الْفَصل الأوَّل.

916 42 30
                                    

" الّطَبِيبة رُوز ماكأدامز ، رَجاء التَوَجّه لغُرفة الطوارئ. "

ارتَفَع صَدى الصَوت في أرجَاء المَشفَى الواقِع فِي برُوكلِين في مَدينة نيُويُورك لطَلَب الطبِيبة رُوز ، فِي تلك الأثْنَاء كانَت مَارِي تجمَع شعرهَا الأشقَر النَّاعِم على شَكل كَعكة فوَضَاوِية بعضَ الشَئ و تَضَع سمّاعتها الطبِّية عَلى عُنقِها لتتوجّه إلَى غُرَف أحد المَرضَى. مَرّت مارِي بمَكتَب الاستقبَال

"أُرِيد مَعلُوماتِ المَريض في الغُرفة A113 رجَاءً." قالت مارِي للمُوظَفة على المَكتَب ليَشُد نَظرَها الشابَّة القَمحِية ذات الشَعر الأسود الطَويل يهتز على كتفَيها إثرَ هَروَلتها قادِمةً بسرعة مِن بوّابة المشْفَى و علَى وَجِهها لَمحَةُ انزِعاج

"مارِي هَامُوند ، أنتِ أسوأُ شَخصٍ يُمكِن الاعتمَاد علَيه فِي إيقَاظِي ، ألَم أُخبِركِ أن تُوقظِيني ؟!" كَانت هَذِه رُوز المُتأخِرة عن عمَلها دائمًا بسبب نَومِها الثقَيل و مُحاولَات مَارِي البَائسَة في إيقاظِها صبَاح كُل يَوم ، و كُلِ مَرة تتلَقَى مارِي اللَوم .

أطلَقت ماِري ضحكة مُنخَفِضة لَكن كَانت عالية بِما يكفِي لتَصِل مسَامِع رُوز ، "لقَد أيقَظتكِ مئات المرّات ، إن لَم يَكُن آلافًا ، و لَكن مَن يستطِيع إيقاظَ رُوز و هَي تُحوِل كُل ما حَولها إلَى قنَابِل حَربٍ تُلقِيها عندما أقتَرِبُ مِنها" قَالت مارِي و هِي لا تزَال تَضحك.

قلَّبت رُوز عَينَيهَا و قَالت بنَفاذ صَبر "أنَا مُتأخِرة بِمَا يَكفِي ، لنتحدَّث على الغدَاء." ، لَم تُعطِ رُوز الفُرصة لمَارِي للرَّد و اتّجَهت مُسرِعة لُغرفَة الأطِبّاء لتُغَيّر ملَابسَها و تَلحَق بالنِّدَاء الذِي ملَأ أرجٕاء المَبنَى طِوال الخَمس عَشرةَ دقِيقَة السَابِقِين.

بدّلت رُوز ملابِسَها في أقَل وقتٍ استطَاعت قضَاءَه و اتَخذَت طرِيقَها إلَى غُرفَة الطوَارِئ. شَاركَها فِي الطَرِيق ستِيڤ الذِي كَان يبحَث عَنها كبَاقِي الأطِبَّاء و فرِيق المُمَرضِين في المَشْفَى.

"أينَ كُنتِ حُبًا بالله رُوز ! غُرفَة الطَوارِئ تَحَوَلت إلى الطَرِيق العَام من كَثرَة الزِحام و نِصفُ الفرِيق بحَث عنكِ !" قَال ستِيڤ و هُو يتَحرّك بِجانِب رُوز أو بالأحرَى هو قَد سبَقها ، سَاعدَه طُوله الفَارِه عَلى أنْ يَسبِقَها عِدَة خُطواتٍ و لَكِنّه لازَال قرِيبًا مِنهَا.

زَفَرت رُوز و نَظرَت إلى الشَاب الأشَقِر أمَامَها قائلةً "لنُؤجِل الحَدِيثَ عَن تأخِيرِي لوَقتٍ لاحِق ستِيڤ ، أنَا بالفِعل سأقَع فِي وَرطَة مَع تُوماس عِندمَا يُدرِك تأخِيرِي ، مَعلُومات عَن المَرِيض ؟"

"ذَكَر ، فِي الثلَاثِين مِن عُمرِه ، أتَى و هُو يَشتَكِي مِن ألمٍ فِي صَدره ثُم بدأ الوَضعُ يزدَاد سوءًا" مَدّ ستِيڤ يدَه بالسمّاعة الطبِّية لرُوز و هُو يتحدَّث فِي عُجالة و سَكتَ عندمَا وَصل الاثنَان إلَى الغُرفَة و ابتَعدَت رُوز عَن ستِيڤ.

مَـارِي رُوز | Marie Rose.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن