عداد الصفر

33 8 2
                                    

- أنها مائتان وخمسون يوماً يا لؤي بحوزتك هذا العدد من الأيام لتغير مصير شقيقتك
نطقت ألما هذه الكلمات تحت شجره الخوخ التي تمت زراعتها قريباً من باب منزل لؤي
ثم وجهت أنظارها الى شجره الخوخ قائله تحتاج شجره الخوخ ثلاث أعوام او خمسه لتزهز ، ينتظرها المزارع كل هذه المده لتأكل ثمرها تحتاج الى الصبر ، ولتحصل على ثمره تحتاج للتقدم الى الأمام مدركاً أن لا شيء من الممكن أن يعترض طريقك هكذا تسير الحياه .
ومن هنا شعر لؤي بثقلاً شديد فمصير شقيقته أصبح يعتمد عليه
ذهب للنهر الكبير وقد كانت عقارب الساعه تشير للرابعه عصراً يرى الناس والسياح يقومون بجوله فيه
من هنا بدأ الخبر وبدأت ذاكرته تستعيد الأخبار التي سمعها
" هنا وكالة اخبار تاربزيل عثر على جثه الشابه أغيد المفقوده منذ شهران طافيه في النهر الكبير "
لما لم يقم القاع بأبتلاع الجثه ! او هل قام بأبتلاعها ثم طفت ؟
هل تمتلك أغيد اعداء
" قالها بصوت مسموع "
ليجد صوت من خلفه يقول ولكن ينبغى أن يكون هدفك أيجاد دليل وليس حلاً للقضيه ، لقد تبعتك الى هنا أردت التأكد من خطواتك ، لكن كما خمنت بدأت من وقت طوفان الجثه ( قالت ألما )
اذا ماذا عن المحاوله على العثور على اول أجابه ؟
اعرف شرطياً سيساعدنا وهو عاطل عن العمل حالياً ، لنعرف تفسير الطب الشرعي بخصوص طوفان الجثه .
لنذهب الى المقهى التى كانت تعمل فيه شقيقتك لنلتقي هناك .
- لن اذهب الى هناك ! كيف لي أن اجلس في نفس المكان الذي وجهه العاملون فيه أصابع الأتهام لشقيقتي !
- بل عليك الذهاب الى هناك ، عليك التواجد في جميع الاماكن التي تواجدت فيها شقيقتك حتى تجد دليلاً ، في كل مره تقول فيها لا أنت تخسر فرصه ، تخسر ثانيه ثمينه ودقيقه أثمن لأنقاد شقيقتك
كان من الصعب الجلوس في المقهى حتى نظرات العاملين كانت تملأها الريبه ، بدا على سيماهم الأنزعاج وعدم الأرتياح ، همست ألما الى لؤي فلترى أنزعاجهم ، فلتحصل على أكبر من هذا . بعد دقائق من الأنتظار أقبل رجلاً في السابعه والعشرون يمتلك شعر كثيف وعريض المنكبين حاجبيه شديدة الكثافه يرتدي ملابس مدنيه ، ألتفت ألما الى لؤي هذا الرجل الطويل القادم ، انه الشرطي سراج ، فلتكن علاقتك به حسنه حتى تجد دليلاً عليك معرفه أشخاص من هذا النوع وليس عيباً أن تكون تمتلك أصدقاء مفيدين ، وسع دائرة معارفك .
تقدم سراج وأخد كرسياً ووجها خطابه الى ألما قائلاً الأ تعرفين انتي هذه الأيام متطلبه جداً .
- أليست الشرطه مهنه أنسانيه قبل أن تكون أمنيه على الشرطه أن تكون مستعده في خدمة المدنين
- كل ماتطلبيه يعتبر جريمه .
- على كلاً ، وأشارت الى لؤي ، أن الشقيق الأكبر لموكلتي التي اخبرتك عنها
- قال سراج موجهاً خطابه الى لؤي : وماذا تعمل ؟
- محاسب
- لقد قالت ألما انك تحاول العثور على دليل ، انه عمل الشرطه وهذا ليس شرعياً على أي حال
- هل تحاول منعي ؟
- لن أفعل ، أن الأمل كل ماتمتلكه ولن أقوم بحرمانك من حق الأمل ، فلتجد دليلاً ، هذا سيفيدني أن الأخر.
قالت ألما : وكيف سيفيدك الأمر
- لو أنهم أتهمو الشخص الخطأ سيكون هذه وصمة عار لخصمي في الشرطه ،لقد كان المسؤل عن القضيه ، أتتذكرين الشخص الذي وجهه لي لكمه ، الشرطي جواد ، هذا هو خصمي .
قالت ألما : أياً كان هدفك فاذا كان هذا سيساعدنا لا يهم .
سراج موجهاً كلامه الى لؤي ؛ أني املك ٨٧ يوماً عطله ماذا عندك ؟
- قمت بأخد شهر أجازه ،
قالت ألما : أني اعمل لحسابي الخاص ومستعده ان لا أقوم بأستقبال اي قضيه .
قال سراج : اذا نحن جميعاً متفرغون
اذا ( واضعاً يده اليمنى على خده الأيمن ) أخبروني عن خططكم
-ألما قائله : نحتاج أن نعرف تاريخ الوفاه .
- ألم يذكرو هذا في المحاكمه ؟
لا أريد ماذكر في المحاكمه ، أريد معرفه رأي الطبيب الشرعي
- لؤي قائلاً : نريد معرفه لماذا لم يبتلع القاع الجثه ؟ من كان أول شخص عثر على الجثه ؟
سراج قائلاً : حسب معرفتي أن الشرطه قامت بالتحقيق معه.
- لؤي قائلاً بأصرار شديد :لنعيد العداد من الصفر ، لنفترض أننا عثرنا على الجثه للتو ، لنعد للبدايه
-

مئتان وخمسين يوما قبل الأعدامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن