فتح الباب... لقد كان مستقبلنا إمرأة تبدو في أوائل الثلاثين ، لا أعتقد أن كلمة جميلة ستكون مناسبة لها ، شعرها كان متموجا مرميا على ظهرها يتحرك بحرية تامة بينما كانت عيناها ذو لون بني غامق مثل لون شعرها أما أنفها و شفتاها فقد كان بينهما تناسق تام من حيث الحجم الصغير أما جسمها فقد كان كفتاة عشرينية ترتدي فستانا رمادي ذو حزام أحمر تناسقا مع الكعب العالي الأحمر ما إن إبتسمت لنا حتى ظهرت بعض التجاعيد تحيط بعينيها لكنها زادتها رونقا "يا للهول ، مرحبا بكم ، سعيدة لتلبيتكم لدعوتنا ، أنا السيدة مونديتشي يمكنكم فقط مناداتي جوانا ، أوه يالا وقاحتي ، تفضلوا إلى الداخل، دعيني أساعدك عزيزتي " كانت مفعمة بالحيوية ريثما تتكلم و الإبتسامة لا تفارق وجهها ، نقلت بصرها متفحصة كل وجه و تلكأت عندي فقد طالت تحديقتها لكن لا يبدو أن أحد لاحظ هذا . مررنا من الرواق لكن لم أتفحصه لأنه لم يكن لدي أي فضول بالبتة تم إستدرنا يمينا فدخلنا إلى غرفة المعيشة مع أنها متوسطة الكبر إنما الأثاث الذي كان يكتسحها يعطيك إحساسا بدخولك لمكان أثري فحتى الأرائك و السجادة تعطي إنطباع الأثرية، لكن على ما يبدو فغرفة المعيشة لم تكن وجهتنا فقد تابعت مضيفتنا خطاها فتبعناها ، مررنا من أمام المطبخ لكن لسرعة السيدة مونديتشي لم تتح لي فرصة رؤيته تجاوزنا الدرج من الجانب الأيمن ثم فتحت باب الحديقة الخلفية و إستدرنا يسارا حتى وصلنا إلى إلى مكان تجمع العائلة بأكملها
فوضى ...كلمة فوضى بسيطة بالمقارنة بما يحصل أمامي ، لقد ركزت مع مجموعة الأطفال التي تتناقز في كل مكان، تجربتي مع الأطفال نادرة فأنا حقا لا أحبهم ، على ما يبدو أنني سأعاني في هذه المناسبة، تقدمنا نحو تلك العائلة فأنتبهوا لنا لكي تتوجه كل الأنظار نحونا لكن بطريقة ما أحسست أنها موجهة نحوي فقط ... لا بد أن هذا نابع من توتري ، أثناء جو الترحيب و التعارف كنت مشغولة بشيء أخرلقد كنت أبحث عنه ، أحاول تمييز وجهه لكنه لا يوجد ...إنه غائب أو ربما كنت فقط أهلوس نسبيا
،جذبتني روز نحو أمي و أبي حيث كانوا يتبادلون أطراف الحديث مع وجوه جدد وسط جو من الضحك ، جو ... لا أحبذه " كونزيت أقدم لك السيد مونديتشي" إبتسم والدي ريثما يشير إلى الرجل الأربعيني الواقف أمامي ببذلته الزرقاء بينما ملامح وجهه عادية بشكل غير مباشر تعطيك إحساس الإنجذاب نحوه ، تخلل الشعر الرمادي كامل رأسه أما عيناه فقد كانتا ذو لون سماوي أزرق لكن وجهه لم يستطع الهروب من تجاعيد الوقت ، تكلم الرجل بإبتسامة " أوه ، أرجوك ناديني سامويل أو سام لا داعي للرسميات " مع أن الكلمات كانت موجهة لوالدي إنما نظراته كانت جامدة علي و تتفحصني " سعيد للقائك ، كونزيت إسم جميل كصاحبته، أتمنى أن تتمكني من التوافق مع الأولاد هنا هم في مثل سنك " " أجل" أجبت بإقتضاب لأنني لم أعد مرتاحة لهذا الجو ، إسترسل والدي في كلامه دون ملاحظة غرابة جيراننا " ثم هناك يا عزيزتي ، إبنة السيد مون... أوه أسف ، سام إسمها كارمين و زوجها دان إنه قريبها أليس هذا جميلا " توجهت أنظاري نحو المعنيين بالأمر ، كان فقط النظر نحوهما يجعلك تشعر بمدى تعلق بعضما ببعض ، كلاهما كانا جميلان فشعرهما البنيو العيون البنية مع إبتسامة لا تفارق وجهيهما أعطتهم هالة جذابة ، كلاهما قد لاحظاني أتأملهما و لكن لم يتفاجؤوا إنما إبتسما لي و صرخا لبعدهما عني بمرحبا ، و كالعادة لم يخلوا الأمر من تفحصي لقد بدأت أشك أن شكلي غريب ، كان علي أن أبدل ملابسي فلابد أنهم يعتقدون أنني غريبة الأطوار ... لكن لا يهمني الأمر " حسنا ، عزيزتي هل تمانعين الإنضمام للأولاد هناك صديقاك قد سبقاك " وجهت مضيفتنا جوانا السؤال بإبتسامة رفعت رأسي و تبادلنا النظرات لثواني فوضعت يديها فوق كتفي ساحبة إياي نحو مجموعة الأولاد " أتمنى أن تستمتعي بوقتك و تصادقي الأولاد ، فأنا أرحب بتواجدك في المنزل دائما ... حسنا؟" أومئت بأدب متغاضية عن كل هذه التصرفات ، ما إن إقتربنا من المجموعة حتى تركتني عائدة بخطوات قافزة لا علاقة لها بسنها تجاهلت الأمر و تقدمت نحو تلك المجموعة ، أول من ميزت فيها هما روز و أونيكس و على ما يبدو فقد إندمجا بسيولة ، لم أحب إثارة إنتباه أي أحد لذلك جلست قرب روز بدون إصدار أي صوت .
إسترسلوا في الحديث دون ملاحظتي ، تفحصت أولئك الحاضرين ، فتاة و ثلاثة أولاد يبدون في مثل سني بينما يتناقز طفلان صغيران في الأرجاء أراهن أن سنهما لا يتجاوز الخمس السنوات ، بينما أنا أتأمل في الوجوه أحسست بوجود شيء مشترك في هذه العائل لا أفهم ماذا أو ما هو لكن أحس بغرابتهم ، لكن على ما يبدو أنا الوحيدة التي لاحظت هذا ..." منذ متى و أنت هنا كون؟"
أنت تقرأ
تهور بريئ
Fantastikالوقوع في الحب أمر مسلم به و طبيعي جدا...لكن ماذا إذا تدخلت الأقدار في فرصة وقوعك في الحب،و لم تستطع الفرار من ذلك الحب،حيث أن هناك قوى أقوى منك تتحكم بك و بمشاعرك،هذا ما ستعيشه كونزيت عندما ينتقل الفتى الغامض و عائلته إلى المنزل المجاور لمنزلها...