| الفصل الثالث |

610 13 2
                                    














| دانية .. |

استيقظتُ مفزوعة
ظننتُ بأن هناك شيء يتحطم ..
لكنهُ تحول الى يقين بعد سماعي صوت التكسيرر..
نهضت بتردد .. لم يكن لي الحق
لكنني حاولت النزول .. وصلت الى نهايه السلالم
حيثُ كان يجلس مُنكسراً كـ تلك الاشياء الزجاجيه
نظراته منكسره لدرجة كبيره
الحزن العميق الذي يغلفهُ
و لمعة عيناه الحزينه تخبرني بـ آلم دفيـن
سكونهُ في تلك اللحظة لم يكن سوى دلاله على ارهاقهُ
فالانسان لا يصمت او يهدأ من تلقاء نفسه بعد موجة غضب
الا وقد تسلل الوجع ليتسرب في داخلهِ بشكل تام
وقع نظري ليدهُ الجريحه .. كانت الدماء تدفق
بشكل كبير
خطيتُ خطواتي بحذر خوفاً من ردة فعله
و تلك الشظايا التي ممكن ان تصل الى مكان عميق
اخيراً جلستُ بجواره و بيدٍ مرتعشه
امسكتُ بيده ببطء رفع رأسه
نظراته قاتلة تخبرني بضرورة ابتعادي
لكن دون جدوى
عجزتُ عن ترك يده .. شعرتُ بدفء ينتقل الي
همست : وين الاسعافات الاوليه !
لم يتكلم اشار الى رف في الزاوية .. اتجهت لاحضرها
ثم عدتُ .. كانت ثيابه ملطخه بالدماء
سحبتُ يده بخفه بينما كان يود ازاحه يدي
لكن اغمض عيناه الماً بحاجبيه المعقودين
عقمتها و قمت بتنظيفهما
بعد ذلك لففتُ الشاش حولهما ..
تلطختُ ايضا بتلك الدماء
تحولت قطعه الشاش الى بقعه حمراء
نهض بصعوبه .. ساعدتهُ للوصول الى غرفته
ثم اتجهت للاسفل بعد ذهابه للسرير
نظفتُ المكان و رتبته لاصعد بعدها
تزامن مع رنين هاتفي نظرتُ للمتصل كانت مرام
اجبتها لتهاجمني بسؤالها ..
مرام : وينه
قلت بهدوء : تتأذين انتي ويا اذا رحتي
مرام : عالاقل اظل ويا
التمستُ الترجي في نبرتها
لم يطاوعني قلبي في عدم اخبارها
فنبرتها تدل انها ستبكي في اي لحظة ايضاً
ترى هل الحب هو عدم الخوف والتحدي
ام التضحيه من اجل سلامه الطرف الاخر
اجبتها بهدوء : ب لندن ..
اغلقت الهاتف في وجهي لابتسم بهدوء ..
وضعت رأسي فوق الوسادة
تذكرتُ والدتي فجأة ..
تساءلت لماذا لم تتحمل من اجلنا ..
لماذا استسلمت فوراً وتخلت عنا
اما ابي الذي لا يحبذ رؤيتي فقط لذلك الشبه الكبير بيننا
دوما ما يقول لي بأنني نسختها لكن
أليس هو الذي اخطأ بحقها
فلماذا هو الذي يظهر دور المظلوم دوماً
شددت قبضتي فوق الوسادة
احياناً اشعر بأننا تلك الغلطه التي يتحملون نتائجها
لم اخلد للنوم حينها بقيتُ مستيقظة حتى الصباح
كان ذلك مُرهقاً
التفكير جداً مُرهق و متلف للاعصاب
و لاول مره يرن هاتفي صباحاً بأسم والدي
اعتدلتُ في جلستي
لاحظتُ تلك الرجفه التي انتابتني لازفر بضيق
اجبتُ بصعوبه صدري يعلو و يهبط خوفاً
اضطراب و ألم يجتاح داخلي
جاء صوته الحاد لاغمض عيناي برهبه ..
اياد : عبالكم تلعبون ع كيفكم !!
تلك النبره التي لا تبشر .. فخلفها يوجد عقاب كبير
عقاب لا اعلم كيف يمكنني تحملهُ
ابتلعتُ ريقي دون كلمات اكاد اجزم انهُ يتلذذ بسماع اضطرابي
ليقول ببرود قاتل : هسه ترجعين و الا لا مرام ولا مالك ولا جود يبقون بهالحياة
يرحون لعالم الاخره ..
حياة 3 بأيدج
اغلقه بوجهي لاشهق باكيه ..
جاء صوته وتهديده فقط ليزعزع داخلي
ليجعلني غير قادره على الرفض
فهو يتلذذ بـ تعذيب الاخرين
رفعتُ يديَ مستسلمه .. لم يتبقَ حل اخر نهضت لاتجه نحو الحمام
غيرتُ ثيابي التي كانت مليئة بالدماء
اخذت حقيبتي و هاتفي ..
قبل خروجي مررتُ بغرفته ..
كان يَنام بعمق .. آثار التعب واضحه فوق ملامحه ..
شعره الفَحمي مُتناثر على عينيه .. ليحجبهما قليلاً
اتجهتُ للخارج صُدمت بأحدى سيارات والدي
يعلم انني سأستسلم
ليتني املك قدرة محاربته ..
ركبتُ ليتجه نحو المنزل
ليلة .. ليلة واحده كل الذي قضيتهُ خارج ذلك الجحيم
ارجعتُ رأسي للخلف لاغمض عيناي
خلدت للنوم متناسيه كل شيء ..
اين سينتهي كل هذا لا اعـلم
لم اشعر سوى بمياة بارده تجعلني استيقظ فزعه
اتسعت عينيَ بصدمة
دانية : اكوو واحد هيج يكعد البشر !!
اردف ببرود : وقت عقابج
ابتلعتُ ريقي بصعوبه ..
لمعت الدموع في عينيَ اشار الى زاوية المكان
كان يوجد قفص
اياد : ثعابين بس اني احتاجج حيه
ليش ماجرب شي جديد .. لا ضرب ولا حبس
صعقات كهربائيه
انتفضت حاولت النهوض لكن لم استطيع بسبب القيود
صرخت : عوووفنـي
قال : تتزوجين لو تجربين الكهرباء
قلت سريعاً : موافقه .. بس عوفني
فَك قيودي ليبتسم .. خرجت راكضه نحو الاعلى
جلست على الدرج شهقاتي تملأ المكان
نظرت للخارج لن يأتِ فلا يوجد شيء يحثه على المجيء
سينتهي بي المطاف زوجه لشخص لا اعرفهُ

الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن