بعد مرور ثلاثة شهور
كانت علاقة ريسان بريما تمر بأجمل أحوالها بذلك التسلسل الهادئ الذي يرسم ارتباط العقل والقلب معا ً لم يكن يخلو الأمر من أحداث اعتيادية من سوء فهم ومشاجرات بحضورها الخفيف والثقيل، كانت أيامهم تتزين بتفاصيل بالإنجاز والقرب والغيرة التي تشعل نار القلوب ولم يحصل ما يعكر صفو هذه العلاقة التي كانت تمر بدورة الحياة الطبيعية بالتعمق شيئا ً فشيء لتصبح حاضرة بقوة في أبسط التفاصيل اليومية، وبرغم قلق ريما أن قلب ريسان لم يكن لها بأكمله لها إلا أنها كانت مصرة أن تفعل المستحيل ليكون لها بكل نبضة ونفس.
أما ملاذ فتابعت تفرغها للموسيقى وبنفس الوقت كانت تساعد زين في إدارة محلها صباحا ً وفي المساء تعطي دروس في عزف البيانو وتحاضر في تاريخ الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بالإضافة إلى تعاقدها مع عدد من الجهات لكتابة وعزف الموسيقى التصويرية لمجموعة من البرامج والأفلام الوثائقية وهذا بدأ بإكسابها شهرة محلية بسيطة.
وفي كواليس الأيام كان قلب ريف يحمل لملاذ شيئا ً من الإعجاب ولكنها كانت تحاول أن تنهر قلبها عن الغرق في الإعجاب، قبل أن يتحول إلى ما هو أكبر، فيصعب التخلص منها حينها.. إن مثلث العلاقات البشرية هذا معقد حقا ً بالإضافة لاعتقادها الدائم أن ملاذ تخص ريسان وحدها فهذا الشعور الأحمق لا يمكن التخلص منه.
في بيت ريسان ..
ريسان تنادي أمها وهي تخرج من غرفتها
- أمي ستنضم إلينا ريما على العشاء
- حسنا ً حبيبتي، هل من الممكن أن تذهبي إلى محل الحلويات لإحضار لنا البعض منها
- بأمرك يا ست الكل أنت ِ يا جميلة الجميلات
- هيا بلا مشاكسة
- لا تتعبي نفسك نريد عشاءاً خفيفاً من يديك الجميلتين وإلا فهذه المرة سأنفذ تهديد، وأحضر من تساعدك في أعمال الطبخ.
- تقدمت الأم من ريسان وشدت أذنها
- تهدديني يا ابنة بطني! ثم أخبرتك ألف مرة لا أحب أن يدخل أحد غريب مطبخي، أتعلمين!! اذهبي أنت وريما إلى أحد المطاعم وسأكتفي أنا بعمل طبق لذيذ لي ولوالدك
- علت ضحكات ريسان التي تخلصت بصعوبة من أصابع والدتها، وأخذت بتقبيل يدي والدتها ورأسها لتضيف:
- من هذه المجنونة التي اقترحت أن تجلب أحدا ً لمساعدتك، اللعنة على تلك التي ستتجرأ أن تسرق من والدتي مساحتها المفضلة
- هيا هيا لو سمعك والدك لغار من غزلك لي
- أين هو الحبيب عنكِ !! ستجدينه غارقا ً بمغازله سكرتيرته الجميلة
أنت تقرأ
الماضي لا يموت
ChickLitإنني أريدك بمقدار ما لاأستطيع أخذك، وأستطيع أن آخذك بمقدار ما ترفضين ذلك ، وأنت ترفضين ذلك بمقدار ماتريدين الاحتفاظ بنا معاً " غسان كنفاني ترسم الحروف طريقا إلى الذاكرة والحاضر، ابتسامة مشتاق ربما، أو لعنة غياب.
