| الفصل العاشر |

670 13 0
                                    




| مالك .. |

كانت ليلة لطيفة .. احسستُ بالامان و الراحه
اضافة الى الفطور مع والدتي راودني شعور لا يمكنني
وصفه ، جلست بجواري ابنة خالتي ..
لاحظتُ تغير ملامح وجهها لكنني لم اظهر ذلك
تلك الخرقاء قامت بأبدال السكر و الملح كيف استطاعت
اكمال تناول الطعام نهضت مسرعه لأخرج
كدتُ اذهب لكنني تفقدتُ جيوبي
ربما نسيت هاتفي في الداخل عدتُ لاقابل وجهها
الذي اصبح كالطماطم لأبتعد قبل أصابتها بنوبه قلبية
اتجهتُ للعَمل ، لم اود العمل هنا ليس لأن احداً
يضايقني لكنني وددت الاعتماد على نفسي في تكوين شركتي الخاصة
سأفاتح خالي في هذا الموضوع قريباً
كلاهما لطيفان و ايضاً زوج خالتي ، ربما
الحياة معهم افضل من العيش تحت جناح والدي
وصلت لمكتبي لأبدأ بالعمل .. مَر الوقت حتى شعرت برقبتي تتشنج
وددتُ الذهاب لأحضار كوب قهوه لكن جاء عمل اضافي فوق رأسي
دلف ليث دون ان يطرق الباب ليضع الملف امامي
_ يلا صديقي اشتغل .. جان اشتغلت وياك بس عندي شغل
احببت هذا الشاب لديه روح رياضية مرحه جداً ..
مالك : بس وصي احد يجيبلي كهوه صدعت ..
ليث : تدلل هسه اشوف واحد يجيبلك اياً كان
ابتسمت ليخرج تفحصتُ الملف جيدا
وضعتُ مجموعة التصاميم التي كان يجب تسليمها
فقد انهيتها على جهة ، لأباشر دراسة المشروع من اجل تصميمه
في تلك الاثناء طرق البَاب اعطيتُ الاذن بالدخول
لحظات حتى شعرتُ بقطرات من القهوه السَاخنه فوق يدي
التفتتُ لارى انها اسقطتها فوق يدها و قسم فوق التصاميم
اتسعت عيناي بصدمة ، هل يجب علي آعادة كل شيء الان
هرولت لأرى بأنها تالفه تماماً
رفعت رأسي لرؤيتها كدتُ اصرخ غضباً
لكن لاحظت ارتجافها خوفاً و الماً امسكتُ بكأس المياة
فقد كان يحتوي على مكعبات ثلج
خلعت وشاحي الذي فوق معصم يدي
أجلستها فوق الكرسي لأضع مكعبات الثلج فوق يدها
انتفضت لتتساقط دموعها اغمضت عينيها بآلم
تنهدتُ ..
من بين جميع من في الشركه والعاملين لم يجد غيرها
مالك : لازم تحطين مرهم حروق بعدين تظل تأذي
شوفي موج اذا عدها و مره ثانيه انتبهي
حتى لا تخلطين بين الشكر والملح ولا توكعين الاكواب
خصوصاً اذا حاره تضرج ما تضر غيرج
احمرت وجنتيها لتخرج من المكان تنهدتُ بقلة حيلة
لو كان غيرها لاخرجت جام غضبي بسبب فعلتها
لكن استوقفتني تلك الدموع و رجفة الخوف
عدتُ لاكمل عملي ما باليد حيله ..
انهيتُ العمل خلال ساعتان .. التصاميم التي اتلفتها دون قصد
و التي وضعها لي ليث ..
تنهدتُ بهدوء ..

* * *








| خالد .. |

استيقظتُ صباحاً فلم اجدها كيف نهضت دون شعوري
وهي تغفو بين ذراعيَ ..
نهضتُ لاتجه للحمام ، تسللت رائحة الطعام الى انفي
استحممتُ سريعاً لاخرج .. ارتديتُ ثياباً من اجل العمل
وضعت عِطراً لافكر بليلة البارحه حتى أنني لم اشعر بالذنب
نبرتها المُنكسره هزت شيئاً عميقاً في داخلي
و ان كانت ابنته فهي ابنة عمتي ايضاً
منذُ متى بتُ اعاقب الابناء على اخطاء الاباء
ليست طريقتي ، أما ابنتي فهي ستبقى حيه في قلبي
و ان كانت شكوكي صحيحه ستظهر الحقيقه قريباً
قررتُ بدأ صفحه جديدة فالحياة لا تقف في نقطه واحده
و الله يهدينا طريقاً او اشخاصاً لنسيان اوجاعنا
لأنهُ لا ينسى عبادة مهما كبرت ذنوبنا
و همومنا ابواب السماء لا تغلق وعطاءه الله لا ينتهي ..
حملت هاتفي و مفاتيح السياره اتجهت للاسفل كانت
تقوم بترتيب الطاولة .. اقتربت لأقبل رقبتها
_ صباح الخـير ..
التفتت لتبتسم بهدوء ..
_ صباح النور اجيت هسه اكعدك
خالد : حتى انطرد من كد ما اتأخر لو ماداوم
اقتربت لتعدل ياقه قميصي ابتعدت لتعود للمطبخ
ليس عدلاً
_ شهالظلم دانيـة ..
جلس كلانا على الطاوله التفتت لتنظر لي ببراءة
_ شسويت عدلت قميصك فوكاها انت جاي مستعجل
ميصير تروح ممرتب ملابسك
انتهينا لأخذ اغراضي ، القيتُ نظره سريعه عليها
لمعة الحُزن عادت لعينيها سحبتها لنخرج من المنزل
دانية : ويين !!
وصلنا الى الكَراج نظرت للسيارة الاخرى بأستغراب
_ عندك سيارتين !
قُلت مصححاً : 4 سيارات ثنين هنا و وحده ببيت ابويه
و وحده ببيتي الثاني
قالت بتملل : شلون ويه خالد اني ! حتى ابسط الاشياء
ما اعرفها
تجاهلتُ قولها لاضع المفتاح في يدها
_ هسه صارو 3 .. صارت الج ، بس تره هاي اعز وحده لگلبي
و ما انطيها بس للغالين
حاوطت رقبتي : يعني
اطبقتُ جبيني فوق خاصتها لأقول ..
خالد : عندج فُرصة حتى تدخلين گلبي استغليها زين
ما انطي فرص هواي
نظرت لنرجسيتيها التي تلمع فرحاً بعثرت خصلات
شعرها لأتجه نحو سيارتي
قلت قبل ذهابي : اذا صار شي واحتاجيتي تتطلعين
اكو بطاقة على المكتب مالي
دانية : مااحتاج شي بس تعال من وكت
عادت للداخل لاذهب نحو عملي
مضى العمل بشكل روتيني ، دون شيء يذكر
وصلت لي رسالة من ادم بضرورة لقائنا
انهيتُ عملي لاتجه نحو المقهى الذي نرتاده دوماً
ادم صديق طفولتي و رفيقي المُقرب
رغم لوم الجميع له لا يمكنني لومه لشيء ليس بيده
موج لن ترضى برؤيته بينما هو يُصر
كلاهما يحب الاخر لكن المكابره بينهما كبيرة
وصلت لأتجه واجلس امامه
قال بشرود : تدري ، من شفتها حسيت الحياة رجعت اليه
الي جنت اعيشه مو حياة
بس المشكلة لهسه موج بنفس العناد مالتها مستحيل تسمعلي
قلت : واتذكر انت همين اعند منها مستحيل تخليها
ابتسم بهدوء : اكيد ..
ارتشف من فنجان قهوته ، طلبتُ عصيراً مع قطعة كيك
جلستُ اشاهد المكان بينما كان يفكر بعمق امامي
لم يعد ادم القديم ما يؤكد ذلك أصراره .. لن يخذل مجدداً
ولن يترك احداً في منتصف الطريق
انتشلني صوته : شلونك ويه دانية بعد معركتكم الباردة
رفعت يدي بأستسلام
خالد : خلص زمن المعارك ماريد اتعارك لان احتقرت روحي
من شوكت احاسب الناس على اغلاط غيرهم من غير
هي بنت عمتي و اني اولى بيها من الغريب ..
قررت اخلي الماضي وراي مهما جان بي من وجع
و اكمل حياتي وياها ..
واذا اكو شيء غامض اخلي للايام تكشفه بس الاكيد مراح أضرها بعد
ما اريد تنام و الدموع بعيونها بسببي
قال بفخر : هذا خالد الي اعرفه ..
انتهينا ، ليذهب هو الى المنزل و اذهب الى منزلي
كانت الساعة تشير الى الواحده ظهراً
وصلتُ فتحتُ الباب بنسخة المفتاح التي لدي
استقبلتني رائحة المنزل بـ الورود
و نظافة المكان اضافة الى رائحة الطعام التي جعلتني
اتضور جوعاً
حتى حين كُنت مع ريم لم تقوم بتنظيف المنزل
كانت تعتمد دوماً على الخدامة ..
" يقال بأن من يولد بفمه ملعقة من ذهب من الصعب تركها "
تجسدت تلك المقوله في ريم
فهي كانت ابنة طبقة عاليه عينيها ممتلئة و مدللة الى ابعد حد
وفرت ذات الدلال لها دون تذمر ولا تقصير
لكن احياناً نتشاجر بسبب هذه الامور البسيطة
كنتُ اود رعايتها و اهتمامها اكثر
لكنني اجده من الخدامة في أبسط تفاصيلي
اتجهت للاعلى لغرفتي اقصد غرفتنا من الان ..
قلت : نعيماً
_ ينعم عليك .. الحمام جاهز والملابس همين
خلص حتى نتغده
وضعت هاتفي و اغراضي على الطاوله
اتجهتُ لأخذ حمام بارد بهذه الاجواء الحاره ..
ارتديتُ بيجامة خفيفة كانت قد وضعتها سابقاً
خرجت لاجفف شعري بعدها اتجهت للاسفل ساعدتها
بأعداد الطاولة ..تناولنا الطعام يجب قول الحقيقه
طعامها لذيذ .. لا يمكنني الوصول الى حد اشباع
يذكرني بطعام عمتي حين اذهب لتناوله معها
خالد : تره طبخج نفس مال عمة ..
هزت رأسها بالايجاب لتقول
دانية : تعودت واني صغيره اشوفها من تطبخ لحد ما تعلمت
اغلب طبخي من طبخاتها حتى مالك يكول
انتهيتُ ، ساعدتها كانت تغسل الاطباق اخذتُ المنشفة الصغيره فور انتهائها
امسكتُ بيديها كانت صغيره و ناعمة رغم عمل المنزل و الطبخ
جففتهما لاقبلهما بهدوء
_ ربي لا يحرمني من هالادين
ردت بأبتسامه : بس هالادين !
امسكت راسها لأقبل جبينها مطولاً امتدت يديها
الصغيره لتمسك معصم يديَ بلطف
انفاسها القريبه لـ آنفاسي
_ لا دانية بكبرها ربي لا يحرمني منها
_ ولا يحرم دانية من خالد

الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن