أول لقاء
إستيقظت ككل مرة يراودني فيها هذا الكابوس خائفة ، تنفسي غير منتظم و كأنني كنت أجري ودقات قلبي متسارعة، لكن المفاجئة أن هذا صباح و ليس منتصف الليل يعني أنني نمت طوال الليل بدون أية مسكنات ، حسنا هذا شيء جديد، تحققت من الساعة على هاتفي و كما يبدو مازالت الثامنة صباحا و بما أنه اليوم السبت فهو يوم عطلة، أي ليس لدي أي مخططات على مايبدو سأقضي يومي في غرفتي كالمعتاد ، نهضت من سريري و ذهبت إلى المرحاض حتى أغسل وجهي كالمعتاد، نهضت من سريري وذهبت إلى المرحاض حتى أغسل وجهي ،فتحت الصنبور و رششت وجهي ببضع قطرات ماء، ثم رفعت رأسي ناحية المراة، تفحصت ملامح وجهي كأنها أول مرة لي، أنا لست جميلة أو فائقة الروعة لكنني مقتنعة بملامحي فقد ورثتها من والدي فعيناي سوداواتان جدا لدرجة من يراهما سيظن أنني أضع العدسات وأعتقد أن هذه العيون هي ميزتنا في العائلة بينما أنفي وفمي صغيران أما بشرتي بيضاء و تميل إلى الشحوب فكما إعتادت أمي القول"يجب أن أعالج مشكلة بشرتك أخاف أن تختفي عن ناظري يوما،فأنت شفافة جدا عزيزتي"لكن لن يخفى عن أحد أن ملامح وجهي تدل على شخص يغاني في صمت فظل الإكتئاب يطل من وجهي لدرجة كبيرة...تخلصت من هذه الأفكار بسرعة فأنا لا أحب التطرق لحالتي النفسية أو مشاكلي النفسية.
إرتديت سروالا رياضيا وقميصا دافئا من الكتان و كلاهما كانا ذو لون أسود تناسقا مع عيني و شعري الفحمي ثم رتبت سريري و نزلت إلى الطابق السفلي نحو المطبخ بالضبط. وجدت أمي و أبي هناك كل منهما يقوم بروتينه اليومي فأمي وكعادتها تعد الإفطار لنا كل يوم لا تمل من هذا الأمر وكن يشحنها عوض إتعابها .ثم هناك أبي الذي يتمركز في طاولة الطعام في منتصف المطبخ حاملا كتابا من كتبه التي تتحدث عن الثورات و الحروب مع أن هذه المواضيع لا تتطابق بالبتة مع شخصية والدي الهادئة و أفكاره المسالمة ، لكنه يميل إلى تعلم الحكمة منهم ، أعتقد هذا ..
"صباح الخير" قلتها و أنا أسحب الكرسي بحذر كيلا أعكر هذا الهدوء رفع والدي رأسه مبتسما إلي "صباح الخير ،عزيزتي كيف حالك ؟" "بخير"إجابة مقتضبة كالعادة ، إستدارت أمي و تفحصتني بنظراتها ما أن حاولت التكلم حتى تنحنح والدي منذرا إياها ، تداركت الأمر و إبتسمت "صاح الخير جميلتي " لم أعلق عما حصل أمام ناظري بالعلن مهما كانت قسوتها مع ذلك هم أكثر شخصين أحس بالإنتماء لهم و التفاهم معهم و لو بكلمة.
حظيت بوجبة الإفطار ببضع لقمات و تجرعت كأس العصير ثم جمدت في مكاني لأنه ممنوع أن أغادر المائدة بينما هناك من لم ينتهي من وجبته..."كونزيت عزيزتي هل لديك أي مخططات اليوم؟" تساءل والدي بفضول ظاهر ، نفيت برأسي قائلة "سأقضي اليوم في غرفتي" "هل تمانعين أن تنضمين لي و لأمك لزيارة جيراننا الجدد في وقت الغداء ،لقد رحبوا بنا ،بما أننا الأقرب لهم في الحي...".
![](https://img.wattpad.com/cover/149924427-288-k524843.jpg)
أنت تقرأ
تهور بريئ
Fantasíaالوقوع في الحب أمر مسلم به و طبيعي جدا...لكن ماذا إذا تدخلت الأقدار في فرصة وقوعك في الحب،و لم تستطع الفرار من ذلك الحب،حيث أن هناك قوى أقوى منك تتحكم بك و بمشاعرك،هذا ما ستعيشه كونزيت عندما ينتقل الفتى الغامض و عائلته إلى المنزل المجاور لمنزلها...