| الفصل الاول |

4K 34 3
                                    




تلك الاخطاء لم تكن سوى عثرات صغيره
لتوقع بيننا .. مجرد لحظات ضعف تُزيد الشك
بينما قلوبنا الهشة تتحطم في كل مره
و بعد ! هل ستحدث تلك الخطيئة مرةً اخرى
ام هل سيتم تجاوز ذلك الخط الاحمر ثانيهً
مُقابل ذلك القَلب المُحب انتهت كُل أعتباراتي لتنهار
و تضعف تماماً

" بين خطيئة لا تُغتفر و بين قَلب لا يعرف الحِقد  ..
صِراعات كثيره ..، "

يهدينا الرب بقدر اوجاعنا من الحياة
تلك هي اللحظة التي نسجد فيها شُكرا له بجزيل الدمع و الفرحه الغامرة ..

،









| خالد ..|

ضوء شديد اغمضت عينيَ ثم عاودت فتحهما
كان احد حُراس السجن ليخبرني بزيارة احدهم
منذ ايام وانا هنا لم يأتِ احداً سوى والدي
الذي كان مستعداً لاخراجي لكنني رفضت ..
وددت معرفة سبب تواجدي
كان سيمسك بيدي .. لابتعد بنفور
دلفت لتلك الغرفة كان الحَارس الذي في منزلي
قلت ببرود : شلون تترك بنتي وتجي ؟؟
رد لتنزل الصاعقه فوق مسمعي
كانت تلك الجمله اخر ما اود سماعها
" بنتك ماتت .. "
رمشتُ بصدمة ، بعدم تصديق
صغيرتي كانت تلهـو معي منذ فتره ليست بطويلة
نهضت لانقض عليه امسكتُ رقبته بكل ما املك من قوه
قلت : انت كـد حجايتك تعرف شكدر اسوي مو لان مسجون معناها تلعبون بكيفكم والرب اوديكم ورا الشمس !!!
"  مكانتك المرموقة ومنصبك خلصت خالد .."
صرختُ : منـو وره هالشغلة
أجاب بأختناق " إياد و جماعتة ..
اتى الحارس ليدفعني بعيداً عنهُ فخرج ..
سحبني الشرطي الاخر للزنزانه المنفردة ك عقاب لتمردي
قبضت كف يدي بغضب
اصواتها عادت الى ذاكرتي ..
نُقطها لكلمة " بابا " ..
اي قلب يمتلكون ! هل كنتُ الاب السيء رغم كل شيء ام ماذا
سقطت دمعة آليمه ربما تركوها تتعذب كثيراً .. و ربما ألموها كثيراً
احترقت وجنتي بتلك القطره لكنها لم تكن كحرقه جوفي ..
كان يجب علي الخروج .. لا يُساعدني في ذلك سوى شخص واحد
والـدي ..
نهضت لامسك الزنزانه الحديديـة قلت بصوت مُرتفع
خالد : اتصلووو ع والدي هســه لا اكلب السجن جهنم
اتى احد الحرس لينظر لي بفزع
قلت بغضب : خلال نص ساعه الكه ابوي يمي ..
قال : سيدي قبل كل شي انت معاقب و المدير ميسمح ..
قلت : اريـد احجي وي المدير هميين هسه ..
فتح الزنزانه برعب كاد يمسك يدي لأفلتها بقوه ..
اتجهت للاعلى ثم الطابق الثالث لان الحبس في طابق سُفلي
اي تصميم هذا لا اعلم دلفت دون ان اطرق الباب
نظر لي بهدوء ليأتِ ذلك الحارس
_ مكدرت امنعه سيدي .. و هو رئيسي رغم كل شي
اعجُبت بتصرفه ، خرج لازفر قائلاً
خالد : اني ملازم .. انت الي وصلتني لهالمرحله
جنت عم اليه واب ثاني بأي تهمه تحبسني اسبوع !!
تجرني من بيتي بنص الليل وتخليني افترق عن بنتي
ماكو شي يجبرك ع هالشي
وهسه اريد اطلع .. تره والدي اتركه يتصرف
قال بهدوء : البقيه بحياتك ابني
ضربت الطاوله بغضب : هي هاي الي طلعت وياك !!
خرجت من المكتب من المركز بأكمله لم يتعرض احد
توجهت الى منزل والدي لم استطع الدخول
ف فور وصولي نظرت الى الحديقه قبل عده ايام كانت تركض هنا اما الان فهي بعيده اشد البعد عني
تلك العداوه بدأت لتوها أقسم انني سأجعله يتعذب لتلك الدرجة التي يطلب بها العفو دون جدوى
و اي قوه ستستطيع ايقاف لهيب أب فاقد لطفلته مُصمم على الانتقام
ترجلت دلفت الى الداخل بلا اي مقدمات توجهت لغرفة والدي
نظرت كان يجلس مع زوجته اللطيفة .. تلك التي خيبت جميع ظنوني السيئة بها ..
قلت : اريد احجي وياك اني بالمكتب
صفعت الباب خلفي ..
لم يمر كثير من الوقت حتى دلف عانقني بقوة ..
سأعترف لا يمكن لاحد ان يتدخل في علاقتنا
كأب و ابنهُ بادلته ما هي لحظات حتى ابتعدت
احمرت عيناي .. قلت بصوت مرتجف
خالد : بنتـي .. يابه بنتي شلون وصلولها !!
امسك بكتفيَ ركز نظره بعينيَ ليقول بنبره هادئة
_ انت اقوه من البجي ..الله يعوضك ويكون بعونك
هسه انت لازم تخطط ترجع لمنصبك للملازم خالد
الي الكل يحسب اله حساب .. سقطت تهمه الغش عنك
و اني من يمي أضمن هالشي من يشوفك ماانكسرت ممكن يتزعزع شويه
تريد تكسره اكسره بأولاده عنده بنت و واثنين اولاد
واحد عمره 30 والثاني 10 سنوات
اما البنت ف عمرها 22 سنه ..
تمتمت : هو هيج
قال قبل خروجه : حضر نفسك نروحلهم فد ساعتين هيج معزومين ع شواء ..
قلت : بابا شنو منصبك لو ابنك ؟
اجاب بلا تردد : ابني اكيد وحفيدتي بس استغل منصبي وعلاقتي ويا حتى نعرف شنو نقاط ضعفه
فكر بعقل تاجر او محقق مو بعواطف اب
ابتسم الي ليخرج .. خرجت الى غرفتي ، تلك التي شهدت الكثير
زوجتي طفلتي .. كل لحظاتنا
كل شبر له حكايه
في تلك الزاويه كنا نتبادل القُبل
اما على تلك الاريكه كنت اجلس محتضناً صغيرتي
حين بكاءها و تعب أميرتي ..
كانت شقيه فور رؤيتها لي تبدأ بالضحك
تشعرني بسعاده لا مثيل لها بمجرد ضحكة صغيرها منها
تماماً كوالدتها ..
احببتها بعد وفاتها اكثر من ذي قبل
لأنها كانت اجمل ذكرياتي مع ريم ..
ريم هي زوجتي التي شاركتني في الكثير من الامور
التي كانت تصبر على كل شيء دون تذمر
حتى عشقتها ..
الجميع يعلم بطبعي الحاد لا يستطيع الجميع التكيف معه
رغم ذلك تكيفت و جعلتني ارضخ لها ..
وفاتها كانت صدمة بالنسبة لي ..
بسبب حادث لعين
كرست حياتي منذ تلك اللحظة لـ ابنتي
اصبحت مصدر سعادتي وكل شيء في حياتي
لا يمكنني تصديق انها ستصبح ذكرى كوالدتها
بعد مرور ثمان اعوام..
نهضت بعد ان قطعت تفكيري .. غيرت ثيابي
لشيء بسيط ثم ارتديت ساعتي المفضلة ..
اخبرني ابي ان اتجه خلفهم
سرنا برفقه الحمايه ..
مر الوقت حتى اصبحنا امام قصره ..
لم يبهرني كثيراً فقصرنا مشابه له ..
او ربما لأنني مُعتاد على هذه الاشياء
توقفنا امام الساحه الدائريه التي تتوسطها النافوره
كانت ملونه المياه بأبهى حله ..
طرق والدي الجرس ليخرج هو خصيصاً ..
قبضت كف يدي ، اعتصر الالم قلبي فحاولت المسيطره عليه
ابتسمت ابتسامتي المعتاده الهادئة اللامباليه لشيء
اياد : والله زين رواد كدرنه نشوف خالد مره ثانيه
خفت يظل محبوس بس الي يضحك هو من تأسيس المركز متواجد ..
قال والدي بأبتسامه : فخور بأبني ادري بي ميسوي شي غلط تربيتي و تربيه خالته
اجل فوالدتي توفت منذ ولادتي
زوجة والدي هي التي ربتني وكانت مسؤوله عني
لذلك ادعوها ب امي ..
احترمها كوالدتي ايضا
..
دلفنا لنرى عائلته الصغيره .. شاب كبير و صغير دون ابنته
عقدت حاجبيَ استنكاراً ..
اقترب ليعرفنا بهم الاكبر يدعى مالك و الصغير جود ..
جلس الجميع ليتحدثوا في أمور التجاره و النقل
بينما بصري يتجول في المكان ..
الابن الاكبر .. لا يتحدث كثيراً ممسكاً بهاتفه طوال الوقت بلا مبالاة
بينما الاصغر ينظر الى السلالم بلا توقف
عيناه تشع بريقاً ينتظر و ينتطر
اتت الخادمه لتعلم الجميع بموعد العشاء
تزامن ذلك مع صوت الكعب الذي بدأ يصدح
رفعت رأسي بلا مبالاة .. لاتعرف اليها اخيراً
بيضاء .. ذات عينان واسعه نرجسيه و شعر طويل كستنائي اللون .. شفتان صغيره مطلية باللون الوردي ..
ذات طول متوسط ربما تكون قصيره بالنسبه لي ، مهلاً لماذا لي !
شعرها المرفوع بشكل ذيل حصان وسقوط بعض الخصل فستانها الابيض الذي يصل لمنتصف ركبتيها ..
كعبها الذي صدح في مسمعي للوهله الاولى باللون الوردي ايضاً
تفاصيلها الهادئة
الغيت تفحصي لها عند اول صوت سمعته وهو والدها  ..
_ و هاي اميرتي دانــيـة ..
ابتسم كلا منها و اخيها الاكبر بسخريه .. لاحظت كميه التمثيل التي تعلو ملامحه
اتجهنا الى الطاوله جلست بجوار زوجه والدي
مقابلاً لها .. حيث كانت تجلس بين شقيقيها ..
كانت الطاوله مليئه بأصناف الطعام واكثرها لذة ..
والفاكهه كذلك
كانت تطعم شقيقها الاصغر .. لم تتناول الكثير
فهمس اخيها : دعوفي جود ياكل وحده واكلي
_ كافي الي حصلته من ابوك مساع سد نفسي
يظن كلاهما ان حديثهما صامت
لكنني استمعتُ اليه
فزاد فضولي لتلك العائلة ..
انتهت لتنظر الى حبات الكرز بحسره ..
بدأ الجميع بالحديث من جديد لتستغل فرصتها وتأخذ حبات كادت تأكل لولا تدخل اخيها
مالك : اكعدي وسكتي .. كرز ماكو لو تموتين
دانية : وحده ماتضر مراح اكل الصحن كله
تناولها عوضاً عنها ليقول
مالك : هو انتي الوحده خمسه كعدي وسكتي
ماريد اخسرج مثل باقي الخساير دانية فهمي هالشي ..
ابتسمتُ بخفه لطيفه علاقتهما
انسحبت بهدوء من الجلسه .. كنت اود الانسحاب ايضاً
لكن اسئله والدها المستفزه لا تنتهي ..
حين خروجنا اخبرني والدي انني سأتي الى هنا غدا.
من اجل ايصال ملفات مهمه لا اعلم ما هي غايته لكنني وافقت ..
اتجهت الى منزلي عوضاً عن منزل والدي اشتقت له كثيراً
وكأنني غبتُ لاعوام كثيره فور وصولي خلدت الى النوم ..

الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن