- 16 -

8.2K 485 29
                                    

كانت جالسة على السرير في غرفتها زوالا، شاردة في صفحة فارغة من دفترها و هي تلعب بالقلم في يدها. إبتسمت عندما تذكرت ما حدث أمس في المخيم قبل عودتهم إلى شاطئ الجزيرة.

####

هزّت صوفي كتف ريما للمرة الثانية و هي تطلب منها الاستيقاظ، لكنها بدل أن تنهض، أدارت ظهرها لصديقتها و غطّت جسدها بالملاءة جيدا.
- ريما. هيا، إستيقظي. لقد إستيقظ الجميع سواكي! بل شرعنا في إعداد الفطور!

إعتمدت ريما على كلتا يديها لتجلس، و هي تحاول فتح جفنيها بصعوبة بالغة. إفتر ثغر صوفي عن ضحكة صغيرة و هي تراقب رفيقتها تعاني لتستفيق، ثم جمعت كيس نومها، و ساعدت ريما على النهوض و جمع أشيائها أيضا.
- إلى متى ستتجنبينه؟
- من؟
- لا تتغابي!
- أنا لا أتجنبه.

رفعت حاجبيها مستغربة:
- لا تتجنبينه؟!

ثم إبتسمت و أشارت خلف ريما بحركة سريعة من رأسها.
- إنه قادم.

تصنمت مكانها.
- من؟ ماكس؟
- إهدئي! لما كل هذا التوتر؟

إستنشقت ريما نفسا مرتعشا، تركت أشياءها على الأرض، ثم قامت من مكانها دون أن تلتفت خلفها و غادرت مسرعة كالهاربة، فلحق بها ماكس. نادى عليها لكنها لم تستدر، و إستمرت في هرولتها إلى أن إستضمت بمخيم يحمل قدر حساء مفتوح يتطاير منه البخار. تمكن ماكس من الوصول إلى ذراعها في تلك اللحظة، أمسك بها و سحبها إليه، ثم ضمّها إلى صدره فانسكب الحساء بجانبهما و عند قدميهما.  
- أنت بخير؟

رفعت كلتا كفّيها إلى ظهره، ثم أغلقت جفنيها و ضمّته إليها.
- أنا.. بخير.

إتجهت نحوهما نظرات المخيمين المصدومة جميعها، و إعتلى صوت همساتهم التي تسأل عن ما حدث، و هل هما بخير. تبسمت صوفي و هي تراقبهما، ثم تمتمت لنفسها:
- لابد و أن قلبها يرقص بجنون الآن.

####

إستيقظت من شرودها عندما طرق ماكس باب غرفتها متسائلا:
- ريما، نائمة؟

ترددت لبعض الوقت ثم أجابته:
- أنا.. مستيقظة.
- هل أستطيع الدخول؟

أغلاقت دفترها، وضعته جانبا، ثم قامت واقفة و هي ترتب شعرها.
- تفضل.

فتح الباب، و طل من خلفه مبتسما.
- أحضرت بيتزا على الغداء. أنت جائعة؟

بادلته بنفس إبتسامته ثم إكتفت بايماءة صغيرة.
- فلنسرع إذا قبل أن تبرد.

ثم غادر، فخرجت من بعده. كان واقفا عند الثلاجة، أخرج منها قنينتي مشروب غازي، ثم وضعهما على المائدة، واحدة أمام صحنه و الأخرى الصحن المقابل له، ثم أشار لريما بالجلوس، ففعلت. قدم لها قطعة بيتزا، ثم أخذ واحدة لنفسه، و جلس ليتناول غذاءه.
- اليوم آخر يوم لنا على الجزيرة. ماذا ستفعلين؟

حب الصيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن