part 9

218 13 0
                                    

عانقت قدماه الأرض ولم تشأ مفارقتها غير عابئاً بغربته وان المكان صحراء لم يعد فيها بشر باستثناء من هم خلف الغبار  يتأمل من حوله هذا الغبار يأخذه الى زمناً ليس بقريب أن هذه العاصفة كان قد رآها من قبل حيث كان والده يشبك كفه ويدور في الشارع بحثا عن الطحين حيث كان التراب يعبىء كل زاوية وحين تنظر من حولك ترى الجميع ثكلى بائسين حتى انك تظن  ان السماء تمطر هذا الحزن الرهيب لاجلهم  


-حتى السماء حزنت على الجنود القتلى فتلونت بلون الدم .

هكذا كان يردد بعض المارة

اما والده فكان يتمتم في وجل وانكسار وقد بللت دمعة بائسة خده الايمن بعد ان اعياه التعب وجلس على رصيف الشارع

كلا ان حزنها لا لموتهم ….. كلا  لقد ذهبوا الى القتال مغصوبين وهذا ما أحزن السماء ...هذا ما أحزنها

يعلو هدير المحرك بصوت مفاجىء حتى انه انتبه  ولاول مرة الى وجود مثل هذا الصوت كان يشبه شيء في ذاكرته

ارتجالا استعاد الدماغ ذكريات لم يرغب بعودتها

الثانية ظهرا عام ٢٠٠٣ كان قد مر على سقوط صدام أشهر ليست بالكثيرة

الشمس حارقة طابور طويل لاتعرف اين ينتهي وجوه متعبة ساخطة

محطة الغاز حيث استشرت أزمة الوقود .

واقفا بين الأب والأم  فكيف يترك في المنزل وحيدا في مثل هذا الوضع الذي صار الخطف يحصل في وضح النهار

حطت المروحية دواء صوتها في المكان تطاير الغبار في الأنحاء حتى اختلت الرؤيا

الان تذكرت لماذا تزورني هذه الذكريات في مثل هذه الظروف  أن هذا التراب أعاد لي ذكراء ذاك اليوم البائس من الحرب و ذكرا التراب المتطاير من المروحية الامريكية ، صوت هذا المحرك يشبه كثيرا ذاك الصوت اني يخيل الي الان ان مروحية ما تحط هنا واتمنى ان اكون مخطئ فانا لن اتحمل تذكر المزيد مما حصل هناك بقرب المروحية انا لااعرف كيف للانسان ان يكون مغفلا الى هذه الدرجة بل وساذج وحقير ايضا  ولا يكتفي بكونه مغفل بل ويتسبب في قتل أحدهم في سبيل حماقاته لكن ولماذا الومه انه شخص عادي اذا كان رئيس الجمهورية نفسه ارتكب مثل هذه الحماقة فلما  العتب على شعبه أن الشعب وبنسبة كبيرة نتاج حاكمه .

وفيما هو يغط في تحليل مامضى وما صار اصلاحه من المحال سحب من ذراعه لا يعرف كم استغرقه الوقت ليجد نفسه مرميا على الارض امام من يبدو عليه قائدهم ، وبعد ان تفرس في وجهه قليلا لانت ملامحه وصدح يسأله مستغربا

بِعاد (فلسفة قاتل ) [L.P]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن