2- عودة الحبيبة

4.6K 109 48
                                    



ريسان: ماذا يحصل؟

ريف: اعتقدت أنها عازفة أجنبية من إيطاليا تعرفها سلمى وأحضرتها إلى هنا بالتنسيق مع علا

ريسان: توقفت أنفاسها لبرهة من الزمن، هل يخونها تفكيرها بسبب الإرهاق، أم أنها لا تريد الخضوع لتلك الأفكار التي تنتهك يومها بلا توقف منذ الصباح.، لتكن هي أو غيرها لن أسمح بأن يضيع جهدهم بسبب لحظات غضب عابرة.

ريسان: اسمعوني هذا اليوم لنا لقد تعبتم في التحضيرات وهذه أول حفلة في مطعم زين، لن نسمح بأي مشاعر سلبية الآن، لنقرع الآن أجراس الاحتفال ونعيش لذة اللحظات كما نشتهي منذ فترة، فلقد اشتقت لتلك اللحظات السعيدة معاً

استغربت ريف بل تفاجأت وكذلك علا وزين اللواتي صعدوا حالما علموا أن ريسان استيقظت وسمعوا ما دار من حوار بين ريف وريسان دون أي تعليق، نعم لهم ثقة بعقل ريسان ولكن الموقف أكبر من أي منطق..

ريسان :  يكفي سرحان بوجهي الآن، لقد سمعتوا جيداً هذه ليلتنا يا أصدقاء.

زين: هي كذلك يا أنيقتي هي كذلك

ريف: فعلا ريسان أنت الأناقة بذاتها لو طلبت يدك الليلة لن يلومني أحد

علا: أنا أعتذر ريسان لكنني مرتبطة ولن أتهورمثل ريف.

ههههه ضحكن جميعهن بصوت ٍ عالٍ، تلك الضحكات الممزوجة بلحظات توتر داخلية، نزلن سوياً بهيبة تليق بهن، أما شموخ ريسان كأنه يعلو فوق أي ضعف في هذه اللحظة.. 

علا صوت الموسيقى الترحيبية وتصفيق الحضور وترحيبهم بريسان التي جلست على الطاولة المخصصة لها، لتبدأ العازفة الترحيب بريسان التي اختارت متعمدة مقعداً لا يظهر منه ركن العزف، فلم ترها ولكن وصل صوتها مما لم يترك مجالاً للشك، 

العازفة: سأرتل معزوفتي لكِ  سأنقل سلام الأرض بين يديك لتسكن قلبك بفرح وتزرع في عينيك ابتسامة لا تفارق محياكِ

كان اللحظة صعبة جدا ً تجاهلت ريسان الأمر وتجاهلت الالتفات إلى ذلك الركن تماماً بعد مصافحتها للحضور عادت لمقعدها وطلبت من زين أن تستأذن العازفة وتجلب لها الجيتار، قربت مقعدها قليلاً لتجدها وقد أومأت برأسها..

وعندما وصل الجيتار بين يدي ريسان بدأت أناملها تداعب أوتار الموسيقى بثورة ناعمة صاخبة، لتشعل في الحضور أجواء الحفلة

فرقصوا على ألحان عزفها ورددوا كلمات الأغنية بفرح لذيذ،،

في تلك الزاوية كانت العازفة تتأمل أنامل ريسان وتفاصيل ملامحها  التي ما زالت رغم كل الإرهاق جذابة وعفوية وقوية.

أنهت ريسان مداعبة الوتر الآخير ثم وقفت وانحنت وهي تبتسم

بدأ البيانو العزف مباشرة بعدما انتهى التصفيق لتنطلق  معزوفة " هيا"  للموسيقار زيد ديراني كأن العازفة تتابع إرسال رسائلها لريسان، حفلة مجنونة مليئة بالتناقض اللذيذ جلس الضيوف ليسمعوا لضيفة الشرف التي يعرفها قلة منهم، والقلة القليلة يعرفون أنها لسنوات خلت كانت قلب نيسان النابض..

الماضي لا يموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن