بالطبع نقلت ألما الرساله الى لؤي اخبرته بما حدث ، الذي سعى للقاء شقيقته لكن دون أي جدوى ، خرجت من المستشفى بعد ثلاث أيام وشددت المراقبه عليها فالهدف كان هو ابقائها على قيد الحياه لحين موعد الاعدام .
حينها ادرجت ادارة السجن مواعيد الزيارة التي كانت يوم الخميس من كل اسبوع ، استجمع لؤي قواه لزيارة شقيقته بعد الحكم لأول مره ، كانت مشاعره مختلطه بعضاً من السعاده والحزن ! ، ولأن شقيقته من المحكومين عليهم بالاعدام فقد كان مسار الزيارة مختلف نوعاً ما فالسجناء العاديون يلتقون بأهاليهم بدون حواجز ، اما المحكومين بالأعدام فيفصل بينهم حاجز زجاجي ، جلس لؤي في الكرسي الخشبي وبينه وبين الجانب الاخر الحاجز ينتظر شقيقته التي تم أخبارها ان احد ما جاء لزيارتها ، تقدمت نحو الحاجز وكان وجهه شاحباً مصفراً وتم لف رأسها ببضع شاش ، جلست وعيناها نحو شقيقها دون ان تنطق كلمه ،
سألها شقيقها عن حالها وكانت ترد بكلمه واحده دون اي زيادة حتى قال
" مازلنا نملك بعض الوقت لن ينفدو الحكم الأن ، لقد قررت ان اعرف الموعد ، وان اعثر على دليل يثبت برائتكِ قبل الموعد " قالها بأمل كبير
فأجابت بيأس شديد ؛ دليل ! لم تعثر الشرطه سوا على دليل لأذانتي وليس لبرائتي
-ومن يهتم على ماذا عثرت الشرطه .
- أنا اهتم ، فالشرطه هي التي تعثر وتقرر وهي من اختارت مصيري
- لتتحلي ببعض الأمل
- وبأنفعاليه قالت ؛ أمل عن أي امل تتحدث عنه ! لقد تخلى عني الأمل وليس الأمل فحسب كل شيء حولي تخلى عني .
- لكني لم أفعل
- بل ستفعل ، عندما تذرك ان كل شيء ميؤس منه ستفعل .
-ولذلك قررتي الموت بطريقتك
- اتعرف مالأصعب في حكم الأعدام ليس الموت ، بل أنتظار الموت ، جميعناً سنموت لكن مايهون علينا هو عدم معرفتنا بالموعد ، اني اشعر بالرعب الشديد من لقاء الموت .
- ومع ذلك حاولتي انهاء حياتكِ ، انتي لا تخشي الموت بل تخشين طريقة موتكِ . لقد قررت اني بالغد سأذهب للنهر الكبير سأذهب اليه كل يوم ، حتى أجد الأجابه ، اما الأن سأتركِ لتفكري بأحياء الأمل بداخلك .
للمرء خياران لا ثالث لهم في هذه الحياه اما أن يختار طريق الأمل ليعيش ، او ان يختار طريق اليأس ليموت .
مر أسبوع بالكامل على هذه الحادثه اخبرت فيها ألما الشرطي الثرثار بأن يحاول ان يجلب لها التاريخ وموعد الأعدام لموكلتها ، ذهب الشرطي لمركز الشرطه وفي وقت الغداء ذهب يفتش هنا وهناك بالنظام حتى حتى عثر على الموعد كانت قائمه الأسماء تحتوي على اسم سحاب ومن هنا حتى الأن يتبقى مائتان وخمسون يوماً، وبسرعه وقعت يديه على هاتفه وأجرى اتصالاً ليخبر المحاميه عن الموعد
اخبرته " التقط صوره للأسماء " فعل ماأخبرته لكنه نسي ان يغلق القائمه تاركاً الكمبيوتر مفتوحاً على قائمه الأسماء ، عاد الشرطي المسؤل لمكتبه ليجده مفتوحاً كان يعرف ان احدهم قد فتش ولم يملك نيه لتمرير الموضوع ، لذلك بعد انهائها اعماله ذهب لغرفه المراقبه وتفقد الكاميرات .في صباح اليوم التالي :-
قبل خمسة اشهر كانت تعاني الشرطه من تسريب المعلومات لذلك اتهم الشرطي المسؤل ، الشرطي سراج بتسريب المعلومات واستدلى بتسجيل الكامير ، اعترف سراج بقوله " اعترف اني فعلتها بالأمس واني قصرت في عملي لكني لم أسرب باقي المعلومات ، أنا فقط عرفت تاريخ الأعدام ، اعتقد احدهم يقوم بأتهامي لتصفيه الحسابات "
وبغصب شديد صاح الشرطي المسؤل انها الكاميرات هي التي أثبتت ولم اتهمك هباءاً
صاح سراج :- لديك تسجيل واحد ولا تملك غيره ! لا تبني شكواك على افتراض
- رفع حاجبيه قائلاً أفتراض ! فسدد لكمه لسراج الذي بدوره قام برد اللكمه وأشتدت حدة الشجار حتى تدخل زملائهم
قال الضابط المسؤل " انه لمن العار ان يتشجار شرطيان "
الان اخبراني ماأساس الشجار ، وبناء على ماقاله الشرطي المسؤل ولان تسريب المعلومات جريمه ولأنها حدثت من فرد من افراد الشرطه فتم أصدار بأيقاف الشرطي سراج تسعون يوماً عن العمل ليتفكر في اخطائه
نظر سراج الى زميله بعين الغضب ولم ينطق حينها بشيء
تسارعت خطواته نحو الخارج سلم قبلها شارة الشرطه
عاد الى منزله لكن قبلها قام بالمرور على المقهى الذي يصدق ان كانت تعمل فيه سحاب ، جاء نادل لخدمته
- ماهو طلبك ياسيدي
- اريد كوباً من الاتيه
- فقط ؟
- نعم ، سأجلس في اقرب طاولة لأنتظار طلبي
قام النادل بتسجيل الطلب ، بعد دقائق معدوده جاء بكوب القهوه لكن تعثرت قدميه فسكب القليل من القهوه على يد النادل اليمنى فقد كان أعسر اليد وبتفاجئ سأله سراج اذا كان بخير واخرج منديلاً ليقوم بمسح يد النادل قائلاً لابد انه حار
وعندما كان يمسح لاحظ أثار حروق قديمه في يد النادل ، لابد انها طبيعه هذا العمل ( أسرها في نفسه )
شكر النادل سراج ليخبره انهٌ سيقوم بأستبادل القهوه .
حتى تلقى اتصال من ألما تتسأل فيه عن خططه بالغد ؟
- لا شيء فبسبب قضيتك تم أيقافي عن العمل
- لماذا ؟
- لقد اكتشفو اني قد سربت موعد الاعدام وهم يشكون بي .
- ياللهي وكأن القدر يتأمر علي .
أنت تقرأ
مئتان وخمسين يوما قبل الأعدام
Misterio / Suspensoبث خبرا في المدينه بالعثور على جثه شابه في العشرين من عمرها مقتولة وأستخدم القاتل أساليب عديده لأخفاء أثار جريمته سوء الحظ الذي كان يرافق سحاب أختارها كي تكون المشتبه الأول في القضيه . مئتان وخميسن يوما قبل الأعدام روايه ملحميه لأيجاد أدلة تثبت بر...