الفصل الأول

79 7 2
                                    

أول لقاء 

- الوقت... بحكم سني لم أكن من المستهوين لمعرفة أهمية هذه الكلمة، لكن أحزر أن هنا تتجلى سخرية الحياة وجبروتها علينا فهي قد تعطينا درسا في لحظات حرجة أو في أوقات نكون نحن غافلون عنها...

-وكما يحدث مع الجميع إختارت الحياة أن تعطيني درسا عن أهمية الوقت معتمدة على توقيت إنسحابي من المدرسة مع صديقاي المستهتران ، انه لتوقيت سيئ فهذا ما أسميه السخرية الكئيبة. أعني هل كان ضروريا أن يعلق قميص روز في سياج المدرسة لحظة إقتراب الحارس منا

لقد كنت في حالة مشتتة تماما لا أعرف كيف أساعدها و أستطيع سماع ضحكات أونيكس بوضوح

في ثواني إستطعت تمالك نفسي وترتيب أفكاري فأمسكت روز من ساقها لكي أساعدها على الإتكاء علي فإستعادت توازنها ثم إستدرت إلى الأخرق أونيكس هامسة "أقسم بكل ما أوتي إلي من أفكار بأن أجعل حياتك جحيما، إذا لم تجمع شتات نفسك وتأتي حالا لكي تساعدنا". أنهيت جملتي بنظرات فارغة كالعادة فأنا لايستهويني أن أترك لأي شخص كان مجالا لكي يدرسني ، أعتقد أن كلماتي أعطت مفعولا فقد توقف اونيكس عن الضحك وتقدم نحونا بخطوات مترنحة بفعل إجبار نفسه على الكف عن الضحك فأمسك يد روز قائلا "توقفي عن توترك الغير مجدي نفعا وفقط إقفزي نحوي لأن القميص قد تلف و التشبت به لا معنى له" أومأت روز برأسها والدموع في عينيها متحجرة، فهي بطبعها تكره المواقف التي تظهر ضعفها

-بعد محاولات قليلة نجحنا في مساعدتها لكن يا للمفاجئة فقد نجحنا في إعلام الحارس عن مكاننا بفعل ضجيج السياج،إستطعنا تمييز صوت مفاتيحه التي يعلقها في وركه الأيسر، لطالما تساءلت لماذا يتعمد إصدار صوتا بهم ،لا بد ان الأمر يعود إلى كونه يتفاخر بوظيفته أو بالأحرى بسلطته الوهمية ، توقفت عن التفكير و أجلت الموضوع إلى وقت أخر أعتقد أن هذه مسألة أخرى سأفكر فيها أذا لم يتم أكتشاف هروبنا . وكما إتفقت مع روز و أونيكس فإننا ما إن نعبر السياج سنركض إلى إن نبتعد كفاية عن المدرسة...ركزت بأنظاري على الأخرقين وتأكدت من حالة روز ثم أعطيتهم إشارة لكي ننطلق. فهمست قائلة،تجنبا من إثارة حواس الحارس"اونيكس سأخذ الشارع الأمامي وأنتما الخلفي، فلنلتقي في مقهى العم حسنا؟" أومئ لي بإبتسامة مطمئنة أخذت شهيقا و تركت العنان لرجلاي،أعتقد أني سمعت صراخ الحارس و يأمرني بالوقوف.لكن و كالعادة لم و لن أهتم له. بعد ان تأكدت منأمان الوضع تباطئت في خطواتي واخذت هاتفي المحمول من المحفظة و ارتديت السماعات.

- أميل إلى الإبتعاد عن ضجيج الناس ، فأنا أرتاح في عالمي الخاص <عالم الأفكار> ،لا ارتاح في النقاشات الطويلة و عوض ذلك ألتجأ إلى الكتب عند الملل وأجد أجوبة لتساؤلاتي بمفردي، هذا هو تحليلي العام لشخصيتي الغريبة ، و إعتمادا على ما يناديني به صديقاي الاخرقان (كونزيت الحالمة) لأن تجاوبي مع من يحيط بي يحدث في حالات تعد على الاصابع

تهور بريئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن