البتلة الثانية

97 4 1
                                    

صباح يوم جديد يحمل لنا مشاعر عديدة اسماها الحب
فهناك من ينتظر ردا لتتغير حياته
وهناك من يشعر بالسعادة والاستقرار فى حياتة
هناك من يتوغل الندم فى حياته مما يمنعه من اداء حياته الطبيعية
هناك من يشعر بالحزن والحيرة في حياته
وهناك قلوبا تغلى من الغيرة والحقد
فى الحى الهادىء والذي نادرا مايشهد ضجيجا او ازعاجا
تحديدا فى المنزل الابيض ذو الطابقين عاد بعد توصيل ابنتيه للروضة
وذهب للجزء الخلفى من المنزل وفتح الباب الزجاجى
ليظهر مقهى صغير وجميل مميز
بارضيه خشبيه وواجهه زجاجية وجدران بيضاء
لكن اكثر مايميز هذا المقهى هى الرسومات الطفولية الفوضوية التى رُسمت على الارض بالالوان الخشبية
وعلى كل طاولة يوجد اطار صورة يحتوى على رسمة طفولية من احدى رسومات ابنتيه
ابتسم وهو ينظر لاطار الصور التى تعلقت على الجدران فكل مكان للحظات جميلة لابنتيه حتى ان بعض الزبائن يتصورون معهم ويعلق صورهم على الجدران حتى اصبحت تغطي الجدران
التفت للطاولة ودخل خلفها وبدأ باخراج الاطباق والكؤؤس وبدأ عمله المعتاد فى هذا المقهى
****
دخل الى البرج وصعد بسرعة للطابق الخمسين عن طريق المصعد وخرج ليجد جيسي تقف بقلق امام باب شقة
جونى بقلق وهو يحاول التقاط انفاسه: جيسي ماذا جرى
جيسي بقلق: انا اطرق الباب منذ فترة ويونا لاترد
جونى: اليس لديك مفتاح احتياطى
جيسي : لدى لكن المفتاح فى الباب من الطرف الاخر
جونى بغضب: تبا ابتعدى ساكسر الباب
حاول دفع الباب وكان على وشك كسره عندما فجاءة انفتح
ليظهر الرعب على الشابين فالخارج
نظرت لهم بانزعاج ثم ابتعدت عن الباب ودخلت للداخل
دخلا خلفها والقلق يعتيرهم
حيث كان شعر يونا مشعث من اثر النور ويظهر التعب واثار النوم على وجهها بينما ما اثار قلقهم هي عيناها المنفوختان والتى تدل على كونها كانت تبكى ونامت وهى تبكى
كما انها لم تبدل ثيابها لذا تبدو كما لو لم تشعر بالراحة فى نومها
ذهبت جيسي راسا للمطبخ وبدأت بالعبث وعلى مايبدو تعد القهوة وبعض الثلج لخفض انتفاخ عيناها
بينما تقدم جونى وجلس بجوارها
جونى بهدوء: لماذا كنتِ تبكين ؟! هل بسبب غضبي عليكِ ؟!
يونا بانزعاج: لا.. انه امر يخصنى فقط اترك هذا لى
جونى بغضب: انا حبيبك لذا من الطبيعي ان اقلق
يونا بغضب: نحن لسنا احباء جونى
يكاد ينفجر غضبا لكنه ابتلع ماكان سيقوله
وهو ينظر حوله فتمتم بهدوء: ماهذا المنزل البارد
نظرت له بحده فسكت
بينما قاطعت الصمت الثقيل جيسي وهي تضع القهوة على الطاولة بينما تمسح وجهه يونا بالثلج
جيسي بهدوء: لقد اتصلت بموقع التصوير وحصلت على اجازة لكِ
لم ترد فخطر لجونى شيء ما وهو ينظر لها
جونى: فلنخرج معا بعد ان تفطرى
نظرت له باستغراب
بينما ترتسم ابتسامة غريبة على وجهه
***
انزلت الهاتف من على اذنها بينما عيناها العسلية تغيمان
وهى تتمتم: يونا مرة اخرى
***
وصلت السيارة الى منزل كبير وجميل وحديقة كبيرة وجميلة
نزل من السيارة بينما يفتح الباب الخلفى لتنزل فتاته الجميلة بشعرها الاسود وعيناها الشبه منتفخه
وهى تنظر للمنظر الجميل امامها
جيسي بهدوء: انا سأذهب
جونى بغضب: اصمتِ جيسي وادخلى ستجدين من ينتظرك فالداخل
دخلوا جميعا حيث كان فى استقابلهم ايزابيلا وريسا وريزا
وقفوا جميعا عند دخول جونى وجيسي ويونا
يونا باستغراب: ماذا تفعلون هنا
اخرجت ريسا ادوات التزيين بينما حملت شقيقتها التؤام التى تشببها تماما بشعرها الاخضر وعيناها الزرقاويين بعض الملابس
ريزا بسعادة: يجب ان نجعلك كأميرة قبل مقابلة اسرة حبيبك هذا امر مهم الانطباع الاول
يونا بهمس: الانطباع الاول هاا
بدأت ذاكرتها تعود للوراء عند اول انطباع لها
لكن قطع عليها دفع جونى لها منا الخلف لتدخل
دخلوا لاحدى الغرف
بينما قالت ايزابيلا لجيسي ان تأتى لتشرب معها بعض الشاى
***
بعد دقائق من الانتظار خرجت من الغرفة ترتدى تنورة وردية وكنزة قطنيه بدون اكمام بيضاء وكعب عالى ابيض
كانت تبدو فتنه فى شعرها الاسود الذي يناقض بشرتها البيضاء
ابتسم لها وهو يقف ويمسك يدها ويقول بمرح: اتريدين رؤية غرفتى
***
دخلوا لغرفة عادية جدا كغرفة اي شاب
لونها من الابيض والرمادى بمكتب وسرير وطاولة تزيين ودولاب للملابس
يونا بتفاجؤ: هذا مفاجيء
جونى باستغراب: ما المفاجيء؟!
يونا باستغراب: تبدوا كغرفة شاب
ضحك جونى وقال: هل ظننتي فتاة
يونا: لا لكنها بسيطة جدا
جونى: ربما لاننى لم اغيرها منذ الثانوية
يونا باستغراب: عندما يصبح الاشخاص مشهورين يغيرون حياتهم فجاءة
جونى : انا ضد هذا تماما فهذه حياتى الشخصية وانا احب ان اعيشها ببساطة
هذا منزلى وهذه غرفتى سواء كنت غنى او مشهور او ايا يكن
لماذا يجب ان ادعى شيئا ليس لي
نظر لها بابتسامة سرعان ماتلاشت وهو يرى دموعها تنزل علي خدها اقتربت منه ورمت نفسها فى احضانه
***
كانوا يشربون الشاى فى الحديقة بينما ريسا بثرثرتها المعتادة تتحدث دون توقف والبقية يغوصون فى افكارهم الخاصة
وربما افكارهم السلبية والشريرة التى لايستطيعون ان يخرجوها للخارج
ريزا بهدوء : هل هذه المرة الاولى لكِ هنا بيلا ؟!
ايزابيلا: لا انا اتى هنا غالبا
ريسا : كيف تبدو اسرة جونى
ايزابيلا بهدوء: لديه اخت واخ صغيرين لكنه لم يعلن عنهما فكلاهما لديه حياته المختلفه
ريزا باستغراب: مختلفة
ايزابيلا: دانيال فى المرحلة الثانوية وهو يمارس رياضة كرة الطائرة ويبدو انه يريد ان يستمر بها بعد التخرج
بينما لانا فى المرحلة الاعدادية تمارس الجودو وفنون القتال المختلفة وليست مهتمة بحياة الشهرة
ووالدين جونى ممتعين للغاية فوالدته العازفة الشهيرة ديالا اما والده فهو رجل اعمال ناجح
ريسا بتفاجؤ: واااو هذا مزيج غريب
اقترب جونى ويبدوا وجهه غريب وهو يقول: اصعدن لغرفتى يونا تريد التحدث معنا
وقفن الفتيات دون ان يتحدثن بسبب ملامح جونى الغامضة
***
خرجت من دورة المياه وهى تمسح دموعها وهى تقرر فى داخلها سوف تخبرهم بالحقيقة سوف تمسح ذاكرتها لسنوات وتنفض الغبار عن حب قديم للغاية
***
دخلت للمنزل وهى تمشى بهدوء لاتريد لاحد ان يراها
ثم فجاءة شاهدت سحابة من السواد والبياض امامها لتصرخ بقوة بينما تصرخ يونا بالمثل
دخل جونى بقوة ليرى مايجرى تلحقه الفتيات الاربع
نظر جونى بتفاجؤ للفتاة امامه زيها المدرسي مليء بالطين وممزق بينما شعرها الاشقر مشعث ووجهها مليء بالجروح ويدها مصابة تحمل بين يديها ثياب الجودو
تنهد جونى وقال بهدوء : تشاجرتى مرة اخرى
لانا بانزعاج: اليس لديك عمل اليوم ثم من هؤلاء
بدأ جونى بتعريف لانا على الفتيات ثم قال باسف: هذه ومع كل الاسف اختى الصغرى فى المرحلة الاعدادية فى السنة الثالثة وهى تتشاجر كثيرا مع الجامحين وفتيات الشوارع
يونا باستغراب: تتشاجرين اليس هذا سيء لكِ قد تصابين
لانا باستغراب: ما المهم فى ذلك لا اهتم سابدل ثيابى واذهب للنادى
ثم انسحبت من بينهم بينما قال جونى وهو ينظر للوجوه المصدومة امامه: نعم نعم لدى اخت مجنونة
قبل ان يعلقوا او يستوعبوا مايحدث قاطعهم صوت شاب مراهق يقول : اخى اليس لديك عمل اليوم
نظروا للشاب امامهم يحمل بين يديه كرة الطائرة ويرتدى زيه المدرسي ويديه بها اصابات من كثرة التدريب
جونى: دانيال الم تعد باكرا عادة تعود بعد مغيب الشمس
مسح دانيال شعره البنى لتظهر عيناه الزرقاء: جئت لاستحم وابدل ثيابي وساعود للتدريب بعد ذلك
نظر للمحيطين ثم قال : هناك حد لاحضار الفتيات للمنزل
جونى بصوت عالى: هل انت احمق انهن زميلاتى فالعمل وهذه يونا
نظر لها باستغراب وحرك رأسه للجهة اليمنى وقال: يونا؟!
جونى باستغراب: الا تعرفها؟!
نظر لها اكثر وقال: مديرة اعمالك؟!
تفاجئن الفتيات وقالت ريسا: انها يونا الممثلة الشهيرة الا تشاهد افلامها او على الاقل افلام اخوك التى ظهرت بها
قال بهدوء: اممم لا انا لا اشاهد التلفاز
حيا يونا برأسه واعتذر منهم وقال: ساذهب لابدل ثيابى
جونى بهدوء بعد مغادرة دانيال: لاتعليق من فضلكم
ضحكت يونا بهدوء وقالت: من اللطيف رؤية اشقاءك وهم مختلفين عنك
جونى بابتسامة: من الجيد ان مزاجك تغير
قالت بجدية : لن اقابل والديك حتى اخبرك بما لدى لا اخبركم جميعا
نظروا لها باستغراب وفضول وخوف ربما
***
جونى بهدوء: هاقد وصلنا لغرفتى ولن يدخل احد هنا ولن يسمعنا احد
جيسي بقلق: ان كان امرا مهما ايجب فعلا علينا سماعه
ضربتها ريسا وهي تقول بفضول: تحدثي يونا
اخذت يونا نفس عميق وقالت بتوتر: السبب الذي يمنعني من ان اتزوجك جونى هو هو ..
صمت بقلق وهى تنظر ليدها بينما حفزها جونى وقال: ماهو؟
ايزابيلا: اتحبين شخصا اخر؟!
هزت يونا رأسها سلبا
بينما قالت ريزا: هل لديك مرض ام انك لاتستطيعين الانجاب؟!
للمرة الثانية هزت رأسها سلبا
ريسا بحماس: هل انتِ خائفة من تغيير حياتك؟!
هزت رأسها سلبا
بينما شعرت جيسي بالقلق المفاجيء من الشيء الذي تفكر به فقالت بتوتر وقلق : ايعقل ان يكون السبب انك متزوجة بالفعل
تجمدت يونا بينما نظر الجميع لجيسي بصدمة وهم ينتظرون من يونا ان تنكر ماتقوله جيسي
جونى بتوتر: لا انتِ تمزحين صحيح
وقف ونزع يونا من مكانها وقال بغضب: قولى انها مزحة
يونا بخوف: استمع لى
جونى بغضب : لا اريد ان اسمع
اقتربت ايزابيلا وحاولت نزع يونا من بين يدي جونى الغاضب بينما جيسي وريسا وريزا يمسكن بيونا محاولين جذبها بعيد عن جونى وغضبه الهادر
ايزابيلا بغضب: كيف اخفيتِ هذا عن الجميع واين زوجك هذا؟!
يونا بخوف وهي تشعر بذراعها تتكسر تحت يديه: لا اعرف
هدأ الجميع ونظروا لها بصدمة حتى ان جونى ترك يدها دون ان يشعر
ريسا باستغراب: كيف ؟!
يونا بالم وهى تمسك يدها: لم اره منذ اربع سنوات
جونى باستغراب : اهذه علاقة متزوجين
يونا: نحن منفصلين وطلبت منه الطلاق لكنه لم يجبني للان
ريزا: اذن ببساطة انفصلتي عنه منذ اربع سنوات وطلبتِ الطلاق ولكن لم تحصلى عليه لماذا اذن لم تلاحقيه
يونا : لانى لم اهتم كثيرا بالارتباط ابدا حتى ظهر جونى
جونى بانزعاج: احقا لم تريه او تعرفى عنه شيئا منذ ذلك الوقت
يونا : صدقني انها الحقيقة
جونى ببرود: لما يجب ان اصدقك
قالها وخرج بينما جلست يونا تدعك يدها بالم
لحقت ايزابيلا بجونى فورا
بينما امسكت جيسي بيونا وقالت: فلنعد للمنزل هيا
وقفن الفتيات الاربع وخرجن عائدات لمنازلهم يلفهم الصدمة والحزن والالم والاستغراب والمفاجأه
****
حمل كيفن بناته النائمات ووضعهم فى اسرتهم
وخرج ليعود للطابق الاول حيث كانوا يجلسون عند المدفئة
بجوارها اريكة بيضاء وكرسي هزاز خشبي وسجادة وردية
ودولاب زجاجى وضع به بعض الكؤؤس والاطباق
وبعض ارفف الكتب حيث وضعت روايات الاطفال
حمل الكتاب الذي على الارض ووضعه فى الرف
ونظر للغرفة المبعثرة قليلا وبدأ فى ترتيبها
ان نظرت لها بتلك الطريقة ستظن ان ذوقا غريبا او سيئا يملكه صاحب المنزل ولكن على العكس كان هذا ذوق بناته اللواتى اخترن الوانهم المفضلة للمنزل من اللون الابيض لايميليا والوردى لكاميليا
حتى غرفته لم تخلوا من هذين اللونين
انها ترتيبه واطفأ المدفئة ودخل لغرفة المقابلة لغرفة بناته ونام وهو يفكر فى سيرينا وعرضها عليه
***
انتهت من تبديل ثيابها بآليه تماما لم تبكى او تحزن لانها بكل بساطة مرتاحة انها من تخدعهم نامت وهى تمنع نفسها من البكاء
عادت بذاكرتها للوراء وهي تتذكر ماضيها الحزين
والخمس سنوات الماضية من حياتها
فهل ستعود للقاءه من جديد
***
زوج يونا الغامض من هو ؟! وهل سيكون له تأثير على علاقة يونا وجونى؟!

التوليب الاحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن