تلك القسوة انتقلت الى قلب آسيا ايضا ، فلم تعد ترى الا الجانب المظلم من الحياة ، فقدت الحنو والراحة في صغرها وهاهي الآن ،سجينة لما ضيها لا اعلم في اي مشكلة وقعت من قبل لكنني اعلم انها اثرت عليها سلبا ،لا زالت تحس بتانيب الضمير رغم اخفائها ذلك عني ،لكنني املك موهبة غريبة اذ انني اعرف شخصية الانسان و تفكيره من اول حديث ،لذلك لا املك ذلك الكم من الاصدقاء فمن اول لقاء واول حديث انفر منهم،لكن فضلت مرافقة آسيا رغم ما يحتويه قلبها من الحقد والندم فكلي امل في اخراجها من نفقها المعتم الى النور.
بعثرت افكاري احدى النقرات في كتفي ، استدرت في تكاسل لاجدها صديقتي في الكلية صونيا،تعرفت عليها من بضعة اسابيع ،صونيا شابة طامحة الى المستقبل وايجابية في جميع نواحي حياتها واكثر ماشدني اليها هو طيبتها الزائدة.
_ريم،فيما انت شاردة؟ منذ جلوسك لم تنبسي ببنت شفة.
_لا اعلم ، انا مشغولة على آسيا فلم تاتي الى الصف ولم تتصل.
لم ارد سرد وقائع القصة على صونيا،لكي لا تنشغل بها .نطقت كلمات مواسية ومطمئنة: بكل الاحوال ،لا تقلقي فقد تذكرت انها طلبت مني لقائها بعد الدوام.
بالطبع كذبت عليها واصطنعت متابعتي للدرس الذي لم اتلفظ له كلمة
ولم اسجل فيه عبارة. كنت اشعر بتعب شديد ارهق تفكيري وارخى عضلاتي فدراسة الطب ليس بالشيء الهين ،اذ انني اسهر كل ليلة وفي غالبية الاحيان لا انام فقط لاستدرك الدروس و لحفظ المجلدات، بدات فعليا افكر في ترك دراسة الطب وربما اغيرها الى دراسة الاعمال او شيء من هذا القبيل .
انتهى الدوام ورجعت منهكة القوى الى شقتي المريحة ،تلقيت اتصالا من امي لتطمئن علي ففكرة الخروج من المنزل لم تكن في حدود تخمينها لكنني اضطررت لذلك فالكلية بعيدة كل البعد عن مدينتي ولا احب المبيت في الاقامة ولا مخالطة الفتيات.طمانتها وسالت عن احوالها واحوال افراد عائلتي واغلقت الخط.
تذكرت آسيا ،فهرعت الى الباب ولم استرجع قواي بعد،اخذت سيارة اجرة وقصدت مسكنها.طرقت في بابها ثلاث طرقات اخف من الريح ،انفتح الباب ووراءه امراة في العقد الخمسين من عمرها ،بدينة القوام وباهتة البشرة،وفي ملامحها البؤس والصلادة ،وفي غير عادتها،استقبلتني والدة اسيا وفي فمها تلك البسمة،ارتعش قلبي ذعرا من تلك الابتسامة الخبيثة.دعتني للدخول فاستفسرت عن احوال آسيا
_خالتي سهيلة. افتتحت كلامي باحترام. لم ارى آسيا منذ الصباح وانا شديدة القلق عليها ،رجاءا اذا كانت في البيت فاستدعيها.
جاوبتني امها بمحبة لم اعرف سببها: يا بنيتي لطف منك ان تجيئي للاستفسار عن فلذة كبدي آسيا ،الا انها ليست في المنزل حاليا.
_ لطفا ، اخبريني عن مكانها فكلي شوق لمعرفة احوالها،صحت متوسلة.ان علمت اي شيء عنها فاخبريني رجاءا اظن انها واقعة في مشكلة الان،طريقة كلماتها ونفورها من الجامعة واحباطها الشديد مؤخرا لا بد ان له سبب.
_تلك البنت لطالما كانت عاقة ولا تسمع كلامي ،لو كانت بارة بي لما فعلت فعلتها تلك.وضعت الخالة يدها على فمها كانها لم ترد انزلاق الكلمات من فمها.
_ ماذا فعلت ؟ ولماذا كانت عاقة ؟ .صحت مستفسرة
ابت ان تحكي لي الواقعة واخبرتني ان ذلك فقط بسبب الدراسة لكن اصراري الشديد الذي كاد بان يرميني من المنزل دفعها الى اخباري القصة كاملة.
خرجت عبر ذلك الباب وورائي كلمات تحذير بعدم اخبار احد.
كنت في صدمة كبيرة مما سمعت ،اتفعل آسيا شيئا كهذا ؟لم يستوعب عقلي تلك الكلمات.تلاشى امل تغيير تلك البنت فقد ادركت انها تفعل اي شيء لتصل الى اهدافها حتى....القتل
دخلت غرفتي وبدات في ترتيب افكاري،اخذت قلما وورقة وبدات في الكتابة .
كانت آسيا في السابعة عشر من عمرها ،تدرس في مدرسة عادية،اعجبت بشاب وفعلت المستحيل للفت انتباهه لها ،لكن قلبه كان متعلقا باخرى ،شعرت آسيا بالاغاظة وعدم راحة البال حتى وصل بها الامر الى تهديد الشاب،ولكن ان تحتجز الشابة وتقتلها حرقا هذا الذي لم يتغلغل الى باطن عقلي .
لم البث احط قلمي حتى سمعت طرقا عنيفا على الباب ودويا يصرخ باسمي،،...لحظة اليس هذا صوت آسيا.. ؟ ....!!!!؟
أنت تقرأ
دمعة امل
Kısa Hikayeتلك الضحكة وتلك البسمة مع رفيقة الدرب ،تتحول الى......اكتشفوا القصة وتعلموا منها وتغلغلوا بين ثنايا صفحاتها .