4- الليل يجمعنا

4.3K 90 23
                                    




-في السيارة-

بعد مرور ساعتين من  الصمت وخروج عشرات البراكين على هيئة تنهيدات حارقة تفلت من ريسان كل بضعة دقائق، اقترحت ريف أن يتابعوا طريقهم وتتولى هي مهمة القيادة، لم يكن في جسد ريسان ولا في عقلها طاقة تبذلها في القيادة والتركيز على الطريق،

- خرجت أنا وريف من السيارة لنتبادل أماكننا وعندما اقتربنا من بعضنا اعترضت هي طريقي رفعت رأسي لأفهم سبب وقوفها ولكنها احتضنتني وضمتني إليها بقوة دافئة كأنها تخلصني من كل المشاعر السلبية، كان هذا الحضن بمثابة الأنفاس المفقودة بادلتها الحضن ووضعت يدي خلف ظهرها لا أذكر آخر مرة احتضنت شخص بهذا الطريقة التي تسجن حواسك بدفء وشغف..

لاحظنا تلك السيارات التي تبطيء من مسيرها على الشارع الرئيسي بمجرد رؤيتنا، الليل قد بدأ يسدل أستاره ونحن في شارع فرعي وفتاتان تغرقان في حضن يأخذهم بعيداً عن هذه الدنيا المقيتة، لو أنهم تابعوا طريقهم والتزموا بشؤونهم فقط دون إظهار سخافة تفكيرهم لنا لكانت الدنيا بخير، ولبقيت بخير دوماً.

ضحكت ريف وكأنها قرأت ما يدور في عقلي: إن بقينا بهذه الوضعية  أكثر سنجد الشرطة فوق رؤوسنا أجبتها ساخرة نعم نسيت أننا في بلد الحريات.

الماضي لا يموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن