Part 24

725 95 33
                                    

" ما هو اشد قسوة في هذه الحياة من ان تفقد من تحب او ان يخونك من احببته بصدق وحاربت الدنيا لاجله ايهما ، اشد الما خسارة روحك ام قلبك الصادق ..."

جلس أرضاً وبيده زجاجة الشراب ، حدق طويلاً في شاهد القبر الذي امامه ولا يصدر منه سوى صوت انفاسه المرهقة
يشعر ان العالم بأكمله قد تحالف ضده ليعفره في التراب
انه منهك ، سئم هذه الحياة التي قضاها يجري لاهثاً وراء سراب
سئم حياته المشبعة بالطمع والغدر والكراهيه ، سئم حتى نفسه
كيف يلومها وهو لم يكن سوى نسخة طبق الأصل عنها ؟
لا يمكنه انكار حقيقة انه بدأ علاقته بها منذ البداية لتحقيق غاياته أيضاً
وهذا يجعلهما معا محصورين في دائرة الاتهام بحقيقة انهما كانا يجريان خلف مصالحهما الخاصة ..

تنهد بتعب ، ليس ذنبها هو ما يزيد من الثقل على صدره
لكن حقيقة انه احبها لبراءتها ، لانه ظنها احبته بسواده الحالك
فكيف يقنع قلبه الان ان كل ذلك لم يكن سوى تظاهرا ً وانه وقع في حب اوهامه !
اخذ الرشفة الأخيره من شرابه قبل ان يبتسم باستهزاء من نفسه
كان دائماً يتسم بثقته بنفسه ؛ ظن انه ذكي كفاية وان لا شيء ينسل من بين يديه
لكنها تمكنت من اللعب به وخدعته وهو كالأحمق
الان فقط فهم سبب تحملها له كل ذلك الوقت ، السبب الذي ارهق عقله وهو يفكر كيف لها ان لا تعترض على قسوته
لكنها كذبت بادعائها انها تحبه ، وما كانت تبطنه كان اكبر بكثير ..!

بينما عند كيوهيون واون هي كانا يبحثان عنه في كل مكان لكن دون اي جدوى كأن الارض انشقت وابتلعته دون اي اثر ذكر له
عضت شفتيها السفلى بغيظ مغمضة عينيها تحاول ان تفكر في مكان قد يذهب اليه ، لكن اين عسى ان يكون ذلك المكان ...
نظرت الى كيوهيون بفراغ لا تعلم ما تقول او ماذا تفعل
تشعر بالعجز وان جميع ابواب الدنيا قد اغلقت في وجهها
اقترب منها ليحيطها بين احضانه عله يكون المكان الذي يريحها من ظلم هذه الحياة وقسوتها
تكلم بصوته الدافئ : دعينا نذهب الى منزله ربما يكون قد عاد اليه
اومأت بالموافقه دون اعتراض لـ يغادرا الى منزل دونغهي
طوال الطريق كانت صامته تنظر من المرأة الى الشوارع والمحال المناره
تجتاح عقلها ذكريات من الماضي قد عفى عنها الزمن وطوتها السنوات
حين كانا طفلان صغيران يلعبان ويضحكان رغم ان والدة دونغهي كانت قاسيه لكن والدتها كانت تعوضهما عن كل تلك القسوه ابتسمت بانكسار لتلك الذكرى التي داهمت عقلها لتنطق بصوت يكاد ان يكون مسموعا : ليتنا نعود اطفالا صغار ...

ما ان وصلا الى حيث شقة دونغهي حتى صعدا الى حيث يسكن كانت تدعوا بداخلها ان يكون موجودا
عندما وصلا اليها وجدا الباب مفتوحا فدخلا مباشرة
كانت الشقه هادئه لا صوت فيها الا انين احدهم بصوت خافت
ما ان دخلا حتى وجدا تيا تكور نفسها باحدى الزوايا وتجهش بالبكاء
رفعت رأسها قليلا بعد ان احست بوجود احدهم لتحدق بهم
كانت حالتها مزريه ، شعرها المبعثر وعيناها المنتفختان من البكاء و وجهها شاحب من الحزن
نهضت بتعب لتنطق بصعوبه : هل وجدتماه؟ ارجوكما قولا انكما وجدتماه !
هز كيوهيون رأسه نافيا ، تقدمت تيا نحو اون هي بدموعها التي بللت وجنتيها
تيا : صدقيني انا لم اكن اقصد هذا ، انا احبه جدا لا استطيع العيش بدونه
ضحكت اون هي بسخريه ناظرة اليها بغضب : لا استطيع ذلك لقد حطمته تماما اعطاك اغلى واثمن ما يمتلك جعلك وريثة قلبه وحياته فماذا اعطتيه ؛ الخيانه و الالم حتى انا اخبرتك كل شيء ، وثقت بك و تمنيت ان تأخذي مكان عائلته لتعوضيه عن النقص الحاصل في حياته لكنك خنتي هذه الثقه
تيا ببكاء : ارجوك لا تقولي هذا انا لم اخنه صدقيني ارجوك
ابعدتها اون هي لتسقط ارضا تبكي قلبها وحبها الذي لم يكتمل حين باتت على مشارف الوصول اليه
ساعدها كيوهيون في النهوض والجلوس على الاريكه ثم نظر الى اون هي بانزعاج
كيوهيون : لا تعاقبيها بشيء لم يكن في يدها فهي كانت كالدميه يحركونها كيفما يشاؤون ،  لكن حبها له كان صادقا
اون هي بغصه : وما فائدة صدقها ان كانت قد حطمته ؟!
نهض ليتقدم اليها ناظرا اليها لينطق : الحب لا يعرف وقتا محددا ليأتي وليس بيدنا تغيير ما قد خطته خيوط القدر لنا ، انها مثلك احبت بصدق وضحت بكل شيء من اجل حبها فلا تكوني قاسيه عليها ...

" وريث القلب "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن