صباح ذلك اليوم .. كانت تجلس بحياء في ذلك المنزل الكلاسيكي العريق
تتفقد جوانبه بعينيها اللتين تجوبان كل الأثاث المعتق الثمين
وجدرانه المزينة بلوحات رسمت على يد اشهر الفنانين لتزيد من جمال وفخامة هذا المنزل
صوت دب العصا على الأرض جعلها تثبت انظارها على ذلك الرجل العجوز وهو يهم بدخول الصالة التي تجلس فيها مع دونغهي الذي انتفض الى حيث جده ليساعده على الجلوس
وقفت باعتدال ليتفحصها بنظراته بينما انحنت باحترام وألقت تحيتها عليه
تكلم الجد بصوته الرخم : اهلاً بك يا ابنتي
ابتسمت بلطف كرد على ترحيبه بينما عادت لتجلس بجانب دونغهي
اضاف الجد بمرح ليخفف من توترها : إذاً انت هي الحسناء التي خطفت قلب حفيدي !
منذ أخبرني انه سيجلب فتاته ليقدمها لي وانا افكر من تكون هذه الفتاه التي تمكنت من تحمل شخص مثله وجعل قلبه القاسي يلين ..
ابتسمت بخفة بينما كشر دونغهي حاجبيه مدافعاً عن نفسه : ما الذي تقوله يا جدي !
الجد : هذا الشقي لن يعترف بذلك أبداً لكنه مزعج وصعب المراس ، من الجيد انه عثر أخيراً على فتاة تتحمل عجرفته وعناده ..
دونغهي بغيظ : أشك انها ستبقى معي مدة اطول بعد كلامك هذا !
ضحكت تيا بخفة لتعيد انظارهما الى ابتسامتها الرقيقه : لا عليك جدي ، يمكنني تحمل تصرفاته هذه مدة اطول
ضحك الجد برضى بينما عقد دونغهي حاجبيه ورمقها بنظرات وعيد لم تفهم مغزاها حتى تكلم بصوت محذر : كوني اكثر تهذيباً عندما تتحدثين مع جدي ..
وجلت للحظة من نظراته الحارقة لكن صوت الجد الثقيل أنقذها من نظراته المرعبة
الجد : وما شأنك انت بأسلوب حديثها معي ، من اللطيف ان اسمعها تناديني جدي بصوتها الرقيق ..
تيا بارتباك : اعتذر ان كنت قد تماديت ..
قاطعها الجد : لا تقلقي يا ابنتي ، خاطبيني كما تشائين
اعاد نظره الى دونغهي الذي يجلس متململاً في مكانه ليكلمه : ألن تعرف خطيبتك بجدتك ايها الفتى ، اسرع واحضر صورتها من غرفتينهض دونغهي بصمت ليجلب ما طلبه الجد منه وحالما خرج من الصالة أشار الجد لتيا بالاقتراب منه ففعلت
تكلم بنبرة عطوف : اعلم ان حفيدي ليس رجلاً سهلاً وانه يملك لساناً أحد من السيف قد يستمر بجرحك
لكن يا ابنتي لا تحكمي عليه من مظهره الخارجي
فهو بداخله لايزال يملك قلب طفل ، بسبب حياته البائسة التي قضاها يتعلم أساسيات العمل حتى يصبح الوريث لمنصب رئاسة مجموعتنا
لم يتسنى له منذ صغره ان يحظى بحياة طبيعية كبقية الأطفال من عمره
مما جعل طباعه حادة وجعله لا يجيد الانخراط مع الاخرين بسهولة ..
لقد ربي ليكون آلة مبرمجة على العمل فحسب ، وبذلك خسر كل المشاعر التي يحتاجها الانسان ..
لم يتعلم قط كيف يحب او حتى ان يكون صداقات او غيرها من العلاقات الاجتماعية
لهذا ستجدينه وحيداً دائماً ، لكنه بسبب غروره وعناده لن يظهر كل ذلك الألم الذي في داخله ..تنهد بقلة حيلة قبل ان يتابع : بسببي ، بسبب الشركة والأموال ، عاش حفيداي حياة لا يحسدان عليها
نشأ كلاهما في ظل الكراهية والصراع على الإرث والاهمال ، بعيداً عن القيم الانسانية ..
لذلك ، ان كنتما ستتمان هذا الأمر ، ارجو منك ان تحاولي استيعاب جموده وتحمل اسلوبه القاسي لانه لم يتعلم كيف يكون لطيفاً
لكنني اثق انه اذا ما وجد من يحبه ويهتم له سيلين ويصبح الرجل الذي تحلم به اي فتاة
انه فقط يحتاج الى القليل من الصبر ليتعلم كيف يكون انساناً محباً ومحبوباً ..
أنت تقرأ
" وريث القلب "
Fanfictionامتلكتُ كل شيء لم احتج لأحد طوالَ حياتي اعتمدتُ على نفسي وقعت ونهضتُ من جديد تألمت وتحطمت كثيراً لكنني بقيتُ صامداً الى ان قابلتكَ حينها تجاهلتُ كل ما اشعر به لكنني وجدتُ نفسي انجرف اليك رغماً عني لـ يصبح هدف ان ارث قلبك ليصبح ملكاً لي لأصبحَ ال...