بِعاد (فلسفة قاتل ) [L.P]

part 12

حين لوح القمر بيديه مودعا مفسحا المجال لفجر جديد ومع اول النسمات هب من رقاده وقد أفزعه ما رأى  في منامه من دماء متناثرة .

لم يكن بوده حين حاصرهم و سد طريق الخلاص في وجوههم أن يطول احتجازهم كان يظن أن الأمر لن يتعدى الساعات القليلة  لكن هاهو اليوم الثالث ولم يحرك ذوي الرهائن ساكنا .

عبست ملامحه وقست لهجته وصار يتصرف بفضاضة ان الحلم أخذ من هدوئه الكثير هل سيضطر لفعل ما فعله في منامه

ان يقتل احدهم !

بدأ يدير الأمر في عقله وحيث مزج جمود المنطق بجنون الفلسفة رُسمت النهاية   بما تقتضيه ظروف المجتمع .

سأقتل الفتاة !

- الفتاة ؟ أن ابنه ذاك اللعين المغرور احق بالقتل

- سميوني هو الحلقة الاصعب اذا قتلنا ولده فلا يعد له مايخسره

………..

لم يعد لدي ما أقوله ولدك ذكي جدا وفي كل مرة اجيبه يخرج لي بسؤال جديد انه لايقتنع

هدئي من روعك يجب ان تتماسكي

ليام في الصحراء وسط الوحوش وتطلب مني ان اهدء

اتحسبيني لا أدرك الجحيم الذي رمي ابني فيه لكن مابليد حيلة يجب ان اتماسك لكي اخرج بخطة

خطة ؟! تقصد انك لم تطلق سراحه ؟ حسنا لم اجادلك فمن المحال اقناعك لكن ارجوك جد لي حلا مع وليام ارجوك انه اذكى من ان يخدع

ضمها الى صدره لتنفجر باكية لقد اتعبها ان تتضاهر طوال هذه الايام بان شيء لم يحدث .

وبعد ان اخرجت ما في جوفها من دموع قبلها على وجبينها ثم مضى  الى وليام تلبيتا لطلبها .

جلس الى ولده بعد ان داعب شعره بابتسامة شريرة كما يفعل في كل مرة ، امسك الولد من خصره ليرفعه الى الاعلى ليبدا الولد بالصراخ خائفا  .

ابي انزلني ساقع ….. ابي انت تعرف اني اكره هذه اللعبة

أرأيت انت اذكى مني وانا اشجع منك

حسنا انا موافق انا جبان ...انزلني فقط بابا

تهالك الولد على السرير ولازل قلبه يخفق من الخوف سحبه والده ليحتضنه وبدا يؤنبه معتصر انفه .

لماذا تزعج امك بلاسئلة ايه الشقي

بابا انا قلق على ليام هو لا يجيب على مكالماته ان تلك الصحراء التي ذهبوا اليها لاتبعد كثيرا عن الانبار هناك حيث داعش …. بابا انا قلق….قلق جدا

استمع لي وليام  ان ذكائك يمنعك من الاطمئنان وتصديق مانقوله لك من اعذار والتي لوكان احد اقرانك محلك لصدقها دون جدال  ان ذكاء الشخص يكون عبئا ثقيلا بعض الاحيان لذا عليك ان تحتويه وان تكون من القوة لتتحمل كل ما ستدركه ولا يدركه غيرك  .