في الصباح وبعد شروق الشمس

86 20 6
                                    

سافر ليونارد الى مدينة زوجته، فقد قرر ان يدفنها هناك عند اهلها كما وعدها من 8سنوات

لم يستطع ليونارد اخذ طفليه معه لذا قرر تركهما عند جاره بيدرو ،فلم يستطع الاخير السفر معه بسبب ذلك الشغل الكثير الذي يرهق كيانه كما كان يجب عليه حرص زوجته والاعتناء بها بعدما شعرت بالم في المعدة من كل ماحدث

لقد فقدت اعز صديقةلها ..الصديقة التي وقفت معها في الشدة والحزن منذ بداية عمرها

رفيقة دربها التي يحترق قلبها شوقا لرؤيتها مرة اخرى

صدقوني هذا ليس بالامر الهين، ولتجرب نفسك مكانها، بما ستشعر يا ايها القارئ؟ بلا ذرة شك بالحزن الشديد

كما انها كانت مرعوبة من الظل الاسود الشبيه بكوزيت، الذي راته في شقة صديقتها امام الحمام فصارت تبكي وتنسحب، لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها

نظر اليها زوجها بيدرو باشفاق قائلا: «البقاء لله يا ريسيتا، هذه نهايتنا كلها ومن المستحيل ان يعيش الشخص اكثر مما كتب له» فانتظر الرد من زوجته لكنها ظلت صامتة جامدة كتمثال حديدي صامد
فاكمل بحزن: « انا ذاهب الى العمل مرغما،فانت تعرفين ظروف الشغل خاصتي »

وهي تبكي بقهر وحزن ،فهو لا يعرف ماتعانيه زوجته ريسيتا ولا ما تشعر به في تلك اللحظة فهي: متوترة خائفة حزينة جائعة فلم تضع لقمة طعام او نقطة.ماء في فمها منذ يومين وازيد

نعم، انها تريد تناول الطعام، او اكل كثير من الطعام ومنذ متى يمتنع الناس عن تناول الطعام عند فقدان او وفاة اقرب الناس الى قلوبهم وتفكيرهم

فهذه حال الدنيا يا اعزائي،البقاء لله فقط
وهنا نظر لها الزوج باشفاق فهو يعلم مدى حبها وتعلقها بصديقتها الراحلة كوزيت وقال: « اعتني بالطفال جاستن وكريستين[اولاد المرحومة كوزيت] واشتري لهما اشياء جميلة،حسنا؟ »

ردت مقهورة منهارة: «حاضر يابيدرو حاضر وخذ اوليفيا الى المدرسة و لوريا ولورا الى الروضة »

وهكذا خرج الاب آخذا بناته الى مدارسهن وجلست ريسيتا على مائدة الطعام تاكل بشراهة وتبكي بشدة على موت اعز صديقة لها وتستمع الى ايات من القرآن الكريم

وهنا سمعت ريسيتا صوت جاستن(وعمره 6سنوات)
ابن صديقتها كوزيت قائلا :« ماما ماما اين انت؟»
فتركت نادية ما امامها وذهبت مسرعة اليه وقالت: «ماذا تريد يا عزيزي جاستن ؟»

ورد الصغير جاستن: « انا اريد امي، اين هي يا عمتي ريسيتا؟ »

فترد ريسيتا منهارة:«ماما سافرت ياحبيبي، هل انت جوعان اخبرني، ماذا تريد ان تاكل؟ »

فقال متعجبا: « سافرت، لماذا تكذبين يا عمتي ريسيتا؟ امي ايقظتني الآن من النوم قبل التاخر عن المدرسة »

مفتاح عالم الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن