بِعاد (فلسفة قاتل ) [L.P]

part 3

يتدلى من السقف يربطه العار  تأرجحه الخطيئة سلبه شره كل مايستحق ان يشفق عليه هناك في الغرفة شبه المظلمة باستثناء مصباح تدلى فوق راسه ليكون بقعة مضيئة وسط العتمة كانها اخرجته من جوفها …...ان الظلام اسمى من ان يسكنه المجرمون  وهكذا تتبادله العتمة والنور كلا يرميه على الاخر

يتطلع بعينيه التي زخرفتها الرهبة يبصر عيونناً تحلق من حوله مليئة بكل شيء غير الشفقة مقل استفرغت انسانيتها

لشدة ما رأت

تكلل رؤوس الأطباء بالغار وزين راسه بالاشوك    

كانت الساعة قد بلغت الواحدة ليلا حين أدار ليام المفاتيح لتستقبله امه بعيون بللتها الدموع بقلق يسألها بدل القاء التحية "ماذا حصل ماما …"

"اهلا بالولد العاق ماذا تفعل الى هذا الوقت المتأخر في منزل هاري للعوائل حرماتها _" قاطعه صوت والده الذي كان يداعب شعر  وليام الصغيرالذي ضمه الى صدره كأن احد سيختطفه

- بابا هاري ليس لديه عائلة جميعهم في فرنسا لا يوجد سواه هو شقيقه توم

- هذا غير مقبول

-ابا هاري طلب من لوي ان ياتي ليفهمه بعض المسائل انت تعرف طالب المرحلة الاولى يكون مثل التائه ولوي ذكي حتى انه في السنة الماضية كان الاول على المرحلة الثانية واعتقد انه سيفعل المثل في الثالث  

- مادخلك انت يدرسون الفيزياء وانت جيولوجي؟"

- بابا لوي طلب مني ان اقله بالسيارة هل ارفض

يجيبه  صوت امه الحنون " لا ياحبيبي لوي صديقك منذ الصغر وبحكم العلاقة الطويلة التي تربطنا باسرته كيف لك ان ترفض "

"اها ويقولون ان النساء لاتفهم "يداعب وجنتي امه "حبيبتي ياماما " يجلس بجوار والده يلتصق به كالطفل "بابا نايل وزين كانوا هناك ايضا لقد درسنا كثيرا اه صح تذكرت لماذا ماما  تبدو كأنها كانت تبكي "

يقفز وليام من مكانه ليسبق الجميع " انها تبكي على الأطفال الذين سرق اعضائهم المجرم الذي قبض عليه بابا "

بعد ان سمع تفاصيل القصة الوحشية من والده غادر الى غرفته وقد ذابت كل مافي داخله من راحة وثقة وحب للنفس

كيف يمكن للإنسان ان يكون على مثل هذه الدرجة من التفاهة من اجل حب فان كم من السخف ان نتألم لمثل هذه الصغائر ويوجد أناس يعانون و يفتقدون لابسط المتطلبات في الوقت الذي تذرف الدمع من اجل العشق ان تغضب لخسارة فريفك ، خدش احدهم سيارتك ،تعطل هاتفك ، انقطع الانترنت  هناك طفل وفي نفس الوقت يصرخ لان قطعة من جسده قد استأصلت  هناك فتاة أجبرت على توديع عذريتها اتمنى من ابي ان يحرق هذا الطبيب حيا اتمنى ان يستاصل اعضائه دون تخدير كيف يمكن ان يكون الانسان بهذه الوحشية

كيف يجرؤ الانسان على سرقة جسد انسان وانا حتى كلمة احبك لا اجرؤ على قولها !

"ليام لماذا اراك شارد الذهن منذ مجيئك وانت لست على مايرام "

"وليام متى دخلت "

يعقد حاجبيه ببرائة ويديه ايضا "اها الهذه الدرجة كنت غائب عن الوعي !"

"وليام لا شيء ان ماتكلم عنه ابي مفجع جدا تخيل ان يحصل هذا مع اقرب الناس اليك نسيت كل همومي وانا افكر تخيل لو ان زوجين قاما بتجريب كل الطرق الطبية وزعوا الملايين هنا وهنا من اجل طفل صغير يزين حياتهم ويديم ذكرهم في الارض تخيل كم من الدموع ذرفوا تارجحوا بين الايمان والشك جربوا القنوط عاشوا تلك اللحظات التي يمقت فيها الانسان الحياة بل ويشعر ان لاحد يسمعه حتى الله وبعد كل هذا العنا ياتي لهم ذاك الطفل الذي ينشدوه ثم لايلبثوا ان يفرحوا قليلا فاذا به وبدم بارد ياخذ الطفل ويحوله من انسان الى مجمع لقطع الغيار "

بدات الدموع تتلالا في عيني الصغير وهو يستمع الى كلام شقيقه الذي يستطرد في الكلام

"وليام انت لاتعرف كم الخجل الذي انتابني وانا اقارن همومي وتفكيري وعذابي في عشق جايد مع مايحدث مع هؤلاء الاطفال انه لامر جلل حتى لاني وخلال هذه الدقائق القليلة صرفت النظر بل لم اعد افكر بها "

"يعني انك لم تصارحها "

"لا اعرف اني اكره نفسي ان صور الاطفال تلاحقني وتجعلني أشعر ان كل شيء مشاعري ومشاكلي وهمومي كلها تافهة "

"ليام الارض تدور ولاتتوقف على احد وانت ان امتنعت عن امنياتك والسعي في تحقيقها فلن يغير هذا في الأمر شيء ولن يرد الظلم عن احد ماتفعله سيزيد شخص اخر الى  البائسين وهو انت "

يتبادلان نظرة طويلة يحل الصمت ضيفا لبعض اللحظات يطرده وليام بصوته المليء بالرجاء "ليام صارحها غدا "

"غدا!"

"نعم غدا أليس غدا هو اخر امتحان حسنا اذا اخبرها بكل شيء ولها عطلة الخمس عشر يوم لتفكر بها "

يطيل النظر بدل الجواب "لماذا تنظر بهذا الشكل ياليام "

"وليام حبيبي تعال هنا دعني أحضنك حبيبي واخي الصغير لو انجب مئة طفل فلن ياخذوا مكانك في قلبي قل لي كيف لك ان تقلب مزاجي بهذه الطريق  "
"ليام لاتدغدغني انت تجعلني اضحك بصوت عالي "
يستمر ليام في مداعبته وهو يتمتم كيف فعلت هذا ...كيف قلبت مزاجي ويهتف الولد في حضنه "انا ساحر انا ساحر "

❤❤❤❤

لا تتابعوا بصمت اريد ان اشعر بوجودكم تعليق تصويت رايكم اذا اخطا املائية نبهوني  ❤🌸