- 15 -

9.1K 504 40
                                    

فتحت ريما جفنيها عندما لامست أشعة الشمس وجهها،  فوجدت إبتسامة ماكس أمامها. كان لا يزال مستلقيا، يريح ذقنه على الحقيبة التي تفصل بينهما، و هو يتأمل ملامحها. قفزت جالسة كالمصدومة، رتّبت شعرها بسرعة، ثم مسحت على جفنيها ثم بقية وجهها. سأل بصوت هادئ صاحبته بحة لطيفة:
- هل نمتي جيدا؟

أومأت له دون أن تلتفت إليه، ثم تنحنحت.
- و.. و أنت؟
- نمت كالمولود. لم أكن أعلم أن النوم وسط غابة مريح هكذا!

إلتفتت إليه ضاحكة.
- يال مزاحك!

تبسم لها.
- و أخيرا نظرت إلي!

تعانقت نظراتهما في صمت لمدة طويلة، إلى أن قررت ريما أن تشيح ببصرها. أشارت إلى المخرج و همّت بالوقوف متلعثمة:
- س.. أذهب.. علي.. الذهاب.. أعتذر..

عضّ على شفته ضاحكا إلى أن خرجت، ثم همس لنفسه:
- نسيت كم تبدوا ظريفة عندما تشعر بالإحراج.

****

أعدّ المخيمون فطورهم و تناولوه معا. و عندما إنتهوا من تناول وجبتهم، تعاونوا على التنظيف و غسل الأطباق، ثم شرعوا في إعداد شطائر للغداء.

وقفت صوفي أمام المخيمين، ثم طلبت إنتباههم قائلة:
- بعد أن نعد غداءنا، سنحمله معنا و نغادر موقعنا إلى موقع آخر.

لوحت بمجموعة من الأوراق المطوية في يدها.
- سنعطي كل ثنائي منكم خريطة، و هي عبارة عن لغز يحتاج حلا. ثم سننطلق في الغابة بحثا عن الموقع الذي يشير إليه اللغز. و هناك سألتقي بكم أنا و سام. و أول من يصل، سيفوز ببطاقة ترخص له الدخول إلى أكبر منتجع في الجزيرة، و الإستمتاع  و الإسترخاء فيه لمدة يوم كامل.

إبتسمت لهم ثم أضافة لتختم شرحها:
- هذا كل شيء. سأفرق الخرائط بعد قليل، أما الآن فلنكمل إعداد وجباتنا.

ثم تركت موقعها، إلتحقت بريما و إنضمت إليها في تقطع قطع الخبز و ملئها بخليط التونة و المايونيز.
- إذا؟

تساءلت ريما دون أن تلتفت إلى رفيقتها:
- إذا.. ماذا؟
- ما الذي حدث ليلة أمس؟
- لا شيء. فقط.. تحدثنا، لعبنا لعبة أسئلة، ثم خلدنا الى النوم.

تقلّصت إبتسامة صوفي.
- هذا كل شيء؟

إكتفت ريما بايماءة و هي منشغلة بتقطيع الخيار على شكل دوائر.
- لما لم تفعلي شيء؟ على الأقل أخبريه بحقيقة مشاعرك!
- ماذا لو أخبرته عن مشاعري، لأكتشف أنه لا يبادلني؟ أ تعلمين كم سيكون الأمر محرجا؟
- إذا، تفضلين أن تخسريه على أن تحاولي؟
- لن أخسره! سنبقى صديقين.

حب الصيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن