تلك الفتاة التي تجلسُ على الأطلال لأول مرة،تروي حزنها وبؤسها لنفسها لا لأحدٍ آخر
لأنها ولأول مرة تشكو حزنها لنفسها بدون أن تبحثَ عن مستمعٍ لها،الذي لم تجده مسبقاً أبداً
هي أيقنت أخيراً بأن لا أحد سيستمع سوى لنكاتها وأحاديثها الممتعة،وعندما يأتي الأمر لألمها الجميع سيتظاهر بالإستماع
وإن استمعوا فهم كثعالبَ ماكرة يريدون ضربها بألمها عندما يغضبون منها
تلك الفتاة التي تجلسُ على الأطلال لأول مرة ،تروي حزنها وبؤسها لنفسها لا لأحدٍ آخر
لأنها أيقنت أنها ضعيفة بالناس وقوية جداً بنفسها،أيقنت بأن لا ملجأ لها سوى ربها وذاتها
أيقنت بأن لا أحد مهتمٌ بها،وأيقنت أنه لا يجب عليها تصديق جميع مايُقال لها
تلك الفتاة التي تجلسُ على الأطلال لأول مرة، تروي حزنها وبؤسها لنفسها لا لأحدٍ آخر
قررت أخيراً أن تزيل قناع الإبتسامة ذاك،لتفرغ مابقلبها من حزنٍ وألم ،لتداوي جروحاً قد تخثر الدم بها وبنى القيح عشاً له هناك
قررت أن تبتسم من قلبها لأول مرة من جديد،لأول مرة بعد الكثير من الكذب على نفسها وعلى من حولها
تلك الفتاة التي تجلس على الأطلال لأول مرة ،تروي حزنها وبؤسها لنفسها لا لأحدٍ آخر
لم تُرد أن تكذب على نفسها،وأن تدفن ألمها عميقاً بداخلها،هي أرادت البوح بما في صدرها من آهات ولكن ردعها الجميع ومنعها ،استنكروا أن يتحول مهرجهم لشاعرٍ بائس،أو مطربةٍ ذات صوت مجروح ينشد بصوته ألمه وجميع ماعاشه من ظلم
هي لن تُكرر الخطأ مرتان،لن تدفن ألمها مجدداً ،هي أدركت مدرى شناعة فعلتها،عندما علمت بأن دفن الألم يساوي دفن السعادة الحقيقية معه
تلك الفتاة التي تجلس على الأطلال لأول مرة، تروي حزنها وبؤسها لنفسها لا لأحدٍ آخر
قررت أن تحيى.. ~
1ela27