تصبيرة 😍

1.9K 55 6
                                    

ازيكو 🌸 ده مش بارت ده تصبيرة كده لحد ما انزل بارت ان شاء الله .. ده بوست كان نازل ع الفيس لأسلام شاهين .. عجبني جداا .. قلت أشاركه معاكو 😍

..................

وقفت على باب القاعة عشان أخُد نفسي وأريّح ودني من دوشة الفرح، كان في شوية تُراب ع البدلة ف نفضتهم، وعدلت الكرافتة، بعدين مدّيت إيدي ف جيب الجاكتة وطلّعت علبة سجايري الوينستون، فتحتها، مكانش فيها غير سيجارة واحدة بس، خرّجتها وحطّيتها بين شفايفي، وبعدين سمعت صوت ضحكتها من بعيد، بصّيت عليها وهيّ بتُرقص مع صحباتها، اللي هُمّا صحابي برضه، ابتسمت وأنا شايفها بتتمايل على أنغام الموسيقى بمرح وشقاوة كعادتها من وهيّ صُغيرة، حطّيت إيدي ف جيب البنطلون وطلّعت ولاعتي الكليبر، فضلت تدوّر عليّا بعينيها لحد ما قفشتني وأنا بولّع السيجارة، ملامحها اتغيّرت وبصّتلي وهيّ مضايقة، خدت نفس طويل من السيجارة وبعدين كرمشت العلبة قُدّامها، ورمّيت الولّاعة ف الباسكت اللي جنبي، وبعدين شاورتلها بإيدي فيما معناه إن دي آخر سيجارة خلاص، وهبطّل، زي ما وعدتك يا حبيبتي، ابتسمت غصب عنها، وهزّت دماغها وكمّلت رقص، فضلت أراقبها من بعيد وأنا بشرب سيجارتي الأخيرة، وفضلت أفكر بيني وبين نفسي، ياترى إيه مُمكن يكون أجمل من إنّك تتجوّز صاحبة عُمرك؟! قطعًا مفيش..

ف المدرسة، أسامينا كانت دايمًا مُرتبطة ببعضها، مينفعش حد ينده على سمر من غير ما يجيب سيرة مازن وراها على طول، سمر ومازن هُمّا اللي ماسكين إذاعة المدرسة، سمر هيّ اللي بتقدّم، ومازن بيقول فقرة الشعر الكوميدي، اللي كانت بتضحّك المدرسة كُلّها، سمر ومازن بيقُفوا جنب بعض ف المعمل وبيحضّروا التجرُبة سوا، لسّة فاكر ضحكك عليّا لمّا التجربة فرقعت ف وشّي واتغرّقت محاليل، يوميها فضلت أجري وراكي ف المدرسّة كُلّها، والمدرسة كُلّها كانت بتضحك على منظرنا، طلبة ومُدرسين، سمر ومازن بيُقعدوا مع بعض ف الفُسحة ويفرشوا ساندوتشاتهم والسناكس بتاعتهم ويلخبطوها مع بعض، ويُقعدوا ياكلوا سوا وهُمّا بيتناقشوا ف مصاعب الحياة وهمومها، زيّ مثلًا إن مامة سمر نسيت تعملها كوباية لبن الصُبح، وإن مازن مضّايق جدًا عشان النور قطع امبارح، وهو بيتفرج على سابق ولاحق..

-"اللي انتِ بتقوليه ده مُستحيل يحصل"
="يا مازن عشان خاطري، أنا نفسي أطلع الرحلة دي أوي وصحابي كُلّهم طالعين"
-"بس أنا مش هعرف أكون موجود معاكي، واحنا من امتى بنُخرج من غير بعض يعني؟!"
="ماهو إنت اللي عندك مُحاضرات مُهمة اليوم ده، أعملك إيه طيب؟َ وبعدين متخافش أنا صُحابي كُلّهم هيبقوا معايا والفيوم مش بعيدة، يا مازن؟!"
-"ها؟!"
="عشان خاطري!"
-"أنا قُلت لأ يعني لأ!"

وف النهاية صعبتي عليّا وسبتك تروحي برضه، ف الحقيقة أنا مكُنتش عايزك تروحي ساعتها عشان كُنت غيران، مش عشان أفرض رجولتي والجو ده، كُنت عايز أجي معاكي بصراحة، ومكُنتش قادر أستوعب فكرة إنّك هتسافري وتنبسطي وأنا هفضل قاعد ف المُحاضرة السخيفة دي، مقدرتش أستحمل الفكرة، لقيتني فجأة بقوم وسط المُحاضرة وقُلت للدكتور إنّي تعبان ولازم أروّح، روّحت ولقيت بابا سايب العربية بتاعته تحت العمارة، طلعت البيت وسرقت المفاتيح، وسافرتلك، كُنتِ مبسوطة مع صحابك، وتوقعت إنّك هتضايقي لمّا تشوفيني، بس اللي حصل عكس كده، لقيتِك بتجري عليا وعلى وشّك ابتسامتك الجميلة، فضلتي تجري لحد ما وصلتي عندي، كُنتِ عايزة تترمي ف حُضني بس لحقتي نفسك ف اللحظة الأخيرة، ضربتيني ف كتفي وقُلتيلي..

="أقولك على حاجة؟!"
-"ها؟!"
="كُنت عارفة إنّك هتيجي على فكرة، والله كُنت عارفة"
-"لا والله؟! وعرفتي منين بقى إن شاء الله؟!"

سكتّي، وبصتيلي بصّة معناها كبير، ساعتها بس حسّيت إن قلبي دق بجد، ولأول مرة من سنين أشوفِك بشكل تاني غير اللي شايفِك بيه طول عُمري، فضلت متنحلك لحد ما اتكسفتي ووشّك احّمر، رُحتي ماسكاني من إيدي ووديتيني عند صحابك، وعرفتيني عليهم كُلّهم، وقضّينا أحلى وقت مع بعض، واتصوّرنا كتير، ووقت غروب الشمس خدّتك من إيدك ووقفنا لوحدنا، ومن غير تفكير كتير قُلتهالك، قُلتلك إنّي..

-"قولي ورايا يا بنتي، وأنا قبلت الزواج منك على سُنّة الله ورسوله"
="وأنا قبلت الزواج منك، على سُنّة الله ورسوله"

بصّيت ع الحبر الأزرق اللي ف صُباعي، وابتسمت، وافتكرت كُل مرة سبنا بعض فيها بالشهور، مرة غيرة، مرة شك، مرة بسبب السجاير اللي مش قادر أبطلها، ومرة تخوين مش ف محلّه، لسّة فاكر أكبر خناقة ما بينا، اليوم اللي قُلتيلي فيه إنّك خلاص مبقتيش تحبّيني، وإن مش كُل حكاية حلوة بتكون نهايتها سعيدة، كانت أطوّل فترة سبنا بعض فيها، عشر شهور تقريبًا، صُحابي كُلّهم كانوا بيقولولي يا عم انساها بقى، يعني هو اللي خلقها مخلقش غيرها؟! اللي يبيعك بيعه ودوس عليه، للأسف بحسابات المنطق كلامهم كان صح، بس من امتى واحنا بنحسب الحاجات دي بالمنطق؟! محدش فيهُم كان فاهم إنتِ بالنسبالي إيه، أنا نفسي مكُنتش فاهم ولا كُنت مقدر قيمتك بجد، غير لمّا رُحتي منّي، كُنت خلاص مش قادر أبعد عنّك أكتر من كده، كُنت خلاص ناوي آجي على كرامتي وأنسى كُل حاجة حصلت وأكلمك، فجأة، لقيت موبايلي بيرن، وع الشاشة كان مكتوب إسمك، ردّيت، سمعتك بتعيّطي، وبتقوليلي إنّك آسفة، وإنّك مش هتبعدي عنّي تاني مهما حصل، وإنّك بتحبّيني وعُمرك ما بطلتي ف يوم تحبيني، مسبتكيش تكمّلي، عيّطت أنا كمان وقُلتلك إنّي كُنت جايلك، إنّي مش فارق معايا مين غلط ومين مغلطش، إنّي عايزِك ومش عايز غيرِك ولو خيّروني بينك وبنات الدُنيا كُلّها، لإنّك مش بس بتحبّيني، انتِ فاهماني، وفين مُمكن ألاقي واحدة بتحبّني وفاهماني؟! فضلنا نعيّط سوا ع الخط لحد ما قررت أقول الجُملة اللي غيّرت حياتي وحياتك من بعدها، بقلب مليان خوف وأعصاب متدمرة لقيتني بقولك..

-"سمر؟!"
="ها؟!"
-"أنا......أنا عايز أجي أتقدملك..!"

-"يا جماعة شوفولنا مازن فين عشان يبدأ الرقصة السلو مع عروسته، يا مازن؟!"

بصّتيلي وقُلتيلي يلّا، سحبت آخر نفس من السيجارة، وطلعته بهدوء، رميتها ع الأرض ودُست عليها برجلي، وبعدين اتحركت ناحية القاعة، صُحابنا فضلوا يهيّصوا ويصقفوا من بعيد، لحد ما وصلتلِك..

="آخر سيجارة؟!"
-"آخر سيجارة، زيّ ما وعدّتك"
=حتّى لو مبطلتهاش، هفضل أحبّك برضه"
-"عارف، وعشان كده بطّلتها"
="عشان إيه؟!"
-"عشان انتِ قررتِ تضحّي وتحبّيني بعيوبي، وأنا كمان قررت أضحّي، وأصلّح من عيوبي، عشان خاطرِك"

ابتسمتي ابتسامتِك الجميلة، ف نفس اللحظة اللي خدتّك فيها ف حُضني لأول مرة، ولفّيت بيكي ف نُص القاعة، صُحابنا فضلوا يهيصولنا ويصورونا بموبايلاتهم، رقصنا كتير، وضحكنا أكتر، فضلت أراقب ملامحِك اللي بعشقها، وفضلت أفكّر بيني وبين نفسي، يا ترى إيه مُمكن يكون أجمل من إنّك تتجوّز صاحبة عُمرك؟!

="مازن؟!"
-"ها؟!"
="بحبّك"

قطعًا، مفيش :")

حب تملك (الجزء التاني) 2 😍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن