المرآة بحُزن. خرجت من الحمام، لتستلقى على سريرها بتعب. مرت دقائق وهى تتأمل سقف غرفتها، حتىٰ غفت دون أن تشعر...

-

[ الحُلْم.. ]

كانت كيت تجلس على تلة كبيرة تطل على غابة كثيفة الأشجار. كانت الغابة هادئة جدًا، لدرجة أنها كانت تستمع لصوت الرياح الهادئ نوعًا ما. بطريقةٍ ما، كانت تلك الغابة تدفع كيت لتأملها دونًا عن إرادتها، لتجد نفسها تبكى دون سببٍ.
ظلت كيت هكذا لدقائق، حتى أوقف بكاءها شعورها بأنفاسٍ ساخنة قريبة من أذنها أشعلت جسدها البارد.
وما جعل عقلها يتوقف عن التفكير هو ذلك الصوت الذى همس لها بنبرة هادئة
"لا تبكى، فالبكاء لم يُصنع لكِ أيتها الجميلة."
شعرت كيت بالريبة، خاصةً وأنه لم يكن هناك أحد بجانبها، لكن همس ذلك المجهول قد أشعرها ببعض الراحة. طالعت كيت الفراغ بجانبها لتفرق شفتيها بتردد قائلة
"من أنت؟"
لتستمع لصوت قهقه خفيفة من الجانب الأخر لها قبل أن يهمس بـ
"قريبًا ستعلمين."
شعرت بإبتعاد أنفاسه عنها، لتعلم بأنه قد رحل بالفعل...

[ نهـاية الحُلْم.. ]

-

أستيقظت كيت وهى تلهث وتسبب عرقًا، لتنظر حولها. أستغرقت لحظات لتدرك بأنها فى غرفتها وأن ما حدث كان مجرد حُلْم غريب ليس إلا. تنهدت كيت بتعب، لتنظر لشرفة غرفتها وتجدها مفتوحة. تقدمت لتغلقها، لكنها وجدت وردة سوداء اللون وبجانبها رسالة. أمسكت كيت الوردة وهى تتفحصها بإعجاب كونها تُحب الورد السوادء، لتستنشق رائحتها. تركت الوردة جانبًا، لتمسك الرسالة وتفتحها
"يومًا ما سنلتقى، وستدركين بأني هنا حولكِ دومًا.."
عقدت كيت حاجبيها بذهول من محتوى تلك الرسالة، ليغمرها الفضول فى معرفة ذلك المجهول...

𝒀𝒐𝒖'𝒓𝒆 𝒏𝒐𝒕 𝒂𝒏 𝒊𝒍𝒍𝒖𝒔𝒊𝒐𝒏 || أنت لست وهـم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن