مئتان وخمسين يوما قبل الأعدام

البدء في التحقيق

عادا أدراجهم الى قسم الشرطة كانت الساعة تشير حينها الى الرابعة مساءا 

 عندما ترجلا من السيارة قام مساعد المحقق بأخذ قنينه ماء وغسل حدائه بها حتى لا يتسخ بلاط القسم بالطين أما المحقق فقد تجاهل الأمر, ترك حذاءه طبعات في جميع أنحاء القسم , شاهد أثار الطبعات الضابط الجنائي جواد فأستدعى بدورة عامل النظافة ليخبره بضرورة تنظيف الأرضية , يبدو أني أقوم بتنظيف الأثار كثيرا هذه الأيام هذا ما تركه عامل النظافة من تعليق 

 أستند جواد على أقرب جدار وأجرى أتصالا " بما أنك عدت لما لم تخبرنا بالمستجدات ؟ عليك أن تأتي الى مكتبي " طرق المحقق سلطان باب مكتب الضابط التي كان مفتوحا على مصراعيه وتقدم واضعا يديه بداخل جيب بناطله قائلا لا أعرف أي مستجدات ترغب بمعرفته لكن جوابي أنه لا يوجد مستجدات في الوقت الحالي أنها فقط افتراضات , -

 اذا أخبرني بافتراضاتك ؟ قالها الشرطي جواد في فضول مشبكا أصابعه 

– كما تعلم نقل الجاني الضحية من مسرح الجريمة الى النهر الكبير ولابد أنه استعان بقارب , من المستحيل أن يقوم بالسباحة بالجثة فهي امرأه بالغه كم تعلم لذا قررت أن احصل على مذكرة تفتيش للقوارب الموجودة في النهر الكبير, قد يكون أحدهم متورط بتأجيره القارب لهذه الجريمة

 – اذا – أنت تظن أنه هناك أكثر من شخص متورط في هذه الجريمة ؟ - أخد المحقق كرسيا- وطقطق بأصبعيه على مكتب الضابط – وبنبرة جاده 

– أني اعتقد بوجود تواطئ في هذه القضية , أن المجرم أذكى مما نتوقع فقد عملت في هذه المجال 12 عاما ولم يكن هناك مجرم قد كشف عن الجثة في مسطح مائي 

– هناك تساءل لماذا كشف المجرم عن الجثة لماذا لم يعمد لإخفائها كالمعتاد ؟

اذا – استطعنا العثور على المجرم سنستطيع معرفة الجواب , أما الأن فأني أستأذنك لأذهب للحصول على مذكره تفتيش 

– قام المحقق برفع طلب لتفتيش القوارب وكانت الاستجابة سريعة فقد جاءت الموافقة ومذكره التفتيش في صباح اليوم التالي , جمع فريقا جنائي من الشرطة الى النهر الكبير الذي أوقف جميع رحلاته بسبب الأمطار في الأيام الماضية وكان من أهم الأسباب هو وجود الجثة الأمر الذي سبب دعرا لكل من زوار النهر فعزفوا عن زيارته في الأيام المنصرمة , وصلت دوريات الشرطة الى النهر , أتجهه المحقق الى منصة المراقبة التي تقع في منتصف مرفئ كانت عباره عن كوخ بها غرفتان ودورة مياه كان الكوخ صغيرا لحد ما 

– أظهر المحقق هويته الى الموظف الذي كان يجلس في غرفة المراقبة – بأمر من الشرطة علينا الحصول على نسخه تكشف عدد القوارب الموجودة هنا ,وكشف بأسماء اصحابها وطرازها ولمن تعود , كما نريد بكشف بأسماء الموظفين هنا و أوقات العمل هنا . وبخوف قال الموظف هل هذا بسبب الجثة التي وجدت في النهر يا سيدي ؟ 

- نعم أنه كذلك لذا ينبغي عليك التعاون مع الشرطة , فتح الموظف الدرج في مكتب صغير يقع في غرفه المراقبة وعلى مرأى من المحقق وأخرج ملفا يحتوي على عدة أوراق , قام بإعطاء الملف الى المحقق قائلا هذا كل الوثائق التي نملكها هنا 

– أمسك المحقق بالملف وأخرج الأوراق من الملف البني وأخد لمحة سريعة

 –اذا- كم عدد القوارب الموجود هنا ؟ - عشرون قاربا يا سيدي وأضاف تحتوي الأوراق على طراز القوارب وأصحابها و وسائل الاتصال بهم 

– اذا – ماذا عن الدرجات المائية ؟

 - نحن لا نستخدم درجات هنا واذا وجدت فهي ليست نظاميه ولن تكون مسجله في سجلاتنا , غادر المحقق متجها نحو القوارب التي قامت الشرطة بنزع الأغطية البلاستيكية من عليها , كانت الأغطية مليئة بمياه الأمطار ,أخدت عناصر الشرطة تفتش كل زاويه من زوايا القارب حتى غروب الشمس في كل قارب كان هناك ثلاث من عناصر الشرطة أستغرق البحث من الساعة الثامنة صباحا حتى غروب الشمس ,كما أنهم قاموا بتفتيش المرفأ ومنصة المراقبة وبعض من الساحل القريب من مكان العثور على الجثة لكن لا نتيجة فقد غسلت الأمطار كل شيء.

وقف المحقق في حيره من أمره فلا الجثة ولا مكان العثور عليها تشير الى القاتل , وكان السبيل الوحيد أمامهم هو العثور على شاهد ,ترك رجال الشرطه المكان , عاد معهم الى القسم , أخد يرتب الأوراق لمحاولة التحقيق مع أصحاب القوارب وأن كان أحدهم قام بتأجير القارب الى شخص مشبوه وبينما كان مستغرق في العمل رفع رأسه ليجد الضابط جواد عقد يديه خلف بظهره وألقى بنظره ناحية الأوراق 

– أيها الضابط الأ تعرف كيف تطرق الباب ؟ - لقد طرقته عدة مرات لكنك لم تجيب

 –اذا- هذا كل ما عثرتم عليه اليوم بعض الأوراق قالها في بنبرة أستهزاء

 – ماذا عنكم ألم تعثرو على شيء في ملابس الضحية ؟ - بل فعلنا عثرنا على دليل

وبنبرة دهشه؟ دليل ؟ ماذا يكون ؟

- بأبتسامه قال الضابط لقد عثرنا على أظفر في جيب الضحية , وقد يعود للجاني

- بما أن تحليل الحمض النووي سيستغرق وقتا , لقد قررت التحقيق مع اصحاب القوارب قالها وهو ممسك ببعض الأوراق بيديه