التوليب الاحمر

البتلة العاشرة (قطرات الماضى تتساقط من السماء)

كان الجميع متوتراً وقلقاً
كانت قطرات العرق تتساقط على ارضية الملعب بينما هتفات المشاهدين تختفى فى الهواء
القلق والرهبة والحماسة والتعب يسيطر على اللاعبين سواء من فريق كيتاكورا او الفريق الخصم
وصلت مباراتنا لنهايتها والفريقان وصلا لنقطة الديوس
(الديوس هي مرحلة عندما يتعادل الفريقان فى النقطة قبل الاخيرة {24} فعند هذه النقطة اول من يحرز نقطتين متتاليتان هو من يفوز اما ان احزر كلا الفريقان نقطة واحدة فيجب ان تستمر المباراة الى ان يحزر احد الفريقان نقطتين متتاليتان )
كان فريق كيتاكورا يخسر فالفريق الاخر احزر نقطة وتبقى نقطة واحدة
ريسا بقلق: انهم يخسرون
ريزا: لقد انتهى امرهم
يونا: يا الهى
اخذ كيفن نفس عميقا ثم صرخ مما جعل الجميع ينظرون له باستغراب: هييي دانيال ماذا جرى لك ؟! انت النجم حرك قدميك ، واين الليبرو يجب ان تبقى تحت الارض؟!
هيي لاعبون الجناح الايسر مابالكم لاتتحركون ، والجناح الايمن كفوا عن الحركة فى اماكن غير اماكنكم
نظر جميع اللاعبين لمدربهم ثم بدؤا يتذكرون قبل مباراتهم عندما اجتمع مدربهم بهم واخبرهم انها مبارته الاخيرة له كما هى لهم لذلك لن يخسروا
دانيال بصراخ: جميعا تبقى نقطتان فقط
امسكت كاميليا المخروط وصرخت: تبقى نقطتان فقط ، تبقى نقطتان فقط
نظرت لها لونا ثم صرخت: تبقى نقطتان فقط
فجاءة بدأ الجميع بالتشجيع والصراخ
وفى لحظات رفع احد اللاعبين الكرة وقام دانيال بضربها للجهة الاخرى
دانيال بصراخ: اسقطتِ
سقطت الكرة على الارض وفجاءة بدأ الناس يصرخون بعد لحظة صمت ثقيلة
دانيال بصراخ: تبقى نقطة واحدة
اللاعبين: اجل
***
اغلق دانيال حقيبته ثم خرج يتبعه زملائه
فى نهاية الممر شاهد مدربه واسرته
اقتربت والدته واحتضنته بقوة وقالت: مبااارك فوزك يا عزيزى
سقطت دموع دانيال وهو يحتضن والدته
بينما دموع بقية اللاعبين تنهمر من اعينهم
ابتسم كيفن وقال: لقد احسنتم يا شباب لقد تأهلتم للبطولة
دانيال بابتسامة باكية: ايها المدرب للاسف هذه لن تكون المباراة الاخيرة لك
كيفن بابتسامة: أنتم بالفعل مجرمون
ضحك دانيال واقترب واحتضن كيفن ثم قفز عليه البقية واحتضنوه
جونى باستغراب: ستستقيل يا كيفن ، لماذا ؟!
كيفن بابتسامة: اجل فى الواقع اعتقد اننى لن اجد الوقت الكافى مستقبليلا لذلك ، يا اولاد منذ اليوم ستعتمدون على انفسكم انها فرصتكم الاخيرة لاتجعلوها ذكرى سيئة
الجميع: اجل ايها المدرب
والد جونى: بمناسبة هذا النصر يجب ان نحتفل على حسابي
اللاعبين: اجل
***
بعد ان انتهت الحفلة عاد الكل لمنزله
بينما اتجه كيفن للبحر ووقف وهو يشعر انه مخنوق يريد ان ينسي ماضيه ان يسامح وكيف يسامح وحياته مرت بالكثير من الآلآم
***
نعود لاكثر من عشرين سنة
عندما كان كيفن فى الثامنة من عمره
واخته فى الثالثة عشرة بينما لوسيان الصغير كان فى عامه الاول
انفصلا والديه وكانت نفسيتهم جميعا فى الحضيض
بينما اختارت لورين ان تذهب مع والدها المريض لرعايته واخذ اخوتها ايضا معها
اختار كيفن ان يذهب مع والدته لكى لايتركها وحدها
ومنذ ذلك الوقت تفرقوا حيث ذهب والده واخوته للريف بقوا هم فى المدينة وتفرقوا.....!
وكانت هذه الصدمة الاولى فى حياته
توالت الصدمات حيث عملت والدته ليل نهار حتى توفر له لقمة العيش حتى وجدت طريقها فى عالم التمثيل فى البداية كانت ادواراً بسيطة وثانوية فلن تشتهر وبقيت معه
ثم بعد مرور فترة من الوقت غادرت المنزل وادعت انها لاتستطيع ان تبقى فى الشقة الصغيرة والمدينة الرجعية
فرحلت وتركته وحيداً
***
قبل ثلاثة عشر عاما
اليوم هو اليوم الاول فى المرحلة الثانوية
لم يهتم كثيرا بالمدرسة فلطالما كان الجامح الباحث عن المشاكل فعينيه السوداوين الحادتين وشعره الاسود الذى يصل لاخر رقبته يعطيك جواً من الخوف والرهبة
كان يُخرج غضبه عن طريق الشجارات والضرب لذلك ناسبه كثيرا مظهره
-كيفن صباح الخير ، كيف كانت عطلتك الصيفية؟!
كيفن ببرود: لاشيء مهم
-بارد كالعادة
-هل رأيتِ انه ذلك الفتى الجامح
-يالهى انه فى مدرستنا اريد العودة لمنزلى قد يحطمني
- الوحوش امثاله يجب ان يتعفنوا فى السجون
***
فى نفس العام بعد مرور نصف سنة
نظر لطاولته فى الصف ووجد عليها زهرة وردية اللون