Part 15

777 90 45
                                    

نائمه بهدوء بين احضان سريرها الدافئ الذي اشتاقت اليه
قطبت حاجبيها بأنزعاج حين داعبتها تلك الخيوط الذهبيه التي تسللت من خلف الستاره
فتحت عينيها بعد ان شعرت بأن احدى يديها مقيده ونظرت الى ذلك القابع عندها يمسك بأحدى يديها موضوعه بقرب يسار صدرها عند ذلك الذي ينبض بجنون لمجرد ذكر اول حرفٍ من اسمه
اغمضت عينيها لتعود اليها ذكرى الليله الماضيه

" بعد ان خرج الجد من الغرفه نظر اليها كيوهيون بهدوء ليلاحظ تلك القطرات الساخنه التي اخذت مجراها على خديها جلس على حافة السرير ممسكا بيدها يطبطب
عليها بحنان لتتكلم بصوتٍ مبحوح : ارجوك لا تتركني وحيده .. ارجوك
رد بحنان وهو يمسح على شعرها : لن اترككِ ابدا اعدك ..
هكذا انقضت تلك الليله حيث نام الى جانبها مخففا ذلك الفراغ الذي خلفه رحيل والدتها واهمال والدها لها .."

فتحت عينيها تنظر اليه بحزن ابتلعت غصتها لتهمس : اسفه لأنني سببت لك الالم .. انا لا استحق منك هذا الاهتمام
تتهدت بحزن لتنهض وتعدل طريقة نومه ليرتاح ولو قليلا
نزلت الى الاسفل لتجد الجد يجلس في غرفة الاستقبال يقرأ جريدة الصباح مع كأس من الشاي
ابتسمت لتتسلل بهدوء من خلفه وانقضت عليه لتعانقه
الجد وهو يقلب الجريده : ايتها المشاكسه ماذا تفعلين
أون هي وهي تعانقه : اردت ان اقول صباح الخير لاجمل جد في العالم
لتقبله من خده وتجلس على الطاوله الموضوعه امامه
الجد :هل انتِ بخير صغيرتي؟
اون هي وهي تضع يدها فوق يده : لا تقلق جدي سأكون بخير ما دمت معي
ابتسم الجد براحه رغم المها وتشوهات قلبها لكنها تبقى مبتسمه
اردفت بدلال : انا اشعر بالجوع الشديد متى سنأكل ؟
في هذه الاثناء نزل كيوهيون بفزع بعد ان استيقظ ولم يجدها ، فتنهد براحه بعد ان شاهدها تجلس مع الجد .

مضت الايام هادئة بعد تلك الحادثة ، كعادته كل ما يشغل نفسه به هو العمل
هذه الليلة ألقى بجسده على الأريكة من فرط تعبه وبيده يمسك بعض الأوراق
استمر بدراستها رغم ثقل جفنيه وخمول انفاسه
ومن بعيد كانت تلك الفتاة تراقبه بإشفاق على حاله ، لا يرحم نفسه أبداً ولا يكف عن العمل حتى وهو بهذا الإرهاق !
تنهدت بقلة حيله وعادت الى المطبخ لتحضر له شيئاً قد ينعش قلبه وجسده
حضرت له عصير الفواكه الطبيعي ووضعت بجانبه بعض الحلوى ورتبتها بمظهر متناسق ثم ذهبت بها اليه
وجدته قد استسلم للنوم أخيراً ، يده التي تحمل الأوراق قد سقطت على الأرض بينما يده الأخرى تحت رأسه الذي يواجه السقف
وضعت ما بيدها على المنضدة واحضرت له غطاءاً لتضعه عليه بلطف حتى لا توقظه
انحنت أرضاً وأخذت الأوراق من يده بهدوء ووضعتها جانباً ثم رفعت كفه لتضعها على صدره الذي يرتفع ويهبط بتوازِِ مع انفاسه

تركت يدها على كفه وهي تحدق بملامحه النائمة بهيام مطلق
علاقتهما المتصحرة هذه تتخللها بعض الأمطار الموسمية التي تبلل روحها بالحب
ثم تعود لترسوا سفنهم في خلجان الهدوء ، وما بين زلزال وامطار يترنح قلبها بمشاعر متفاوتة تتطرف بها اليه ...

" وريث القلب "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن