| الفصل السابع |

442 12 1
                                    







| مالك .. |

مرت تلك الايام ببطء شديد و كأنني انازع بها
جميع الوان الحياه اعلنت أخماد الحياة في داخلي
وكأن شخصاً ما عمدَ الى سحب روحي و انتزاعها
كانت ولا تزال تلك الصوره محفوره في مخيلتي
كأنها حدثت قبلَ قليل بشاعة المنظر و قساوته
رغم كل صلابتي و مدى صمودي لم استطع
تقبلها .. فشعرتُ بأهتزاز فضيع يُفتك كل شيء
وكأنني لم اعشْ سوى وَهم
كلمات الحُب
الرسائل الكثيره
و التضحيات التي شهدت مدى تعلقنا ببعض
اضحت الان مُجرد زيف
يشهد الان على كذبها و خطيئتها الكبرى
اخبرتها كثيراً بأنني اكره الخيانه
الخداع و الزيف
اخبرتها بأنني سأهبها كل شيء
الحياة التي حرمت منها سأكون اباً و اخاً وكل شيء
لكنها اختارت طريقاً اخر
ذلك الطريق الذي عمدت فيه الى كسري بإبشع
ما يكون ...
كنتُ اجلس في الحديقة بعد الفطور الهادئ
لم اود التوجه الى غرفتي
فضلتُ العزلة في مكان اخر ..
اتت لتجلس بجواري
نظر كلانا الى الورود التي تزين الحديقة
مالك : ليش مرات نكون بلا حظ لدرجة اليأس
ابتسمت لتقول : وليش ما تفكر انو الله يحبك
و هذا مجرد اختبار راح تكدر تتجاوزه
معها حق ..
ربما هو مجرد عثره تنتظر ان اعود كالسابق و افضل
قلت ؛ تتوقعين امي وين !
صمتت دون ان تجيب
لاحظتُ لمعة الدموع في عينيها
اعتصر الالم قلبي اضعافاً فالضعف الذي يحيط بنا
يُدمرنا لا اكثر
همست بصوت مخنوق
_ تدري برغم كل شي ودي اشوفها اشم عطرها
و اظل نايمه بحضنها بعدني احتاج حضنها
ابجي علي
حضنتها لأقول بمزاح : مليتي من حضني
قالت : اريد امي مالك .. اكو اشياء ماكدر
شكد قريب مني بس متعوض نقصها
مُحقه .. فهي تحتاجها دوماً لكن اين سنجدها
همست : اني من الحادث حتى ما اتذكر شكل امي مالك
ماجاي اتذكرها ..
حادث لعين كمن كان سبباً فيه
حين تركت والدتي والدي
كنتُ ابلغ العشرون بينما هي تبلغ الثالثة عشر
و جود سنه واحده بقي بين ايادي المربيات
و بيننا .. رغم صغر سننا الا ان اهتمامنا به يزيد
كان كالنور وسط الظلام
ذات مره كُنا عائدين من المدرسة برفقة السائق
حدث حادث سير لتصاب بفقدان ذاكره جزئي
تذكرت الجميع الا والدتي ..
ظننتُ ان الامر لم يستمر طويلاً
لكن مازالت للان لا تتذكر شيء
مرت عشر سنين دون جدوى او تقدم
ايضاً انا لا اتذكر عائلة والدتي فقد كنا صغاراً
و متاعب والدي انستني كُل شيء
مازلتُ احتفظ بالقليل من ملامحها ..
كان ذلك لصالح والدي فهو يكرهها
و ليس كأنه من خانها تماماً الان علمت سبب تركها
فهي كانت تُحبه فلم تتحمل ذلك
تماماً كما حصل معي كنتُ احبها جداً
لدرجة انني لا استطيع تحمل كل ذلك
نهض كلانا بعد مجيء خالد .. اخذها ليخرجان سوياً
اخذتُ سيارة اجره للتوجه الى مكتب المحامي لأنهاء ارتباطنا
وصلت الى هناك جلستُ امامه لينظر لي بإستغراب
بقيت اكثر من نصف ساعة دون كلام
كانت تلك الكلمات تثقل صدري كهم لا يمكنني
التخلص منه
قلت اخيراً : اريد اتطلق من مرام جهز الاوراق هسه
حتى اوقعها و وصلها لبيت ابوي ..
اومأ رأسه بالايجاب
استغرق الامر وقتاً يقال بأنه طويلاً بسبب ذهابه
الى المحكمه .. قدمتُ سببي و حجج اخرى
حتى اقتنع القاضي
وافق على ذلك لأقوم بتوقيع تلك الاوراق
مجرد ورقة انهت جميع خيالاتي معها
احلامي و ما بنيتهُ
كانت تلك الورقه كافيه لجعلي استيقظ
وكأنها صفعه تعيدني الى الواقع
قررتُ بناء ذاتي من جديد بعد استرداد عافيتي
ارتديتُ نظارتي الشمسية توجهت للبنك قمت بسحب النقود
ف رصيدي ممتلئ فيما يكفيني لتأمين حياتي بأكملها
اشتريتُ بيتاً لي و لشقيقي ثم سيارة جديدة
و هاتف ايضاً فقد تحطم هاتفي ايضاً مع الحادث
ولم اود العودة له ففيه ذكرياتنا
كان من الافضل ازالته من حياتي
سأقتلع جذور خيانتهما من حياتي و سأرقص
فرحاً ان سمعت خبر وفاتهما ايضاً

الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن