البتلة السادسة

75 2 0
                                    

استيقظ بانزعاج وهو يزيح الستائر عن النافذة الصباح الذى كان يستيقظ له بنشاط اصبح يكرهه الان
ويستيقظ له بكل خمول
اغمض عينيه يسترجع الاحداث الاخيرة مر شهر كانت تضايقه فيه يولاندا بكل السبل تظهر اوقات الغداء لتتناول الطعام ثم تلعب مع الفتيات قليلا وبعد ذلك تغادر لعملها
اليس الفنانون ينشغلون عادة فى اعمالهم اهم بهذا الفراغ
كان يشعر بالانزعاج الكثير منه وهى تعود لتضايقه يعلم جيدا مهاراتها فى المطاردة فلطالما كانت كذلك تطارده عندما لايريد رؤيتها وتعرف كيف تدخل له من اعمق ثغراته
بدأ مهمته الروتينية لكن اليوم مختلف فاليوم هو العطلة
وقد وعد طفلتيه باخذهم الى حديقة الحيوان المكان المفضل لهم
بدأ باعداد طعام الغداء اولا وتجهيز ماسيأخذه معهم
ثم صعد لايقاظ فتياته وجعلهم يرتدون ملابسهم
ارتدت كاميليا بنطال ازرق وكنزة باكمام عريضة وقصيرة لونها وردى ( الكات العريض)
اما ايميليا فقد ارتدت كأختها باختلاف لون الكنزة بيضاء
كان يرتب شعر ايميليا على شكل اذنين الارنب كما تحب عادة
اما كاميليا فقد اقتربت من والدها تحمل بين يديها مجلة
نظر لمجله الموضة باستغراب وقال: كيف حصلتِ عليها كامى
كاميليا بخجل: تركتها خالتى يونا هنا
انزعج من تذكرها وهى التى لاتغيب عن باله
اشارت كاميليا لاحدى الفتيات الصغيرات: بابا اريد شعرى مثل هذا
نظر للمجلة قليلا كانت تسرحيه معقدة على شخص مثله لكنه سيحاول لكى لاتحزن ابنته
***
كان يريد التحدث معه لكنه شعر انه ان ذهب وحده فسيكون محرجا خصوصا ان اخر مرة كانوا هناك طردهم ببعض اللباقة والمرة التى تسبقها طردهم بدون لباقة
لكن الان يونا ليست هنا سيتحدث معه بكل هدوء ليعلم سبب تحذيراته له فى كل مرة يراه
نظر للفتاتان فى الخلف وقال: شكرا لمجيئكما معى لم اكن لاذهب لو كنت وحدى
ريسا بابتسامة: لابأس فنحن نريد ان نفهم قصده بما ان يونا لديها مزاج عصبي مؤخرا
عاد لذاكرته للوراء وبتذكر يونا فى الشهر الاخير لقد كافحت لتنال ثقة الطفلتين واحتمال كيفن وغضبه وكرهه لها وغير ان دورها فى المسلسل دورا معقدا حيث ستصبح مجنونة فى منتصف المسلسل لذلك يجب ان تبذل جهدها حتى تنال اعجاب المخرج والنقاد وهذه الضغوط جعلتها عصبية بشكل كبير وهذا ماساعده قليلا حيث ابتعدوا عن بعضهم قليلا للتفكير فى علاقتهم جيدا
مبدئيا ذهب لاخيه وتحدث معه ليعرف شخصية كيفن
وكانت نقيض ماتذكره يونا
لطيف هادي حازم فى بعض الاحيان نادرا مايغضب يحب فتياته ويلتزم بالمواعيد
فاين الوحش القاسي الذي تتكلم عنه لكنه قرر سيعرفه بنفسه ويقرر
حتى ان انتهت علاقته بيونا بالزواج فهو يجب ان يحصل على علاقة طيبه مع كيفن لان كيفن والد اخوة ابناءه
وصل للمنزل ونزل للباب الرئيسي
ضغك على الجرس ولم يصله سوى بكاء عالى لطفلة من الداخل
شعروا بالقلق هل الطفلة وحدها فى المنزل ؟! هل تأذت؟! هل سقطت ؟!
طرق الباب عدة مرات قبل ان يصله الصوت المنزعج يطلب منه الانتظار
فتح الباب ليرى امامه كيفن بقميصه الاسود المفتوح ليظهر كنزة بيضاء وبنطال اسود قصير يصل لبعد ركبته بقليل
كان الانزعاج ثم التفاجؤ والادراك يظهران عليه
مالبث ان مد يديه وامسك بيدي ريسا وقال بابتسامة: منقذتى
نظروا له باستغراب قبل ان يسحب ريسا خلفه وهو يطلب منهم الدخول
تجاوز الصالة والمطبخ وهو يصعد الدرج ليدخل للغرفة التى امتزجت الوانها مابين الوردى والابيض
حيث كانت كاميليا تبكى وهى تمسك بشعرها من الجهتين
وايميليا تضع يدها بملل فى اذنيها من بكاء اختها الغير مبرر فى نظرها
امسك كيفن بالمجلة التى على الارض وقال بخيبة امل: انها تريد ان اصنع لها مثل هذه لكنى لم انجح مهما حاولت
نظرت ريسا للمجلة ثم عادت بنظرها للطفلة واقتربت منها وقالت وهى تمسك المشط وتهزه كساحرة: هل تستطيع ساحرة الشعر ان ترتب لكِ شعرك ايتها الاميرة
نظرت لها كاميليا ثم قفزت عليها وهى تمسح دموعها: اجل اجل ساحرة الشعر اريد شعرا جميلا
ابتسمت ريسا بينما امسكت ريزا بالمناديل وهى تمسح وجه كاميليا وتوبخها لبكائها لاجل سبب كهذا
على الجهة الاخرى كان قد صدم عند دخوله الغرفة
كانت احدى جدران الغرفة بيضاء وعليها رسومات ارانب صغيرة فى كل مكان لم تكن متقنه الصنع فاستنتج ان من رسمها هى ايميليا بجوار الحائط كان يوجد سرير بمفرش ابيض طفولى وارانب صغيرة هذا غير الدمى المحشوة
والالعاب التى تملأ الصناديق
فالجهة المقابلة كان هناك سرير اخر ذو مفرش وردى مزركش وحائط ابيض عليه مئات الزهور التى كما يبدو رسمتها كاميليا يفصل السريرين سجادة بيضاء ووردية ونافذة بستائر بيضاء وبجوار الباب يوجد دولاب ابيض ووردى
اغلق عينيه وهو يتخيل كيفن وهو يدهن الغرفة مع بناته ثم يذهبون للسوق لاختيار الاثاث
لم يبدوا كأب قاسي ابدا
قاطع افكاره تنهد كيفن المرتاح لكون ابنته توقفت عن البكاء
همس لنفسه: ليس قاسي ابدا
نظر كيفن لجونى وبدا كما لو كان تذكره للتو
اشار جونى برأسه لكيفن للخارج فخرجا معا تاركين الفتيات منغمسين فى عملهم
دخل المطبخ والذى ككل البيت لم يخلوا من اللونين الوردى والابيض
جونى باستغراب: يالا التزاحم الانثوى الغريب
ابتسم كيفن وقال: عندما تصبح ابا لفتاة لن تستغرب هذا
جلس جونى على كرسي امام الطاولة ثم قال وهو يرى علب الطعام والحقائب
جونى: هل ستخرجون ؟!
كيفن بابتسامة وهو يضع كوباين الشاى امام جونى وامامه ويجلس مقابلا جونى: اجل اصرا كامى وايمي على زيارة حديقة الحيوان كأخر شيء يريدون فعله قبل تخرجهم من الروضة
سعل جونى وابعد الكوب عنه بينما نظر له كيفن باستغراب : ماذا
جونى بتلعثم وهو يسعل: التخرج..بسرعة
كيفن بابتسامة : الاطفال يكبرون بسرعة قبل ان نلاحظ
خصوصا الفتيات
جونى بتفاجؤ: معك حق لقد تفاجئت سيصبحون فى الابتدائية فى الربيع القادم اردف بابتسامة حانية: لديهم غرفة جميلة فكرة رائعه ان تتركهم يدهنون غرفهم بنفسهم
كيفن بابتسامة: اه تلك فى الواقع لقد انتقلوا لها السنة الماضية فقط لقد كانوا ينامون معى حتى بلغوا الرابعه ثم فاجئونى بكونهم يريدون ان يصبحوا كبار وينامون وحدهم لكنى كنت اعرف انهما خائفتان لكنهما صمدتا اسبوع كامل
لذلك قررت ان احترم شجاعتهم واحول الغرفة لمملكتهم الخاصة حتى لايشعرون بالوحدة لكن انتهى بى الحال بشعورى انا بالوحدة "صمت قليلا ثم قال: اسف انا ثرثار للغاية عندما يصل الامر لاطفالى
جونى بابتسامة: لا هذا يساعدنى " صمت قليلا ثم اكمل وهو يرى استغراب كيفن" فى الواقع من كلام يونا عنك ظننتك وحش ذو مخالب و....قاطعه ضحك كيفن المكتوم ليزداد وسامة بضحكته
كيفن بضحك: وحش ذو مخالب اذن لاخبرك سرا اعتادت تلك الفتاة ان تكون عجوزا شمطاء تظهر فى احلامى عندما اقوم بشيء خاطىء
ضحك جونى بقوة وهو يقول: هذا يشبه دورها فى المسلسل
ثم اردف بهدوء: انه غريب يفترض انك منافسى فى الحب وان تكون عدوى لكنى رغم ذلك لسه اكرهك او غاضبا منك
كيفن بملل : هل نحن اطفال لست منافسا لك او ايا ماتقول انا فقط زوجها لاشيء اخر
جونى بالم: وهل تظن كلمة زوجها بسيطة لقد صدمت عندما اخبرتنى
كيفن: هذا ماهو عليه الامر لكن رغم ذلك ستبقى تحبها رغم انى لا انصحك بذلك
جونى بحذر: لماذا
كيفن بجدية: لانى سابقى زوجها
جونى بانزعاج: اذن انت تحبها رغم كل شيء
كيفن بانزعاج: لاتفهم الامر بشكل خاطئ انا قلق عليك فقط
جونى بجدية: وهذا ماجئت لاعرفه لماذا تنصحني بتلك الطريقة
كيفن بهدوء وهو يتنهد ليطرد كل المه: يولاندا من النوع الطماع تريد كل شيء الشهرة والمجد والقوة والجمال وكلما زادت طموحاتها زاد طمعها لقد تخلت عنى ببساطة لاجل الشهرة والمعجبين فلا اظن انها ستتمسك بك سيظهر شخص اخر اكثر وسامة اكثر غنى اكثر شهرة منك ستتركك وتتجه له
جونى باستنكار: كلامك غريب رغم ان يونا لا تبدو كذلك كما انك اكثر وسامة منى
ابتسم كيفن وقال: الان ابدو هكذا لكنى فى وقت مضى لم اكن سوى شاب قبيح وقاسي
جونى باستغراب: بالنظر لايميليا لا اظنك قبيح فهى تشبهك كثيرا
كيفن بابتسامة: ربما لكنى تغيرت لم اعد مراهق اصبحت رجلا لذا لا استبعد ان تعود لى مرة اخرى لكنها تعلم انا لا اريد لزوجتى ان تكون ممثلة لذا لن تأتى لي
جونى باستغراب : لاتريدها ان تكون ممثلة
كيفن: ليس التمثيل نفسه ما ارفضه بل مايتبعه من افعال
فقد يكون عالما كريستاليا جميلا لكن بالطبع ستنشغل عن اسرتك ستضطر لتحمل مطاردات المعجبين المجانين وربما المخرجين المنحرفين
جونى بهدوء: اتفهم ماتقول لكن ايعقل ان رفضك لعمل يونا هو كونك خائف عليها
نظر له بنظره زلزت كيان جونى انه يعرفها تماما انه عندما تفتضح صديقك المقرب او اخوك الصغير وتعرف انه واقع فى الحب هذا الرجل لايحب يونا فقط بل يعشقها
اخفى كيفن مشاعره ثانية وقال ببرود: انا فقط قلق لانها والدة طفلتيّ
كذبك لم يعد ينطلى على لكنى لن اخسر لاننى ايضا واقع فى الحب
جونى بحذر: اذن اهذا سبب انفصالكم
كيفن بالم: لا لقد خيرتها بيني وبين التمثيل وتعلم خيارها
اتعلم نحن لم نفكر فى انجاب اطفال لقد كانت غلطة لقد كنا فى ذلك الوقت فقراء ولم يكن منزلنا كما يبدو الان بل كان رخيصا فى الواقع بسبب خامات البناء السيئة كان الشتاء قاسيا حيث يتسرب الماء من السطح
ولاتحمى المدفئة جسدنا من البرد فكيف بتربية طفل صغير
رفضته كثيرا وارادت اجهاضه ولكن حتى مال العمليه ليس معنا
فانجبته وهى حزينة وربما لم تحبهم ابدا ولكنى اذكر انها لم تكن تنام الا بعد ان تتأكد من انهم دافئين وعندما يبكون فى الليل تستيقظ وتغنى لهم وهى ترضعهم هى لم تكرههم لكنها لم تغرم بهم ايضا
جونى بقلق: اذن الفقر سبب انفصالكم ربما ارادت ان توفر لابنتاها حياة افضل لكن ماقصة ارسال الفتيات لجدتهم
كيفن : ااه هذا عندما قالت انها تريد ان تتركنى اخبرتها ان تربية الطفلتين وحدى امر صعب خصوصا انه ليس لدى خبرة مع الاطفال فقالت ان ارسلهم لوالدتها وهى ستتكفل بمصروفاتهم ربما هى ظنت طوال تلك الفترة انى قد ارسلتهم لها وكانت ترسل المال لوالدتها
ثم تنهد وقال: ان كان على ان اسال من اين جاءت شخصيتها الشيطانية فهى من والدتها
جونى باستغراب: انا لم افهم جيدا لكن لو كنت مكانك لما ارسلتهم لاى مكان لا ادرى كيف استطاعت ان تتخلى عنهم بسهولة
كيفن بهدوء: لم تثق فى قدرتها على التربية وظنت ان هذا كان للافضل اعتقد..
تنهد جونى وقال: لاافهم
وقف كيفن وتمتم: انت لاتريد ان تفهم ملخص الامور انها ستهرب وتتركك عندما تجد افضل منك وان انجبتم اطفال فهى ستهرب منهم وتتركهم ورغم ذلك الاتزال تحبها وتريدها
نظر له جونى بتحدى وقال: اجل
كيفن بانزعاج: غبي للغاية
ريزا: انوو لقد انهينا الاستعدادات
ظهرت الفتاتان بتسريحات شعر جديدة ولطيفة فابتسم جونى وكيفن لهما وقال كيفن : أهاتين الاميرتين طفلتىّ حقا
ابتسمت الفتاتان وتورد وجوههم بسعادة
حمل كيفن حقيبته السوداء الكبيرة والمليئة بالاغراض بينما ارتدت كلا من ايميليا وكاميليا حقائبهما التى تحتوى على اغراضهم المهمة والشخصية
كيفن بابتسامة: شكرا لكما اتمنى انهما لم تزعجانك
ريزا بابتسامة : لا ابدا اليس كذلك ريسا
كانت ريسا تحدق فى كيفن بشرود بينما استغرب الباقين صمتها
لوحت ريزا امام عيناها وهى تقول : هيي ريسا
افاقت من شرودها وقالت: عذرا ايمكنك ان تجلس؟!
جلس كيفن باستغراب فاقتربت ريسا وبعثرت شعره وهي تمرر يدها ذهابا وايابا داخل شعره
كان كيفن بل الجميع مستغربون ومنصدمون
ريسا بابتسامة: كما توقعت
نظر لها كيفن وشعره المبعثر اعطاه سنا اصغر من سنه: ماذا
ريسا: للوهلة الاولى يبدو كما لو كانت خامه شعر كاميليا وايميليا تشبه شعر يونا لكن بعد ان لمست شعوركم انتم الاربعة تيقنت انهما ورثتا الشعر منك فلهما نفس الخامة
اعاد كيفن ترتيب شعره وهو ينظر لتلك المجنونة فى نظره باستغراب فكلاهما لهما نفس العينين ولون الشعر فلا يهم مِن مَن ورثتا الوانهما
لكنه ابتسم رغم ذلك لهذه التى تظن انها اخترعت اختراع جديد وقال: لطالما ظننت انهما لاتشبهاننى
كانت الفتاتان من صرختا بقوة وقالتا معا : نحن نشبه بابا
ابتسم كيفن بسعادة لهما وقال : نعم
ثم وقف وقال: هيا بنا نذهب
وقف الجميع استعداداً للمغادرة بينما قال كيفن: لما لا تأتون معنا بما انكم متفرغون
قبل ان يرد صرختا الفتاتان بسعادة فاضطروا الكبار الى ان يصغوا اليهم
***
فى مكان اخر بعيد عن مدينتا
وقفت سيدة فى منتصف الخمسينات فى غرفة الانتظار التى تعج بالضوضاء رغم كبر سنها الا انها كانت ذات ملامح شابة فشعرها الاسود بنساب على راسها وقد ربطته خلف رأسها وعيناها السوداوين الكحلتين تنظران للطائرات بشرود
طويلة ونحيفة وتبدو كما لو كانت صرفت الكثير لكى يبقى جسمها بهذا الشباب
اقتربت منها شابة اخرى لاتختلف ملامحها والوانها عنها : امى حان وقت الاقلاع
التفت المرأة وقالت بهدوء ورزانة كبار السن: بهذه السرعة الم يأخذوا ساعات فى الماضى
ابتسمت الشابة وشعرها القصير يداعب خديها المتوردتان: انه نفس الوقت لكنك لستِ شابة متعجلة الان
همهمت المرأة بكلمات غاضبة على وصف ابنتها لها بالعجوز بينما ضحكت الابنة وهى تجر والدتها لمجموعة لايختلفون فى ملامحهم والوانهم عنهما
***
- ايميليا سوف تسقطين حذارى
قالتها ريسا وهى تركض خلف ايميليا
ريزا بابتسامة لكاميليا التى تمسك يدها : اى الحيوانات تريدين ان ترى اولا كاميليا
كاميليا بابتسامة: الطيور هناك
ذهبتا لرؤية الطيور
بينما وقف جونى وكيفن والصمت يلفهما
جونى بهدوء: هل لابأس حقا ذهابنا معكم
كيفن بهدوء مماثل: اجل فانتم متفرغون على اى حال
ايميليا بصراخ: بابا اريد رؤية الارانب
كيفن بابتسامة حانية: اجل اجل لنذهب لرؤيتهم
***
جلست على الاريكة ولارغبة لديها فى الخروج او رؤية اي احد
الدور الذى تمثله يمثل لها تحدى فيجب ان تتقنه جيدا ان ارادت ان يكون بمثابة نقله لها
ستشتهر فى كافة البلاد بتلك الطريقة لكن لماذا حماستها عند بدء التمثيل اختفت الان
ما الذى تغير
همست لنفسها: هاا لقد قابلت كيفن
نعم لقد تركته منذ سنوات لانهم لم يكونوا سعداء ذهبت للبحث عن رحلتها الخاصة فى السعادة بينما هو استمر فى المشى بطريقه بعناد وفى النهاية
لقد كان اسعد منها حتى ظهرت فى حياته
ربما لو لم تظهر الان ماذا كان سيحدث؟!
كان سيتزوج سيرينا تلك وينجب منها اطفال ويكونون سعداء بدونها
بينما هى لاتجد السعادة
تنهدت وهى تنظر للنص ان الشخصية تشبهها فهل ستجن بنهاية المطاف؟!
***
ايميليا ببكاء: اريد رؤية الارانب
ريسا بابتسامة: سنراهم يا عزيزتى ولكن بعد الغداء
ايميليا بعند: لا اريد الان الان
ريزا باستغراب: الستِ جائعة ؟!
ايميليا بعناد: جائعة ولكنى اريد الارانب
كان كيفن يفرش مفرشا صغيرا على الارض ويضع الطعام على المفرش يساعده كيفن بينما كاميليا تراقب الزهور الوردية بجوارهم
انهى كيفن وضع الطعام: كاميليا ايميليا هيا لنأكل
ايميليا ببكاء: لا اريد
كيفن بحزم: ايميليا
سكتت ايميليا وهى ترى نظرة الحزم فى عيناى والدها
مسحت دموعها بكف يدها  واقتربت وجلست بجوار والدها بحزن
جونى بهمس فى اذن كيفن: أكان يجب ان تصرخ بها ؟!
كيفن بهمس مماثل: انت تفتقد للحزم والسيطرة الاسرية
ثم قال بصوت عالى: عند وضع الطعام يجب كلنا ان نأكل والا ستكون تلك اهانة للطعام الذى زرعه الفلاحين وتعب العمال فى توصيله لنا وتعبت انا فى تحضيره
ايميليا بصوت باكى طفولى: هل سيكون الطعام حزينا ان لم نأكله
كيفن: اجل
مد يديه ومسح خدها وقال: لقد صنعت كرات ارز على شكل ارانب كليها ثم لنذهب لرؤية الارانب
ابتسمت ايميليا وهي تمسح دموعها وقالت بصوت خجول: احبك بابا
كيفن بابتسامة: انا ايضا عزيزتى
كاميليا بغيرة: وانا وانا
كيفن بابتسامة: انا احبك ايضا اميرتى
ابتسمت كاميليا وحمرة الخجل تعلو خديها
وبدؤا فى تناول الطعام
ريزا بتفاجؤ: انت ماهر جدا كيفن لايبدو عليك
كيفن باستغراب : لايبدو على انا ادير مقهى
ريسا بصدمة: هل انت من اعد الحلوى ذلك اليوم
هز كيفن رأسه بصمت وقال: لقد تعلمت الطبخ فى الاعدادية لذلك لدى خبرة لابأس بها
جونى: انا لااجيد الطبخ مهما حاولت تعلمه
كيفن: رغم ان اختك الصغرى تجيده
جونى: هذا لان لونا لديها صف الطبخ فى المدرسة
لكنه انتبه لشيء وقال: كيف تعرف انها تجيد الطبخ
كيفن بدون اهتمام: لقد جاءت لرؤية التدريبات اكثر من مرة وكانت تحضر الطعام معها
همهم جونى بينما استرسلت الفتيات الاربع فى الكلام
***
بعد انتهاء الغداء دخلوا الى مربى الحيوانات حيث تستطيع ان تجلس مع الحيوانات وتطعمها وتحملها
دخلوا الى مربي الارانب وجلسن الفتيات فى انتظار احضار الارانب
ريسا بابتسامة: هذه اول مرة اقترب فيها من ارنب بهذا القدر
تفاجأت ايميليا وقالت: كيف استطعت العيش؟!
ضحك عليها الجميع وقال جونى: يبدو ان الارانب اهم عندك من الحياة كلها ايميليا
ايميليا بابتسامة: اجل لان الارانب بيضاء ولطيفة وناعمه وتأكل الجزر
ادخلت المدربة الارانب فصرخن الفتيات وهن يحملنها
ايميليا بسعادة: ريتشو لم ارك منذ زمن لقد كبرت
ريزا بضحك: هل اطلقت عليهم اسماء
كيفن بابتسامة: لقد كانت تلعب مع والدتهم عندما كانت حامل ووضعت امامهم لقد كان مشهدا لايُنسي بالنسبة لهما
جونى بابتسامة: هاا هذا سر حبهم للارانب اذن لكن الم يعرفوا ان هذا امر عادى لكل الحيوانات والبشر ايضا
كيفن بابتسامة: حاولت اخبارهم لكن لم يبدو انهم فهموا
ضحك جونى وقال: الاطفال بالفعل امر رائع "ثم انمحت ابتسامته وهو يقول : انا ايضا تمنيت ان يكون لى اطفال
نظر له كيفن ووضع يده على كتفه فى مواساة رغم انه اخر شخص يجب ان يواسيه
***
انتهى يومهم الطويل جدا وعادوا للمنزل
كان جونى يحمل ايميليا النائمة اما كيفن فحمل كاميليا والفتيات حملن الحقائب
جونى بتعب: الم يكن افضل لو ركبنا فى سيارتى بدل الذهاب باستخدام القطار
كيفن : طفلتيّ لم تركبا سيارة فى حياتهما لقد كانتا خائفتان
ريسا باستغراب: ما المخيف فى السيارة
ريزا : نيه كيفن لو ذهبت وحدك كيف كنت ستحمل الحقائب والطفلتين
كيفن: يحدث هذا الامر كثيرا احمل ايمى من الامام وكامى من الخلف واربطهن بحبل الاطفال واحمل الحقائب في يدي
ريسا بتعب: عندما رأيت عضلاتك ظننتك رياضى لكنى الان فهمت سبب هذه العضلات انه رفع الاثقال
جونى: صدقا كيفن عليك شراء سيارة ستحتاج اليها حتما
فتح كيفن الباب وهو يدخل وهم خلفه: فى الواقع فكرت بهذا عدة مرات لكنى لا اجيد القيادة وليس لدى الشجاعه للتدرب
وضع كامى فى السرير وبدأ يخلع عنها حذائها بينما فعل جونى المثل
جونى : استطيع مساعدتك ان اردت
اخرج كيفن ملابس من السرير واعطا لجونى ثياب بيضاء
نظر جونى للثياب طويلا ثم رفع رأسه لكيفن وقال ببلاهة: ماذا افعل بهذه
ضحك كيفن على رد فعله وقال: تغير ثياب ايمي
احمر خدى جونى وقال بسرعة: لا لا انا لم اغير ثياب طفلة من قبل انا لا اعرف كيف
ضحك كيفن بقوة وقال: ألست تريد ان تصبح اباً
جونى بتوتر: انه بعد سنوات من الان
كيفن بابتسامة: لما انت متوتر لايوجد امر صعب كل ماعليك فعله هو ان تلبسها ملابسها كما تفعل انت
جونى: اتقارن البالغين بالاطفال
كيفن: ارتداء الثياب نفسه للبالغين والاطفال قلدنى
بدأ كيفن يعمل المهمة التى اعتاد عليها فهذه ليست المرة الاولى ولا الاخيرة التى ينامان بها قبل تغيير ثيابهم
قلده جونى وهو يشعر بالخوف والرهبة كما لو كان سيكسرها فى اي لحظة
انهى المهمة الصعبة فى نظره وقال لكيفن بتوتر: اهذا جيد
ابتسم كيفن لتوتره الذى ذكره بنفسه: اجل غطها الان
ادخلوا الفتاتان تحت الفراش واغلقوا النور وخرجوا
جونى: من المذهل كون طفلتيك لايخافان الظلام لونا حتى بلوغها الثالثة عشرة كانت تنام وضوء غرفتها مشتعل
كيفن: كما اخبرتك سابقا لقد كانا ينامان معى فى غرفتى ولم اعلم حتى ان كانوا يخافون الظلام لكن يبدو انهم اعتادوا النوم هكذا
نزلوا للاسفل وسمعوا جلبه فى المطبخ
التفت لهم ريسا التى ترتدى مئزر المطبخ وتغسل الصحون: تأخرت
ريزا: أكنتم تحكون قصة قبل النوم قالتها ريزا وهي تفرغ محتويات الحقائب
كيفن باستغراب: اتركوهم استطيع انا القيام بهذا
هزت ريزا رأسها وقالت: لقد ذهبنا معكم لحديقة الحيوان وتناولنا الطعام دعنا نساعدك فى تنظيف الفوضى دعك من هذا اتأخذ هذا معك دوما
واشارت لحقائب الصغيرتين
جونى باستغراب: مابها
ريزا بابتسامة: منشفة وملابس اضافيه وغسول ومناديل
انت تبدو حريصا
كيفن: اه لقد نصحتني احدى الامهات بذلك
ريسا باستغراب: امهات؟!
هز كيفن رأسه وهو بتذكر: لقد خرجنا مرة وسكبت ايمي الطعام على ثيابها وكانت تبكى ولم اعرف كيف اتصرف وبدأ من حولى ينزعجون
لكن احدى الامهات تقدمت ونظفت ثيابها وجعلتها تضحك ثم اخبرتنى انى يجب ان احمل معى ثيابا ومناشف احتياطية لان الصغار كثيروا الحركة وسيسخون ثيابهم دوما لذلك على ان احمل مايكفى معى
ابتسمو جميعا ثم ضحكو بينما ينظر لهم كيفن بغيظ
جونى بضحك: اسف اسف لكنى لم استطع منع نفسي
انت تبدو كالام
كيفن بحنية: سوف اكون ابا واما وصديقا لطفلتي مدى الحياة
ضحكو مجددا على نبرته التى سمتها ريسا بالامومية بينما غضب كيفن عليهم
بعد فترة عادوا لمنازلهم
دخل كيفن لغرفة المعيشة ونظر لاكواب الشاى
متى كانت اخر مرة جلس فيها مع صديق بتلك الطريقة وضحكو وسخروا من بعضهم
صعد لغرفته وهمس لنفسه: لكن ايمكن ان اقول عن هؤلاء اصدقاء
***
اشخاص غريبون سينضمون لروايتنا من هم وما تأثيرهم على العلاقة المتشابكة بين ابطال روايتنا
يونا تواجه ضغطا عصبيا استتقن دورها ام انها ستفشل وتسقط وان حدث هذا من سيمد لها يد العون؟!
علاقة جونى وكيفن انسميها صداقة ام منافسان شريفان

التوليب الاحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن