-امل الم تلاحظي عدم وجود الاستاذ مصطفى
-ماذا لا لم الحظ
فهي حقا لم تعد تهتم لوجوده او عدمه فبالنسبة لها هو كباقي الأساتذة الآخرين بعد أن حاولت ألا تتأثر بما حدث و أن تعيد المياه الى مجاريها فكل ما يهمها الآن هو بناء مستقبلها و دراستها اما في هذه اللحظة بالذات كانت تنتظر الوقت الذي تركب الطائرة متجهتا الى موطنها . لمحت والداها و اخاها ينتظرانها ركضت مسرعة لترتمي بين احضان امها التي اشتاقتها لدرجة لا توصف الا ان عناقها لها لم يقل حرارة عن عناقها لابيها و اسماعيل الذي كان يكبرها باربع سنوات متزوج منذ سنة . كم اشتاقت لرائحة الوطن و التحدث على راحة بعد ان تعبت من التحدث بالالمانيا الا ساعات انفرادها بحنين حبيبة وطنها فهي صديقتها منذ ايام الاعدادية شعرت براحة لا توصف و هي تستلقي على سريرها بغرفتها التي كانت نظيفة كما تركتها فاعتناء امها بنظافتها ظاهر عليها غطت بنوم عميق لتستيقظ على صوت امها
-امل استيقظي
فتحت عيناها بتكاسل :"امي اريد ان انام قليلا بعد"
-الساعة الثانية عشر ظهرا استيقظي . وهناك ضيوف لاجلك
-اي ظيوف يا امي لم اوشك على الوصول .الن ارتاح من اسالت بنات العائلة عن المانيا و تفاصيلها
ابتسمت امها و قرصتها من خصرها:" لقد كبرت يا عزيزتي الموضوع ليس كما تظنين "
همت بالجلوس :"ما هذا يا امي فسري لم افهم "
-هناك من جاء ليطلب يدك .هيا انهضي و جهزي نفسك
-امي اتمزحين لا يمكن انت تتمسخرين اليس كذلك
-هيا انا لا امزح .اريدك ان تلحقي بي لا تتاخري
ماهذه الكارثة التي وقعت على راسها تأهبت ولبست فستانا ازرق مطرز على الاكمام توجهت الى الصالة القت التحية وهمت بالجلوس امام امها الى انها رفعت نظرها فصدمت بما رأت لم تستطع امساك صرختها
-استاااااااااااذ مصطفى
صدم الكل بما سمعوا جذبتها امها لتجلس فابتسم وهو يظهر عليه وكانه سينفجر ضحكا فلم يتعجب ردة فعلها وهو يعرف انها طفلة بجسد شابة في عمر23 سنة لكن الراحة التي ظهرت على وجهها زادتها جمالا فهو لم يلمحها يوما بتك الراحة والسكون
-نعم انا استاذها بمادة الجبر
امها-لكنك تبدو صغيرا
-نعم فهذه اول سنة لي بعد ان حصلت على الدكتوراه
الاب- ماشاء الله بارك الله فيك يا بني
الكل-آميين
لم تستوعب بعد الذي يحدث حولها الاستاذ مصطفى مع امه و ابوه لخطبتها شعرت وكانها ستجن كيف و هو يحتقرها لكنها استوعبت صرختها قبل قليل و شعرت و كان الارض ستنفتح و تبلعها من شدة خجلها و كيف فلت لسانها لتصرخ بتلك الطريقة انتبهت على هز امها لها من كتفها
