12- صبابة روحي

2.2K 75 9
                                    

طرقاتٌ على باب الغرفة ثم لحظات ويُفتح 
- ريسان: أمي لو سمحت أخبرتك عندما أجوع سأكل.
-ريف: هناك طرق أخرى للانتحار وأعتقد أن الجوع أطولها..
-رفعت ريسان الغطاء عن رأسها  واستطاعت بصعوبة رؤية ملامح ريف بسبب انزعاجها من النور الذي انتشر فجأة في الغرفة واعتياد عينيها على الظلام هذه الأيام..
-ريسان: بعيون شبه مغمضة أهلا ريف.
-ريف: كل هذا يحصل معك ولا أعلم ما سببه!
نظرت إليها ريسان بنظرة فارغة صماء، ثم تعود تستلقي في فراشها بجسد يخلو من الطاقة دون رد.
-ريف: أعلم أنني قصرت بحقك الفترة الماضية
-ريسان: ملاذ لك خذيها!
ابتلعت ريف ريقها
-ما هذا الكلام الأحمق؟
-ريسان: تليقان ببعضكما حقا، هي تحتاج لشخص مثلك،  مريح في التعامل وغير معقد يحبها ولا يهيم بأنانيتها،
تحتاج شخص بلا حماقات مثلي.
-ريف: ريسان توقفي.
- ريسان: تريد شخصاً قوياً بسيطاً بعيداً عن فلسفات الحب المعقدة، تريد شخصا مثلك يجيد اضحاكها، ويجيد الرقص معها، ويجيد التقبيل أفضل مني ربما، فحسبما رأيت هي فضلت رجل عليّ في المرة الآخيرة.

اقتربت ريف من ريسان التي شعرت أنها تهذي لتمسك بملابسها وتصرخ بوجهها:

- كفى .. توقفي عن هذه السخافة ..
-ريسان: هي لك خذيها ..
ريف: كفى، كُفي عن حماقاتك، توقفي عن إيذاء نفسك وإيذاء من حولك،  ملاذ ليست لي ولا أريدها،  انظري لنفسك تغرقين في القذارة تتفوهين بالفضلات، أنت ِ لست ِ وحدك هنا ريما بحالة سيئة، والدتك بحالة سيئة ، والدك قلق عليك يتصل ولا مجيب، وملاذ قررت ترك البلد،  زين واقعة في مشكلة مالية وهي تخجل من التواصل معك، حتى أن  مولود صديقتنا ليلى قد أتى وأنت في كهفك..  العالم لا يتوقف ولا ينتظرك، في أيام قليلة قد يتغير الكثيرة وأنت لا تعلمين، ثم أن كلامك الغبي لن يُبعدني عنك.
تعبت يدي ريف المتمسكة بشدة بملابس ريسان وكذلك ريسان التي ارتمت في حضن صديقتها لتترك لدموعها الحديث..
بعد دقائق هدأ الوضع.
ريف: دموعك غالية
ريسان: أبكي من ألم رقبتي التي خلعتيها بحركات الكراتية خاصتة.
ريف: سخيفة.
ريسان: سأذهب لأخذ دش
ريف: ذلك أفضل فرائحتك لا تُطاق
ريسان بعد أن رمت الوسادة على ريف: جهزي لي ملابسي، ثم إن قذارتي أفضل منك في أفضل أحوالك..
خرجت لتستنشق رائحة القهوة التي اشتاقت لها تنتشر في غرفتها التي أصبحت مرتبة وبحال أفضل من الذي تركته..
ريف: عندما كلمتني والدتك لم أستطع أن أتي مباشرة كنت بمؤتمر علمي في جنوب البلاد لمدة يومين، تواصلت مع ريما مباشرة وعرفت ما الذي حصل.
كانت ريسان غارقة بكوب قهوتها
ريسان: انتظري سأرى أمي وأعود كأنها في عالم مختلف عن عالم ريف..
بعد ربع ساعة..
ريسان: أريد الخروج
ريف: وضعت لك هاتفك على الشاحن
بمجرد قيامها بفتح الهاتف أتت عشرات الإشعارات ولم يتوقف الهاتف عن الرنين ..
ريف: أنتظرك بالخارج جهزي نفسك، وضعي هاتفك بوضعية الصامت، من الأحمق الذي اقترح شحنه ..!
ريسان: أنتِ !
في السيارة
ريسان تتصفح رسائل ريما
كانت خمسة رسائل بالعدد..

الماضي لا يموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن