Dos | دعِ الذّاكرةَ تتحدّث

2.7K 154 246
                                    




___________

كمعظم بدايات قصص الهواه ، سيلجُ هو أو هي  إلى الصّف

سيبدأ بتعريفِ نفسه إما متوترًا أو مستشبرًا بالخير ، سيعلّقُ الطلاب على مظهره

سلوكه ، أسلوبه

وألفاظه المنتقاه للحديث..

ومن بين كل جنسِ البشر المتواجدين غرفةِ الصفّ  ، سيكونُ هناكَ ذلك الطالب

أو تلكَ الطالبة ، التي ستتشابكُ خيوط الأقدار سويًا كي تربطهما في واقعٍ مفروض

ماذا لو كانت الخيوطُ متشابكة بالأصل ، وهنا قد بدأت بالتعاقد دون أي مفر..

هي أزالت عينيها بعيدًا تزفر بسخط ، تهتز قدمها من الأسفل ، تُهامسُ ذاتها قائلة

"مالذي أحضره إلى هنا ؟.."

تسائلت ، كيفَ للسنين التي فرقتهما أن تخاتلها بإعادته لواقعها الذي أصبحَ خاويًا منه ؟

سرعانَ ما بدّلت حالها وعادت تراقبُ وجهها خلفَ مرآتها التي ترافقها في كل حين ، تسمعُ تعليقات من بجانبها بشأنه

هي غير مكترثة بما يقلنه عنه ، سواءًا كان لطيفًا بنظرهن أو وسيمًا أو غيرَ ذلك..

هي فقط تمنّت أن لا يخطفَ نظرة لها ويفضحُ سرّ معرفته بها ، تمنّت ..

لكنّه لم يفعل

"نانسي ؟"

هو قال بينما يخطو نحو أي مقعدٍ شاغرٍ قد يحتويه ، هي سمعت الكلّ يهتفُ بغرابة

مالشيء الحماسي في سؤاله عن إسمها ؟

أم أن لها تلكَ الشّهرةِ التي تجعلُ من إسمها لامعًا ، وكل من يقربُ لإسمها يشعّ مثلها كذلك ؟

هو كان ينظرُ لداخلِ عينيها ، تذكّرها بلمحِ البصر
فذاكرته لا تخونه في من تربعَ عرشها سابقًا

ربما كادت الابتسامةُ أن تجدَ مكانًا على وجهه المتهلل بالسعادة

"من أنت ؟.."

حتّى طرحت عليه هذا السؤال ، ربما انطفئت أنوار وجهه لكن قلبه فلا..

هو ظنّ بكل لطفٍ أنها لا تتذكره ، أو أن مظهره قد تغيّر بشكلٍ كبير حتى لم تعد قادرةً على تمييزه

ولم يسعفه الوقت كي يحاول جعلها تتذكّر من هو ، ابتسم بهدوء وسحبَ قدميه نحو الكرسي الفارغ قرب فتى لا يرفعُ رأسه عن طاولته كما يبدو عليه

بإمكانك رؤية معالمَ النّوم مرسومةً على وجهه..

" مرحبًا "

ألقى عليه التحيّة فردها الآخر بعدَ تثاؤبٍ ثقيل جعل من وجه مارك يتجعّد من التعجب

"لوكاس ، توقف عن النوم أثناء الدرس !!"

صاح المعلم ليفزّ من بجانبِ مارك معدلًا جلسته ، هو أدرك للتو أن المقعدَ الذي بجانبه لم يعد خاليًا

"من أنت ؟"

سأل ليرمشَ مارك بذهول ، وقفته التعريفية قد ذهبت سدى بسبب سؤاله هذا

هز مارك رأسه مفتور مخرجًا كتابه وأقلامه ، ليعيدَ بصره بعدَ ذلك لنانسي هناك

راقبها من الخلفِ فقط ، خافقه ينبضُ بصخب
بغضِ النّظر عن توهجّ الذكرى في داخله

هي أصبحت شُعلةً من الجمال ، بتلةً من باقةِ الجوري
شتلةً من أرضٍ خضراء ، شمسًا في سماء ملبدة بالغيوم

وماذا أكثر ؟

حورية ؟..

لكن مارك ، الحوريات أسطورة
والبتلاتُ سريعةُ الجفاف
والأرضُ الخضراء لم تروى بعد
والسماء لم تتحررّ من الغيوم

هل تفهمُ ذلك حتّى ؟

_________________



أجل أنا أكتبُ قصةً جديدة وأتحدى نفسي بنشرها كذلكَ هنا ، أتمنى بأ ن تتلقى إعجابكم

انا سأضعُ فيها قلبي ومشاعري ، غرضي الحقيقي هو إيصالِ تلكَ المشاعر إليكم

مهما بدت مبهجة ، هي حزينة
ومهما بدت حزينة ، هي مبهجة





Mi Amor Te Amoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن