كانت تعرف جيدا بان لديها القدرة على تحقيق أحلامها و المضي قدما مازال لديها الكثير لتحققه لكنها لا تخطو أية خطوة للأمام لم تكن هكذا مسبقا.رفعت رأسها عن الوسادة بكسل ثم اتجهت إلى الحمام نظرت للمرآة مطولا وهي تعلم جيدا بان التي تراها ليست هي توجهت بعد أن غسلت وجهها لمحل البقالة, قال البقال بابتسامة عريضة "أهلا بالآنسة أمل" , رفعت رأسها غير مبالية "أهلا",عادت إلى المنزل و رمت بجثتها على السرير كان الجو باردا ففصل الشتاء قد بدأ يطرق الأبواب أغمضت عيناها لتتذكر أول وهلة معه . إذ أن صوت رنين هاتفها المزعج لم يسمح لها أجابت:"الو"
-يبدو من صوتك, أن حالتك لازالت مزرية, مار أيك بمرافقتنا أنا و رنا للتسوق
-لا أريد
-ولكن ...
أقفلت الخط فلم تكن لها رغبة في الحديث مع أي كان فالحزن قد اجتاح كيانها فكيف لها أن تتجاوز ذكريات حفرة في مخيلتها و قلبها ذكريات كانت تنوي البوح بها لأطفالها لا كن الأقدار شاءت أن تصبح مصدر الم لا يقاوم لم تستطع مقاومة رغبتها في محاولة إحياء ماض لن يعود أخذت هاتفها وكتبت "كيف حالك" ترددت كثيرا قبل أن تضغط على زر الإرسال كانت دقات قلبها تتسارع و الدموع تنهمر من عينيها بغزارة منتظرتا رده بعدها بلحظات وصلت رسالته "من معي لابد و انك أخطأت بالرقم " هذه الرسالة جعلت دقات قلبها تتوقف للحظة هل حقا هذا هو الشخص الذي أحبته لابد و أنها تحلم فقط عادت بها الذكريات إلى كلماته الدافئة ووعوده الكاذبة كانت تقول محادثة نفسها "أحقا للرجال قدرة على الكذب لهذه الدرجة " تذكرت أول لقاء معه حيث كانت تجلس بمقهى على كرسي مجاور للنافذة تشاهد المارة و الغيوم الكثيفة بالسماء بروح طفلة لا تعرف الحزن أو الانكسار سمعت صوتا
-يبدو أن الثلج سيتساقط اليوم
استدارت لتجد شابا طويل القامة ذو شعر بني و لحية خفيفة يلبس معطف صوفي اسود و شال ازرق على عنقه تقدم نحوها بابتسامة جعلت دقات قلبها تتسارع للوهلة الأولى سحب الكرسي المقابل لها
- يمكنني الجلوس
-تفضل
-من توهج عيناك و أنت تنظرين للسماء يبدو انك من عشاق الشتاء
-نعم و لكن من تكون
- أنا ادرس بنفس جامعتك نفس تخصصك
-حقا وكيف تعرفني
- و من لا يعرفك
-ماذا تقصد
-ذكاءك و علاماتك الممتازة و جمالك و براءتك...
ابتسمت خجلا و حنت رأسها للأسفل
-هذا ما اقصده
نظرت إليه ثم وقفت فجأة
-علي الرحيل
-لكن لم تسأليني عن اسمي
-لا يهمن
ثم خرجت وأفكار متناقضة في رأسها قلبها الذي يسألها لماذا ذهبت فهو لم يزعجها بشيء و عقلها الذي يقول كل الرجال مخادعون ويجب ألا تقع في خطا يدمر حياتها , في هذه اللحظة تمنت لو اتبعت عقلها حينها ما كانت لتكون على ما هي عليه الآن قاطع تفكيرها جرس الباب المتواصل فتحت الباب فإذا بها تتفاجأ بشخص كانت آخر من تتوقع رؤيته بعد كل ما حدث
-حن...ي...ن
-ما الذي يحدث معك حبا بالله
داهمتها لتدخل المنزل ثم أخذتها من يدها لتوقفها أمام المرآة
-انظري جيدا هل هذه أمل, أتستطيعين التعرف على نفسك
نظرت إليها دامعة صارختا بوجهها مشيرتا بأصبعها للباب
-اخرجي اخرجي من منزلي
-لن اخرج و لن أتحرك من مكاني
-قلت لخرجي ألا تسمعين كيف أتيت بعد كل ما فعلته بي
-حبا بالله أمازلت تصدقين بأنني فعلت ذلك بعد كل ما فعله بك
-ماذا تقصدين
-تعالي
ماذا وقع مع حنين و أمل و من هي حنين انتظروا بارت القادم
تفاعلوووووووووووووووو