الملاذُ الأول والأخير | once

508 62 143
                                    



________

كانت ليلة ماطرة ، عسيرة
باردة وغير رحيمة ، الشوارع زلقة
السيارات تتنافسُ كي توصلَ أصحابها لمنازلهم بأمان
ماذا عن مراهقة وحيدة ، تسيرُ تحت المطر
تهتزّ بضعف ، تدهسُ السيارات التجمعات المائية فتكونُ هي الضحية

ما لذي قد جعلها تخاطرُ بحثًا عن أي ملاذٍ هكذا ؟

_____________

جو خانق مشحون بالتوتر ، نظرات الأم الثاقبةِ لإبنتها التي تشاركها الطاولة

الأم التي ورثت منها ما يميزها عن الغيرَ ، الجمالُ في الدماء المختلطة

كان لأمها عينين باهتة لم تتواجد في الصغيرة ، وبدلًا عن ذلكَ هي إمتلكت قزحتين عسليتين هادئة

"نانسي "

ضغطت على مخارج الخروف بينما تستقطب إنتباه من تتجاهلها منذُ أن جلستا قبال الطاولة

الطعامُ قد برد وعقربُ الساعةِ ينقر بداخلهم كي يعاندَ السكونَ في الأرجاء

"يا فتاه أنا أحدثك "

"ماذا تريدين ؟" قالت دون أن تبصرها حتى والشوكةُ في يدها تهتز

لأنها تعرف ما تريده والدتها منها جيدًا

"ستأتين معي بالغد رغمًا عنكِ هل فهمتِ ؟"

"لا...لن أفعل "

صفعت الأم الطاولة لترتعش من كانت تدّعي الهدوء طوال الوقت ، مسدت الأم جبينها في محاولة إخماد أعصابها عن الإنفلات مما قد يرفعُ الضغطَ داخلها

"إسمعيني ..توقفي عن العناد
ستفعلين ذلكَ وإنتهى ، لن أناقشك بذلك مجددًا
لن تفارقي عتبة هذا المنزل إلا برفقتي وللمشفى !!"

الصوت الوحيد الذي واجه صوتُ أمها هو إنزياح كرسي نانسي من أسرعت لغرفتها ، صكّتها وأعلنت ثورانها هناك تسقطُ الحاجياتِ دون أدنى إكتراث

الهدوء في خارج غرفتها لم يكن مطمئنًا ، عادةً ما تلحقها أمها تضربُ الباب رغبةً في إقناعها مرةً أخرى

هل يئست منها يا ترى ؟

صوتُ إنفتاح القفلِ كان مرعبًا بحق ، بل أشدّ رعبًا من الصاعقةِ التي ضربت في الخلف

دخلت الوالدة بأعينٍ تلمع بالغضب ، ونانسي تتراجع للخلف تهز رأسها بلا ، كلتاهما تتحركان بسرعةٍ منخفضة حتى لا تحدث كوارث أخرى

Mi Amor Te Amoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن