| أنا حقيقى |

949 93 4
                                    

"ليس من السهل أن تتعلق بشخصٍ لا تعرفه، لكنك تشعر بأن هناك ما يجذبك له دون إرادة منك. وتشعر وكأنك أصبحت مقيدًا به. هذا ما حدث معى هذه الأيام.. لقد تعلقت بشخصٍ أو لنقل بصوت شخصٍ مجهول. مر أسبوعان منذ أخبرنى هذا المجهول بأنه ملاكِ، وخلال تلك المدة كان يزورني فى أحلامى دومًا. كلما أغمضت عيني وذهبت لعالم الأحلام، ألتقى بصوته أول شئ. أصبح يقوم بالأشياء التى لم يفعلها لى أحد من قبل. وثقت به رغم أني لم أره بعد. أنه كالسحر الأسود، جعلنى أتعلق به بشدة لدرجة أني أصبحت أنتظر الليل كى أنام وأقابله. أصبح هو عالمي وواقعي.. مؤخرًا لاحظت كولينز بأنني أصبحت أنام كثيرًا، وما عُدت ألتقي بأصدقائي كالسابق. حاولت الحديث معي بشأن ذلك، لكني أستطعت الهرب من أسئلتها. ماذا سأخبرها؟
بأنني أصبحت شخص مجنون، يحادث صوتًا بداخل رأسه. بالطبع لا.. أود الإحتفاظ بذلك السر وحدي، فربما يكون هذا الصوت فى النهاية مجرد هلاوس وأوهام من صُنع خيالي."

أغلقت كيت دفتر مذاكراتها وهى تشعر بأنها بالفعل من صنعت ذلك الصوت. ربما لأنها دائمًا وحيدة ولم تجد من يفهم الصراعات التى تدور داخلها. لطالما رأت نفسها شخصًا كئيبًا، غارق بدوامة كبيرة من الحُزن. هى لم تكن يومًا مميزة، بل كانت شخصًا عاديًا يمتلك العديد من الذكريات المؤلمة.
ظلت تفكر بحياتها لدقائق، حتىٰ قررت ترك ذلك الواقع المؤلم، والتوجه نحو عالمها الخاص...

-

[ الحُلْم... ]

وجدت كيت نفسها تجلس أعلى التلة والهواء يرتطم بشعرها، لكى يجعله يتطاير بخفه.
"مرحبًا بيرلا."
شعرت بصوته قريبًا منها، تحديدًا جهة اليمين لتبتسم بخفة قائلة
"مرحبًا."
"فقط مرحبًا!"
تسائل بنبرة حُزن مصطنعة، لتقهقه كيت قائلة
"أوه لقد نسيت. مرحبًا ملاكِ اللطيف."
"هذا أفضل."
أبتسمت كيت له، أو للفراغ أيً يكن، ثم عادت للنظر أمامها مجددًا.
"كيف كان يومكِ؟"
تحدث مقاطعًا هذا الصمت المريب، لترفع كيت كتفيها بلامبالاة قائلة
"أمم جيد على ما أظن.. لا يوجد شئ جديد."
سمعته يتنهد بضيق، ليصمت للحظات قبل أن يتحدث مرةً أخرى
"هل يمكنكِ التوقف عن كتابة أني مجرد وهم من صنع مخيلتكِ؟"
نظرت كيت لجانبها الأيمن بملامح باردة قائلة
"لما؟ أعنى أنها الحقيقة. قد أكون فعلاً أتوهم كل ذلك أو أني من صنعتك منذ البداية فقط لتملئ ذلك الفراغ بداخلى."
"كيت تذكرِ جيدًا بأني لست مجرد وهم قمتي بصنعه، أنا حقيقى وأنا حولك بالفعل."
تحدث مع بعض الغضب الواضح فى نبرة صوته.
" إذا كنت حقًا موجود حولي، فلما لا تظهر لي فى الواقع ونجلس معًا كما نفعل الأن؟"
تحدثت كيت بغضب، لتشعر بذراعين تحاوط جسدها الصغير، لتنشر الدفء بأنحاء جسدها.
"أعدكِ صغيرتى بأننا سنلتقى قريبًا، لكن كل شئ سيحدث فى وقته صدقيني."
أبتعدت عنه كبت بعدما هدأت قليلاً لتخبره
"على الأقل دعنى أراك هنا. أريد رؤية جسدك ووجهك أرجوك."
تنهد ببطء قائلاً
"أنتِ عنيدة للغايه كيت، لكن لا بأس سأظهر لكِ لكن لن تري وجهي."
عقدت كيت حاجبيها بضيق قائلة
"لما؟"
"لن أستطيع، سترين جسدي وشعري، لكن لن تظهر لكِ ملامح وجهي."
شرح لها، لتومئ له كيت قبل أن تشعر به يبتعد عنه.
"مستعدة؟"
همس بها بالقرب من أذنها، لتومئ له سريعًا. حينها هبت رياح قوية من خلفها، ليظهر بعدها ضوء شديد. أغلقت كيت عينيها بقوة من شدة الضوء، وما هى إلا لحظات حتى شعرت به يقف أمامها، ثم شعرت بيده الدافئة تلمس خاصتها الباردة لتفتح عينيها ببطء. أبتسامة نمت على ثغرها حينما رأت جسده أمامها، ليقترب منها أكثر..
"ها أنا ذا أمامكِ يا صغيرة."

𝒀𝒐𝒖'𝒓𝒆 𝒏𝒐𝒕 𝒂𝒏 𝒊𝒍𝒍𝒖𝒔𝒊𝒐𝒏 || أنت لست وهـم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن